منذ بداية ظهور فيروس كورونا في ديسمبر الماضي، انتشرت عشرات الخرافات والشائعات حول الفيروس بدايةً من أعراض الإصابة ومدى فاعلية الكمامة في الوقاية من فيروس كورونا وصولًا إلى الفئات الأكثر عرضة للإصابة وغيرها من الإشاعات، التي يصعب مع انتشارها إمكانية التفريق بين المعلومة العلمية الصحيحة وبين الإشاعات والمعلومات الخاطئة. هنا يكشف بريطانيا بالعربي عن بعض الخرافات حول فيروس كورونا نقلًا عن صحيفة ميرور البريطانية.

1. الكمامة تساعد في الوقاية من فيروس كورونا

لا تمنع الكمامات أو الماسكات التي يرتديها البعض  فعليًا انتقال فيروس كورونا . في الواقع صُنعت الكمامات التي يستخدمها الجراحين لحماية الأشخاص الآخرين في حال عطس أو سعل مرتديها وليس العكس.

وعلى الرغم من أن الكمامات الثقيلة التي تستخدمها الفرق الطبية أثبتت بالفعل أنها تقلل بشكل كبير من انتشار الفيروس فإن المتخصصين الذين يستخدمونها يحتاجون إلى التدريب على ارتدائها بشكل مناسب حول الأنف والخدين والذقن لضمان عدم تسرب الهواء من الأطراف.

2. فيروس كورونا لا ينتقل إلا إذا اختلطت بشخص مريض لمدة 15 دقيقة على الأقل

على الرغم أن أكثر الطرق الشائعة لانتقال فيروس كورونا هو مخالطة شخص مصاب لمدة 15 دقيقة على الأقل، إلا أنها ليست الطريقة الوحيدة لانتقال العدوى، من الممكن أن يصاب البعض خلال مدة أقصر من المخالطة أو قد ينتقل الفيروس عن طريق الأسطح الملوثة (هذه الطرق أقل شيوعًا لكنها تبقى واردة الحدوث).

3. فيروس كورونا ليس أسوأ من الانفلونزا العادية

من الخطأ اعتقاد أن فيروس كورونا ليس أخطر من الانفلونزا العادية. الانفلونزا تقتل حوالي 0.1% من المصابين في حين بلغت الوفيات الناجمة عن عدوى كورونا 2%.

كما ينتشر كورونا بطريقة أسرع وأسهل من الانفلونزا الموسمية، فكل شخص مصاب بفيروس كورونا ينقل العدوى إلى 2.2 من الأشخاص في المتوسط، بينما النسبة في الانفلونزا العادية هي 1.3 فقط.

كما أن هناك لقاح ناجح تمامًا في الوقاية من الانفلونزا العادية بينما لا يوجد لقاح حتى الآن لفيروس كوفيد- 19.

4. شرب الماء كل 15 دقيقة يطرد الفيروس من الحنجرة

تزعم بعض المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي أن شرب الماء والسوائل باستمرار يمكن أن يمنع عدوى فيروس كورونا لأن السوائل تطرد الفيروس إلى المعدة ويموت الفيروس بسبب الأحماض.

ويدعي البعض أن عدم شرب كمية كبيرة من المياه يسمح للفيروس بالانتقال إلى الشعب الهوائية والرئتين، ولكن لا يوجد دليل علمي على أن شرب الماء يمكن أن يساعد في الوقاية من فيروس كورونا.

5. فيروس كورونا ينتشر عن طريق الحيوانات الأليفة

لا يوجد أي دليل على أن الحيوانات الأليفة يمكن أن تصاب بعدوى كورونا أو أنها قد تنقله إلى البشر.

صحيح أنه أظهرت فحوصات إصابة كلب في هونغ كونغ “إصابة طفيفة” بفيروس كورونا، لكن لم تظهر على الكلب أي أعراض، ويرجح الأطباء أن الفيروس كان على فراء الكلب فقط ولم ينفذ إلى داخل الجسم.

ونظرًا لأن فيروس كورونا قد يكون قادرًا على البقاء على فراء الحيوانات الأليفة لفترة قصيرة، يُنصح المصابين أو الأشخاص في الحجر الصحي بتجنب التعامل مع الحيوانات الأليفة.

6. الأطفال لا يصابون بفيروس كورونا

على الرغم من أن معظم الحالات حتى الآن كانت بين البالغين وكبار السن إلا أن جميع الفئات العمرية معرضة للإصابة بفيروس كورونا.

في الواقع تشير الإحصاءات الأولية إلى وجود حالات إصابة بين الأطفال ولكن الأعراض كانت أقل شراسة.

7. معقم اليدين يقتل الجراثيم

يقول المركز الأمريكي لمكافحة الأمراض والوقاية منها أن مطهرات اليدين التي  تحتوي على الكحول يمكنها تقليل عدد الميكروبات بسرعة في بعض المواقف ولكنها لا تقضي على جميع أنواع الجراثيم.

وأفضل طريقة لمنع انتشار الجراثيم هي غسل اليدين بالماء والصابون لمدة لا تقل عن 20 ثانية.

8. إذا استطعت حبس أنفاسك لمدة 10 ثوان فأنت لست مصاب بفيروس كورونا

الفكرة وراء هذه الخرافة التي انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي هي أنه إذا كان شخص ما مصابًا بفيروس كورونا، فإن 50% من رئتيه ستتعرض لتليف رئوي.

لهذا إذا كان بإمكانك حبس أنفاسك لهذه المدة فلن تكون مصابًا.

