خلقت الانتخابات الاخيرة , اجواء متفاقة من الصراعات السلبية من التناحر والتخاصم , والتنافس من يسرق كعكعة الحكومة اولاً من الاخر . ان هذه الاجواء المسمومة , لم يشهد لها مثيل في نظام المحاصصة الطائفية , فقد جرت العادة , على التفاهم والاتفاق على تقاسم الكعكة الطائفية , بالمحاصصة والتقسيم بالتفاهم , في ظل غياب البرنامج السياسي , الذي يجمع الاطراف السياسية بالاتفاق على برنامج حكومي , الذي يدعم الاصلاح والبناء وتوفير الخدمات خلال دورتها الانتخابية , وانما تشكلت الحكومات المتعاقبة في العهد الجديد , في ظل التوافق والتفاهم الايراني والامريكي , في حماية مصالحهما ونفوذهما في الساحة العراقية . دون التقيد في البرنامج الساسي والحكومي محدد . لانه وبكل بساطة لا تملك هذه الاحزاب والكتل السياسية المتنفذة , رؤية سياسية في معالجة الازمات والمشاكل , لا تملك الاستقلالية بالقرار السياسي الذي يخص شؤون العراق الداخلية والخارجية , وانما يدينون بالولاء المطلق والتبعية الذيلية , الى ايران وامريكا , في رسم خططهم السياسية , وشكل التفاهم والاتفاق فيما بينهم , وحتى لايملكون صلاحية التنفيذ , إلا بأخذ الضوء الاخضر من اسيادهم الاجنبي , المتنفذ والفاعل في الشأن العراقي . الظروف الحالية تبدلت وتغيرت بين ( ايران وامريكا ) , التي تشهد التأزم والمجابهة الحادة , التي تنذر في نذير اشعال الحرب بين ايران وامريكا , انعكس هذا التأزم والسلبية على الاحزاب والكتل السياسية المتنفذة , وانعكس بشكل سلبي على الحوار والتفاهم والتوافق بينهم . واصبحوا متخاصمين في عراكهم . كالديوك العاقرة على حلبة الصراع . طالما ان اجواء الحرب المتفاقمة باخطارها بين الايران وامريكا , تتفاعل بأضطراد متزايد , واصبح العراق ساحة لتصفية الحسابات بين الجانبين . وخاصة في عهد ( ترامب ) هو عازم بكل قوة على تقليم اظافر نفوذ ايران في المنطقة ومنها العراق , الى حد التصادم والصدام , لذا ان السياسة الامريكية الجديدة , تعمل على نزع النفوذ الايراني في المنطقة , وحصر داخل ايران , بتزايد بالمشاكل العويصة , في تفاقم الوضع المعيشي السيء , المحاصرة في الحرب الاقتصادية متعددة الجوانب , التي بدأت تخلق مشاكل خطيرة داخل ايران . هذا الوضع المتوتر انعكس على توتر العلاقة بين الاحزاب المتنفذة العراقية . التي لا تملك الحس الوطني ولا المسؤولية تجاه الشعب والوطن . وانما ظهروا بأنهم عبارة عن عصابات سرقة ولصوصية وخدم مطعين بالولاء والتبعية المطلقة , احزاب فشلت وعجزت في حل ومعالجة الازمات والمشاكل بسبب وجود وباء الفساد والاحتيال والنهب الاموال وخيرات العراق . لقد اهدرت الاموال الطائلة في ظل تنامي حيتان الفساد , دون ان تذهب الى الخدمات أوالى مشاريع البناء , ان الفشل السياسي في انقاذ العراق واضح , لا يحتاج الى دليل وبرهان . والدليل منذ اكثر من ثلاثة شهور على الازمة المتفاقمة في البصرة , التي فجرت الانتفاضة الشعبية العارمة , نسمع عن وعود عسلية بالحلول والمعالجة الفورية , بالاجراءات السريعة الصاروخية , التي تنهي ازمة الكهرباء والماء الملوث والمسموم للمحافظة . ولكن هذه الوعود والحلول والمعالجة . ظلت تتراوح في مكانها على الورق , ولم تتقدم خطوة واحدة على الارض . وهذا يدل على فشلهم وعجزهم , لان الازمات متعلقة في محاربة الفساد , وهم فرسانه الاشاوس وابطاله الميامين , لذلك لا يرتجي منهم , سوى نذير العواقب الوخيمة بالاخطار القادمة , وخاصة الصراع الايراني الامريكي , ينذر بالشؤوم والنذير بالويلات القادمة في العراق ……………………. والله يستر العراق من الجايات !!