تنتشر في شوارع إيران جثث متبعثرة تعود لضحايا فيروس كورونا المستجد، بينما ترتفع أعداد الإصابات والوفيات كل ساعة بشكل يضغط بقوة على النظام الصحي المتهالك أصلاً، فيما يتم توسيع بعض المقابر. وفي ظل كل هذه الظروف، يشعر المواطن الإيراني أن لا أمل في الأفق.
وانتشرت في الساعات الماضية مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر الظروف الصعبة التي يواجهها الإيرانيون.
وأظهر فيديو رجلاً ممدداً على الرصيف في أحد شوارع مدينة ساري في شمال إيران، بينما قال المصور إن فيروس كورونا قد فتك بالرجل. وبدا الرجل وكأنه يلفظ أنفاسه الأخيرة، في ظل غياب أي سيارة إسعاف وأحد يمد له يد العون، خوفاً من العدوى.
كما تم تداول فيديو آخر من داخل مدينة قم. وفي الفيديو يروي المصور أنه فقد أمه بسبب فيروس كورونا، كما أنه حُرم من أن يحضنها للمرة الأخيرة. وكان الرجل يصور الفيديو وهو يتجول في شوارع قم ويجهش بالبكاء. ووجّه الرجل سيلاً من الانتقادات للمرشد الإيراني علي خامنئي ولرئيس الجمهورية حسن روحاني وللتلفزيون الإيراني، متهماً إياهم بالكذب. وأكد الرجل أن الجثث تتكدس في مدينة قم على بعضها بعضا، وذلك بسبب رغبة المسؤولين بإخفاء انتشار الفيروس.
في سياق متصل، خاطب مصطفى فقيهي، مدير موقع “انتخاب” الإخباري وزير الصحة سعيد نمكي، مؤكداً أن عدد القتلى اقترب من 2000 شخص، وهذا عشر الإحصاءات الرسمية.
وغرّد فقيهي في صفحة على “تويتر”: “سید نمكي! ألا تريد الكشف عن الرقم الحقيقي للمتوفين إثر الإصابة بكورونا؟ طيب! أنا سأقوم بالواجب بدلاً عنك! أيها الشعب الإيراني العزيز! اقترب عدد المتوفين المشتبه بإصابتهم بكورونا من 2000 في البلاد، حيث توفي أكثر من 130 شخصاً يوم أمس فقط في محافظتي طهران وجيلان”.
من جهته، كشف محمد حسين قرباني مندوب وزير الصحة أمس الأحد، أن أكثر من 200 شخص توفوا في هاتين المحافظتين إثر إصابتهم بفيروس كورونا.
وفي نفس الوقت، ادعت إيران على لسان المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة كيانوش جهانغيري، أن عدد الوفيات في كورونا بلغ حتى يوم أمس الأحد 194 شخصاً في كافة إيران. أما اليوم فذكر المتحدث باسم وزارة الصحة الإيرانية أن عدد الوفيات الناجمة عن فيروس كورونا في البلاد بلغ 237 حالة بينما بلغت الإصابات 7161.
وظهر الفيروس الغامض في الصين لأول مرة في ديسمبر/كانون الأول 2019 بمدينة ووهان، إلا أنه سرعان ما تفشي في أنحاء الصين وفي العالم. وباتت إيران بؤرة لتفشي الفيروس، وقد تسببت في انتشار كورونا في عدد من الدول عبر حركة المسافرين.