نفذت قوة أميركية، في محافظة أربيل، عملية أمنية، تمكنت خلالها من اعتقال امرأة بتهمة التجسس لـ “حزب الله اللبناني”، وكذلك قيامها بـ “تسريب” معلومات عن مخبرين يعملون لصالح الجيش الأميركي.
وبحسب المعلومات، فان المرأة تدعى “مريم طه تومبسون” أميركية من اصل عربي وعمرها 61 سنة، تم اعتقالها من قبل ضباط مكتب التحقيقات الاتحادي الأميركي الـ FBI في الـ 27 من شباط الماضي، بمنشأة عسكرية أميركية في مدينة أربيل حيث كانت تعمل مترجمة بموجب عقد.
وأعلنت الحكومة الأميركية، أمس الأربعاء 4 اذار 2020، أنها وجهت إلى متخصصة في اللغويات بوزارة الدفاع (البنتاغون) تهمة نقل معلومات سرية إلى مواطن أجنبي مرتبط بجماعة حزب الله اللبنانية، قائلة إنها كشفت أسماء أصول أميركية رئيسية.
ووصف مساعد وزير العدل لشؤون الأمن القومي جون ديمرز سلوك تومسون المزعوم بأنه “عار” لبلدها.
وقال ديمرز في بيان “أثناء وجودها في منطقة حرب، يشتبه بأن المتهمة قدمت معلومات دفاعية قومية حساسة، تتضمن أسماء أفراد يساعدون الولايات المتحدة، إلى مواطن لبناني موجود في الخارج”. وأضاف “إذا ثبتت صحة ذلك، فإن هذا السلوك يمثل وصمة عار، خاصة بالنسبة لشخص يعمل متعاقدا مع جيش الولايات المتحدة. ستتم المعاقبة على هذه الخيانة للبلد والزملاء”.
وبحسب وزارة العدل الأميركية فان “تومبسون” تدرك سبب اعتقالها وتتعاون مع التحقيق، وأقرت بنقلها معلومات سرية إلى رجل مرتبطة به عاطفيا، وفق صحيفة يصدرها الجيش الأميركي خارج الولايات المتحدة، هي Stars and Stripes المتاحة في 3 إصدارات مختلفة حول الشأن الأوروبي والشرق أوسطي والمحيط الهادي.
وفي تقريرها عن تومبسون، نقلت الصحيفة قول المعتقلة لممثلي الادعاء، إنها لم تكن تعلم بأن اللبناني الذي ارتبطت به عاطفيا، هو على علاقة بحزب الله، بل كانت تعتقد أنه مرتبط بحركة “أمل”، برغم أنها قالت فيما بعد إن الحزب والحركة “شيء واحد” وقالت أثناء التحقيق معها: “لا. أنا لا أعرف شيئا عن حزب الله. أنا أكره حزب الله” وهو ما ورد أيضا في إفادة خطية منها، وصفت فيها أعضاء الحزب المصنف أميركيا كإرهابي، بأنهم “إرهابيون (..) يمكنهم الوصول إلى أي كان مثل الأخطبوط”.
“مندسة تحت فراش سريرها“
في الإفادة اعترفت تومبسون أيضا، أنها ألمت بمعلومات سرية، جمعتها من خلال حفظها غيبا ثم كتابتها وإرسالها عبر تطبيق بث المقاطع المصورة في هاتفها المحمول، حيث تظهر لقطة لشاشة واحدة في الهاتف، محادثة بالفيديو رصدها FBI بطريقته، تظهر فيها وهي تعرض لمحبوبها اللبناني مذكرة باللغة العربية تصف فيها التقنية التي يستخدمها أحد المخبرين الأميركيين لجمع المعلومات.
ويبدو أن مريم طه تومبسون عربية الجنسية، متزوجة من أميركي اكتسبت منه اسمها الأخير، وكانت مقيمة في مدينة Rochester بولاية “مينيسوتا” الأميركية قبل عملها في العراق، طبقا للوارد عنها بموقع وزارة العدل الأميركية، ونقلها “أف.بي.آي” الى واشنطن بعد اعتقالها الأسبوع الماضي، حيث مثلت أمام محكمة اتهمتها بما عقوبته السجن مدى الحياة.
أما الشخص اللبناني الذي ارتبطت به عاطفيا، ما زال غامضا حتى اللحظة، ولم تتوفر حوله اي معلومات تلبي الفضول، كما أن FBI ووزارة العدل الأميركية، وأيضا ممثلي الادعاء، لم يفرجوا عن اسمه ولا مكان إقامته بعد.
وكل ما قامت به تومبسون من 30 كانون الأول إلى 10 شباط الماضيين، هو الوصول مرارا إلى 57 ملفا عن 8 مخبرين حكوميين، فعلمت أسماءهم وصورهم، كما وكابلاتهم المفصلة معلومات قدموها إلى الحكومة الأميركية عبر التواصل الاستخباراتي “وأرسلتها الى متآمر كانت على علاقة به رومانسية” في اشارة الى من عشقته وتجسست من أجله، وهو اللبناني المرجح أنه مقيم في لبنان.
لذلك اللبناني “قريب يعمل بوزارة الداخلية اللبنانية، له صلات واضحة بحزب الله” وفقا لما ورد في موقع Politico الاخباري الأميركي، نقلا عن ممثلين للادعاء، ذكروا أيضا أن مسؤولين فتشوا سكن تومبسون في المنشأة العسكرية الأميركية بأربيل السبت الماضي، ووجدوا مذكرة باللغة العربية، مكتوبة بخط اليد “مندسة تحت فراش سريرها، فيها معلومات عن أنظمة الكومبيوتر التابعة لوزارة الدفاع الأميركية” مع تحذير حول هدف للوزارة، لم يتم التعرف الى طبيعته بعد.
RT