الرياض: كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن السلطات السعودية اعتقلت الأميرين أحمد بن عبد العزيز شقيق الملك السعودي ومحمد بن نايف ولي العهد السابق وشقيقه نواف بن نايف بتهمة الخيانة، في محاولة تهدف لتعزيز سلطة ولي العهدمحمد بن سلمان، وطرد المنافسين، الذين كانوا في السابق في الطريق للعرش.
وحدثت الاعتقالات في وقت مبكر من صباح يوم الجمعة، حيث وصل حراس من البلاط الملكي يرتدون أقنعة وملابس سوداء إلى منازل الرجلين، وأخذوهم إلى الحجز، وفتشوا منازلهم، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر.
وول ستريت جورونال: الأميران يتعرضان الآن للتهديد بالسجن مدى الحياة أو الإعدام، ولا يمكن معرفة معرفة تفاصيل جريمتهم المزعومة
وأفادت صحيفة “نيويورك تايمز” أن الأمير أحمد بن عبد العزيز آل سعود، شقبق العاهل السعودي سلمان، والأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز آل سعود، ابن شقيق الملك المعروف باسم “إم بي إن”، أُتهموا بالخيانة العظمى، كما القى الحراس القبض على أخ الأمير محمد.
وقالت مصادر لصحيفة “وول ستريت جورنال” إن الرجلين كانا في الطابور على العرش، وأكدت أنهما يتعرضان الآن للتهديد بالسجن مدى الحياة أو الإعدام، وأشارت الصحيفة إلى أنه لا يمكن معرفة تفاصيل جريمتهم المزعومة.
وشغل الأميران في وقت سابق منصب وزير الداخلية، وهو منصب قوي يسمح بالإشراف على القوات وجهاز المخابرات السعودي، ولكن على مدار الأعوام القليلة الماضية، تضاءلت مكانتهم في العائلة المالكة مع ازدياد نفوذ ولي العهد بن سلمان، الحاكم اليومي الفعلي للمملكة.
ولاحظ تقرير “وول ستريت جورنال” أن الاعتقالات ألقت جانباً برجلين كانا من الممكن التنافس لمطالبة محمد بن سلمان بالعرش إذا توفي الملك سلمان البالغ من العمر 84 عاماً أو قرر التنازل عن العرش، وقد كان الأمير محمد بن نايف في المرتبة الأولى على العرش حتى عام 2017، عندما تم ترفيع محمد بن سلمان.
وشددت “وول ستريت جورنال” على أن تكتيكات محمد بن سلمان في قمع الفساد وإسكات المعارضين وتهميشهم قد أسفرت عن عزله في أوروبا والولايات المتحدة، كما برزت شكوك غربية بشأن حملته المزعومة ضد الفساد، والتي أدت إلى اعتقال المئات من رجال الأعمال وأفراد العائلة المالكة وحبسهم في فندق ريتز كارلتون بالرياض، وقد تم إطلاق سراح الكثير منهم بعد الموافقة على دفع عشرات الملايين من الدولارات إلى الديوان الملكي.
الأمير بن نايف كان قيد الإقامة الجبرية منذ تدخل بن سلمان، على الرغم من تجنبه للسياسة
وفي العام التالي، قُتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي على أيدي عملاء يعملون لحساب محمد بن سلمان، وقد شكلت ردات الفعل العالمية العنيفة على جريمة القتل تهديداً لولي العهد.
وفي حملة أخرى على المعارضة، قام محمد بن سلمان باعتقال النقاد على الإنترنت واستخدم حسابات مزيفة على تويتر لانتقاد الأشخاص الذين يشككون في حكمه، كما اتهمت وزارة العدل الأمريكية في العام الماضي الرجال الذين يعملون لصالحه بدفع رواتب موظفين في شركة تويتر للحصول على معلومات خاصة عن المعارضين.
وتزامنت هذه الاعتقالات مع صدور انتقادات حادة من الحزبين الجمهوري والديمقراطي في الكونغرس الأمريكي ضد السعودية، وقد تراجع الدعم الأمريكي للمملكة بالفعل بسبب مقتل خاشقجي والخسائر المدنية الواسعة النطاق في اليمن بسبب التحالف السعودي.
وأوضح التقرير أن “إم بي سي”، الأمير محمد بن نايف، كان لسنوات جهة اتصال موثوقة لمسؤولي الأمن والمخابرات في الولايات المتحدة، وبصفته رئيساً لجهود مكافحة الإرهاب، فقد تبادل المعلومات مع نظرائه الأمريكيين حول الهجمات المخطط لها، وقال العديد من المسؤولين السابقين في المخابرات ووزارة الخارجية الأمريكية أنهم أصيبوا بالفزع بسبب إقالته في عام 2017، لأنهم شعروا أنه الحليف الأكثر موثوقية للولايات المتحدة داخل العائلة المالكة.
وقد كان بن نايف قيد الإقامة الجبرية معظم الوقت منذ تدخل ولي العهد بن سلمان، على الرغم من أنه ظهر في مناسبات خاصة خلال مؤتمر الاستثمار في الخريف الماضي، حسبما قال اشخاص مطلعون على الأمر.
وكان دور الأمير أحمد أكثر تعقيداً، حيث انتقل التاج من ابن إلى آخر منذ وفاة مؤسس السعودية، ودائماً من أخ إلى أخ ، ولكن بعض افراد العائلة أرادوا رؤية التاج وهو ينتقل إلى أحمد، أخ الملك بدلاً من محمد بن سلمان.
وقد تجنب أحمد السياسة إلى حد كبير منذ أن تسلم سلمان التاج، ولكن في عام 2018، أدلى بتصريحات ألقى فيها باللوم على مشاكل السعودية على الملك سلمان وولي العهد عندما اقترب من منزله عدد من المتظاهرين في لندن، ولم يمض وقت طويل على هذه الحادثة، حتى أرسل الديوان الملكي مبعوثاً إلى لندن لإقناعه بالعودة إلى المملكة.
وأكدت مصادر من العاصمة السعودية الرياض أن السلطات قامت خلال اليومين الماضيين بحملة اعتقالات شملت أمراء كبارا في العائلة المالكة.
وذكرت قناة الجزيرة أن الديوان الملكي السعودي شهد حركة غير طبيعية في وقت متأخر من يوم الأربعاء أعقبها اعتقال عدد من الأمراء الكبار، ولم تكشف المصادر عن أسماء المعتقلين.
واحتجزت السلطات العشرات من الأمراء وكبار المسؤولين والوزراء الحاليين والسابقين والمسؤولين ورجال الأعمال في فندق ريتز كارلتون بالرياض بأوامر من ولي العهد محمد بن سلمان في نوفمبر/تشرين الثاني 2017.
وكان من بين الموقوفين وزير الحرس الوطني المقال الأمير متعب بن عبد الله نجل الملك الراحل عبد الله، وشقيقه أمير الرياض السابق تركي بن عبد الله، والأمير الملياردير الوليد بن طلال، والأمير فهد بن عبد الله بن محمد نائب قائد القوات الجوية الأسبق.
لاحقا، وسعت السلطات السعودية حملة الملاحقات، وأمرت باعتقالات جديدة شملت نخبا سياسية ودينية ورموزا في عالم المال والأعمال بالمملكة، وامتدت الحملة لتشمل المزيد من أبناء عمومة ولي العهد محمد بن سلمان وأبنائهم وأسرهم.