الحقيقة هي أنه في حين يمكن أن يتسبب فيروس كوفيد- 19 في التليف بالفعل، فإن عدم وجود هذا العرَض لا يعني أنك لست مصابًا.

بالإضافة إلى أن حبس الأنفاس ليس الاختبار المناسب للتحقق مما إذا كنت مصابًا بتلف في الرئة أم لا!

9. الحرارة تقضي على فيروس كورونا

سمعنا جميعًا مقولة أن فيروس كورونا يموت عند درجة حرارة 26 او 27 مئوية، ويرى البعض أهمية شرب الماء الساخن والاستحمام بالماء الحار والتعرض لأشعة الشمس للوقاية.

وادعى أحد المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي نُسب كذبًا إلى اليونيسيف أن تجنب المثلجات والأطعمة الباردة يساعد في الوقاية من الفيروس، لكن الواقع أن الحرارة غير فعالة إطلاقًا لأنه بمجرد دخول الفيروس إلى الجسم، فلا توجد طريقة للقضاء عليه سوى قدرة الجسم على مقاومته.

وتقول سالي بلومفيلد من كلية لندن للصحة والطب الاستوائي “للقضاء نهائيًا على الفيروس نحتاج درجات حرارة تصل إلى 60 درجة مئوية”.

10. الثوم والأعشاب تقي من كورونا

صحيح أن الثوم يقوّي المناعة، لهذا انتشرت شائعات تقول أن غلي الثوم وشرب مائه ونقع الشاي مع الأعشاب أو الطحالب البحرية يساعد في وقاية الأطفال.

ذكرت منظمة الصحة العالمية أنه على الرغم من أن الثوم غذاء صحي قد يحتوي على بعض الخصائص القاتلة للميكروبات، إلا أنه ليس هناك دليل على أن تناوله يمكن أن يساعد في الوقاية من فيروس كورونا.

11. فيروس كورونا هو أخطر فيروس في العالم

على الرغم من أن فيروس كورونا يبدو أكثر خطورة من سلالات الانفلونزا التي رأيناها، إلا أنه ليس أخطر فيروس واجهته البشرية.

على سبيل المثال نتج عن الإيبولا والسارس ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية معدلات وفيات أعلى.

12. ممنوع تناول الإيبوبروفين

حذر وزير الصحة الفرنسي المصابين بفيروس كورونا من تناول أدوية الإيبوبروفين لأنه يقلل استجابة الجهاز المناعي للجسم.

الحقيقة هي أن هذه الأدوية مضادة للالتهابات وأحيانًا تتطلب مواجهة العدوى الفيروسية تقليل الالتهاب.

لذا من الناحية النظرية، يتفوق الباراسيتامول على مضادات الالتهاب ولكن لا يجب التوقف عن تناول إيبوبروفين إذا بدأت في تناوله بالفعل.

13. المنتجات القادمة من الصين تحمل الفيروس

لا يوجد أي خطورة من استلام الطرود القادمة من الصين أو غيرها من البلدان المتأثرة بفيروس كورونا، إذ لا تبقى معظم الفيروسات ومن بينها فيروس كورونا على قيد الحياة لفترة طويلة على الأسطح وتقل احتمالية بقائها نشطة على أسطح تعرضت لظروف ودرجات حرارة مختلفة.

14. الغرغرة بالماء المالح أو الخل تقتل الفيروس

ذكرت إحدى منشورات وسائل التواصل الاجتماعي أن الفيروس يبقى في الحلق أربعة أيام قبل الوصول إلى الرئتين، لهذا فالغرغرة بالماء الساخن والملح أو الخل ستقضي عليه.

حسنًا لا يوجد دليل علمي على أن هذه الطريقة تساعد في القضاء على فيروس كورونا كما لا يوجد دليل على أنه يبقى في الحلق أربعة أيام.

كما كشفت منظمة الصحة العالمية خطأ المعلومة الشائعة التي تقول إن شطف الأنف بمحلول ملحي يساعد في الوقاية، قائلةً إن هناك “أدلة محدودة” على أنها “يمكن أن تساعد في التعافي بسرعة أكبر من نزلات البرد”.

15. اللقاح خلال أشهر

بدأ العلماء بالفعل في العمل على إنتاج لقاح وذلك بمساعدة من العلماء الصينين الذين كشفوا عن التسلسل الجيني للفيروس، وتقوم فرق علمية مختلفة باختبار اللقاح على الحيوانات.

لكن التجارب المطلوبة قبل إتاحته للاستخدام البشري تستغرق وقتًا طويلًا ويرى الخبراء أن اللقاح لن يكون جاهزًا بالفعل قبل عام من الآن.

16. الفيروس يتحول إلى سلالة أخطر

تشير الاختبارات المعملية إلى أن فيروس كورونا مستقر نسبيًا، لكنه مثل جميع الفيروسات سيتحور بمرور الوقت.

وهذا لا يعني بالضرورة أمرًا سيئًا. يوضح البروفيسور بيتر سميث الخبير في كلية لندن للصحة والطب الاستوائي أن الفيروس يمكن ان يتحول إلى سلالة أقل خطورة من أجل البقاء لفترة أطول.

17. الطقس الدافئ سيقضي عليه

صرح الرئيس الأمريكي أن فيروس كورونا سيزول خلال بضعة أشهر لأن الحرارة بشكل عام تقتل هذا النوع من الفيروسات.

ولكن حتى الآن لا يوجد دليل على أن الفيروس يستجيب لتغيرات الطقس مثل الانفلونزا الموسمية على سبيل المثال، ويمكن أن ينتشر بنفس القوة في المناخ الحار والجاف.