الخميس, نوفمبر 28, 2024
Homeاراءالزيب في المجتمع الإيزيدي : فرمز غريبو

الزيب في المجتمع الإيزيدي : فرمز غريبو

هذه الكلمة وهذا التعبير والظاهرة ,معروفة في الوسط الإجتماعي الإيزيدي في بعض المناطق ,ولكنها ربما قد لاتكون معروفة في مناطق أخرى ,لذلك آثرت شرحها وبيان معناها وزمنها وماذا يحدث فيها وما التدابير .

*إنها ظاهرة طبيعية وليست دينية ,لكن ببعض الأحيان نجد بأن الكثير من الظواهر الطبيعية  لها علاقة مع الدين أو الوسط الإجتماعي الإيزيدي.

1-ما معنى هذه الكلمة ؟ هذه الكلمة تعني النمو والإنبعاث , فيرد (زيب كرنك بونا خيب)وهذا يعني في الزيب أصبحت الكعوب شابة , فمثلا يقال لرجل أو امرأة عيونها زيب أي عيونها بارزة . وسبب هذا القول هو ,أنه في زمن الزيب تنمو النباتات  وتصبح مبينة وظاهرة ,لذلك يخرج الناس لأجل قطفها وجمعها .

2-زمن هذه الظاهرة :اليوم هو 13-3-2020م بالحساب الغربي ,وهذا يقابل 29-2-2020م بالحساب الإيزيدي الشرقي لأن هذه السنة هي سنة كبيسة وفق الحساب الفلكي ,لأن عدد أيام شهر شباط هو 28 يوما بالحالة العادية ,لكن بكل 4 سنوات يصبج عدد أيام شهر شباط 29 يوما ,لذلك يقال بأن تلك السنة كبيسة ,وهذا اليوم هو آخر يوم من زيب شهر شباط ,لأن أيام الزيب عددها 7 ,منها 4 من شهر شباط و3 من شهر آذار وغدا سيكون 1من شهر آذار شرقي وأول يوم من زيب شهر آذار ويشمل (1 و2 و3 )من شهر آذار .

3-بهذه الفترة ,يحس الناس بالدفء ,لذلك نرى الكثيرين يقللون من لباسهم ,ويفكرون بأن الوقت قد صار ربيعا ,لكن وفق تقدير العارفين بأحوال الطقس والسنة ,يجب الإنتباه لهذا الأمر ,لأنه بهذه الفترة يكون الجو باردا وقاسياويلحق الضرر بالكثيرين مثل المرض أو حدوث الصقيع ,وحتى أن زيب آذار أشد بردا من زيب شباط ,فيرد(أمي آذار   أعطني يوما غدارا    كي انزل  الجدي أي صغير العنزة من على الصخر )لأنه حتى الحيوانات تشعر بالدفء فنرى صغار العنزة تلعب وتقفز من من مكان لآخر وتتسلق الأشجار والصخور ,لذلك يقال هذا الكلام ,للدلالة على أيام زيب آذار أكثر بردا من شهر شباط .

لقد قلت سابقا بأن معنى هذه الكلمة النمو والإنبعاث ,وهنا نجد بأن الفتاة أو المرأة الإيزيدية بفترة الزيب تقدم على قص شئ بسيط من نهاية شعرها ,اعتقادا منها بأن شعرها سينمو بشكل أقوى فيقال (خو زيبراند)أي قصت شعرها رغم أنه من المعروف في الوسط الإجتماعي الإيزيدي بأن قص المرأة الإيزيدية لشعرها غير مقبول ويفعل ذلك الرجل أيضا حيث أنه يقص شعره .

لكن الملفت للنظر ,هو أنه يحذر الإنسان من الإستحمام ,بهذه الفترة ,حيث يقال :من يتحمم بهذه الفترة سيصاب بمرض الرجفان  أي اهتزاز وارتجاف  الرأس والأيدي  وسيدوم ذلك معه أبد العمر ,لأنه وكما نعرف البرد يجعل الإنسان يرتجف تلقائيا ,لكن بعد الدفء يزول الإرتجاف ويعود الشخص للحالة الطبيعية ,لكن لو اصيب بالإرتجاف في زمن الزيب فإن الإرتجاف سيبقى مرافقا له مدى حياته ,كما يقال بأنه من المحتمل إصابة الشخص بمرض آخر هو مرض الزتريا ,وهو مرض يجعل الإنسان يشعر بأن في باطنه وجوفه برد دائم ويمتد ذلك معه حتى وقت الحر أي حتى الصيف ,ومن الممكن أن يصاب نتيجة ذلك بالشلل والإسهال  .

لهذا فإنه ينصح بأن لايتحمم الإنسان بهذه الفترة ,ولو أراد الإستحمام فإنه يجب عليه بعد الإستحمام الجلوس بمكان دافئ لفترة كافية .

 

RELATED ARTICLES

1 COMMENT

  1. في لهجتنا العراقية نضيف عليها (ك) التصغير فيصبح (زيبك) وهو لا يغير من المعنى والمفهوم شيئاً وهي مدرجة عندنا ضمن الأعياد والمناسبات القديمة جداً وكما تفضلت فهي منسية لدى معظم الئيزديين
    18ــ مناسبات موسمية قديمة جدا وغير دينية:
    اختفت تقريبا في السنين الاخيرة ولم يبق منها الا الاسم معلقا بذاكرة كبار السن، وهي نقاط تحول مناخية كانت تعتبر ذات اهمية بالغة في تتبع تغيرات المناخ والتحوطات للشتاء ومواعيد الزرع والرعي والتعليف ويبدو واضحا انها من صنع الطبيعة والمناخ السائد في منطقة كردستان وليس في مكان اخر، وبذلك فهي تؤكد ان اصحابها هم سكانها منذ انبثاق الثورة الزراعية عندهم في العصور الحجرية المتأخرة ومنها:ـ
    أ ـ
    ب. عيد الـ (زيبك): اي عيد التقليم والتطهير ويصادف اول يوم من ايام الربيع 15/ شباط شرقي وهو يوم تنظيف وتطهير البيت وكل ما فيه من ترسبات الشتاء، مخازن الحبوب، غرف الحيوانات، خلايا النحل، وتطهير الاجسام بقص الشعر وتقليم الاظافر…الخ. وهذه هي الشعائر. يبدو ان تخصيص اول يوم من ايام الربيع عيدا للنظافة، انها كانت عسيرة طيلة فصل الشتاء القاسي جدا في بيئتهم بحسب اساليب التدفئة ودرجة قسوة المناخ في بلادهم في تلك العصور.
    ج ـ

    وشكراً

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular