لك أكليل الغار أيها الحزب العظيم يا أيقونة النضال والمجد لمولدك الميمون في 31 آذار الربيع 1934
أصبح الرقم 86 الجميل يسجلُ خصوصية متميّزة في حياة الحزب الشيوعي العراقي عبر الظروف والمتغيرات على الساحة السياسية المتعلقة بمصير الوطن المفدى ، ونحن أصدقاء الحزب أعتدنا على الأحتفال بمولده الميمون مبكراً ، ثمة سؤال يطرح نفسهُ : ما السر في تعلقكم وعشقكم للحزب ؟
السر يكمن في كاريزمية الحزب الشيوعي العراقي لدى الجمهور العراقي وأنسنته وصدقهِ ويدهِ البيضاء ومؤشر بوصلتهِ في الولاء للعراق وأمتلاكه الحلول الموضوعية والواقعية الجذرية لمشاكلنا المستعصية ، ولآنّهُ أعرق الأحزاب السياسية وأقدمها في مضمار الكفاح الوطني وأطولها عمراً وأكثرها خبرة أضافة لنزاهته وتشهد لهُ جميع الأحزاب والقوى السياسية ، وهو مرجعنا حين تحتدم بنا الصراعات والأرهاصات العقائدية والطفولة اليسارية ، وفلتر ذواتنا من أدران الطائفية والأثنية العرقية وحتى المناطقية بنظرته العادلة للأنسان بأنهُ أثمن رأس مال ، ولم يعرف الحزب المساومة والمهادنة على حساب الشعب ، أني أرى أن عمرهُ ال 86 شعلة وهاجة أضاء لنا نهاية النفق المظلم ، فهو أستحق بجدارة شرف أسم ( محبوب الجماهير ) وهذا هو سر تعلقنا بهِ ومحبتنا لهُ ، فهو لا يزال البلسم الشافي لتطلعاتنا وآمالنا في تحقيق ” وطنٍ حرٍ وشعبٍ سعيد ” .
محطات نضالية في تأريخ الحزب وسأتحدث عنها بلغة الأرقام وبشهادة التأريخ
-1948 : أنتفاضة شعبية ضد معاهدة بورت سموث .
– 1952 : تأجيج الجماهير وقيادتها في وثبة كانون ضد الحكومات المتعاقبة العميلة .
– 1953 : مجزرة سجني بغداد والكوت في تنفيذ النظام الملكي ضد السجناء السياسيين بفتح النار عليهم .
– 1956 : أنتفاضة الشعب العراقي ضد العدوان الثلاثي على مصر
– 1958 : كان من الأحزاب التي أستلمت ساعة الصفر من الضباط الأحرار لمساندة الثورة والحفاظ على مكتسباتها الثورية الديمقراطية .
– 1963 : كانت سنة النكبة للحزب حين تعرضت قيادته وكوادره وقواعده للتصفية الجسدية بدون محاكمة أثر الأنقلاب العسكري بقيادة حزب البعث منهم الرفيق سلام عادل سكرتير اللجنة المركزية ، محمد حسين أبو العيس ، جمال الحيدري حسن عوينه ، والعبلي ، عبدالجباروهبي ( أبو سعيد ) ، وأصدار فاشست الأنقلاب القرار رقم ( 13 ) المشؤوم والسيء الصيت الذي بموجبه أعدم الآلاف من الشيوعيين وأصدقائهم .
– 3تموز 1963 : محاولة نائب العريف الشيوعي البطل ( حسن سريع ) ولكنها فشلت تلك المحاولة الوطنية وأعدم هو ورفاقه وسيق جميع المعتقلين في سجن رقم -1- في معسكر رشيد ثم إلى نقرة السلمان في ( قطار الموت ) المعروف في حيثيات الحركات الجماهيرية للتأريخ السياسي العراقي التي تعتبر من أبشع أبتكارات التعذيب الجسدي والنفسي الغير مسبوقة وبهستيرية عقائدية أدى لأستشهاد بعضهم .
– 1968 : بداية العهد الصدامي والذي دام ل35 عاماً أقحم العراق في حروبٍ عبثية أحرق فيها الأخضر فاليابس وحكم بنظامٍ شمولي يكفي أن سماهُ منظر أعلام وأدبيات الحزب الحاكم ” حسن علوي ” بكتابه ” جمهورية الخوف ” ودفع فيها الحزب الشيوعي فاتورة ثقيلة مما تبقى من كوادره وأعضائه وحتى أصدقائه .
– 2003 : سنة الأحتلال البغيض لم يكن حال الحزب أفضل من السابق بل تحمل مسؤولية مظلومية شعبه في فضح الفساد والتخريب ونهب المال العام الذي أبتلي بحكم الأحزاب الدين السياسي الراديكالي الشعبوي الميليشياوي ، ومن جهة أخرى وضع أستراتيجية جديدة في العمل المشترك يداً بيد مع التيارالديمقراطي لوضع الوطن على السكة الصحيحة حيث ” الدولة المدنية الديمقراطية ” .
2019 : سنة الأنتفاضة التشرينية الشبابية وشعارها الوطني الثوري ” بنازل آخذ حقي” كان ولا يزال الحزب الشيوعي االعراقي مشاركا فعالا قدم شهداء ومغيبين ومعتقلين وهي فاتورة الدم في سبيل وضع الوطن على سكة الدولة المدنية الديمقراطية ، وعرفاناً منا نحن أصدقاء الحزب ومحبيه أختم هذه الأسطر القليلة والمتواضعة بحق هذا الحزب الجماهيري العظيم بهذه الأبيات من قصيدة لأحد شعراء الناصرية في أحتفالات العام الماضي :
كل سنه من سنين عمرك ورد جوري وياسمين
كل سنه من سنين عمرك يكبر ويانه الحنين
للوطن للناس ننثر واهليه
أكبر أكبر أو بعد أكبر
ننتظر عيدك الميه
عاش الحزب الشيوعي العراقي وعاشت الطبقة العاملة العراقية المجد كل المجد لشهداء الحزب وشهداء الحركة الوطنية
مارس2020 ستوكهولم