قبل سنتين ذكرت بالعديد من المواقع الاعلامية ردود وكلام كثير عن موضوع الوافدين العاملين في بلدنا الكويت ، وسأعيد هنا بعض الفقرات المهمة والمتضمنة بعض الحقائق الرقمية التي بحاجة الى يتم إعادتها لتثبيت حقيقة ولشرح واقع موجود.
“افلاس البعض وبحثهم عن موضوع للأستعراض الإعلامي أدخل موضوع الهجوم على الوافدين الذين لا حول لهم ولا قوة ويمثلون الحلقة الاضعف وأيضا تغييب أساليب الرد الإعلامي لهم بطبيعة الحال والامر الواقع.
هذا الموضوع باختصار هو دليل إفلاس من اطلقه علي مستوي الاعلام والسياسة وأيضا يعتبر انعدام فروسية لأنك تهاجم اشخاص لا يستطيعون الرد.
أيضا الكلام الذي قيل كله خاطئ وليس له علاقة بالحقيقة، كما ابلغني أحد الوزراء السابقين حيث أن الوافدين أساسا يشكلون اقلية من قوة العمل الحكومية بنسبة خمسة وعشرين بالمائة فقط وخمسة وسبعين بالمائة كويتيين
والوافدين بالدولة الاغلب الاعم منهم تحتاجهم الدولة بشدة ومن دونهم تختل وتهتز مواقع عديدة وكثيرة بأجهزة الدولة ونحن نتحدث عن اطباء وتمريض و محاسبين وقانونيين وطاقم تدريسي…الخ وهؤلاء جائوا بعقود رسمية وبطلب رسمي وتعاقد”
هذا جزء ما قلناه قبل سنتين وهو كلام عام انطلق لشرح ما هو خاص ومحدد اذا صح التعبير وهو العلاقات العربية بين الكويت ومصر.
وعمق العلاقات الكويتية المصرية ليست بحاحة لتأكيد قوتها ولا الى اعادة طرح ركائزها فهي الثابت على المدى الزماني الممتد ولسنا نتحدث على المستويات الرسمية فقط بل على المستويات الاخرى فالمد الثقافي الممتد من المنطقة العربية المصرية ومن القاهرة كان يصل الى الكويت منذ ما قبل الحرب العالمية الاولي حيث انها احد مواقع صناعة الثقافة وايضا لا ننسى دور الجمهورية العربية المتحدة ومصر هي الاقليم الجنوبي المكون لها بنشر التعليم الجامعي لجميع العرب واستقبال الطلبة الكويتيين والدراسة هناك ولا ننسى الروابط السياسية بين المرحوم جمال عبدالناصر والطبقة السياسية الشعبية بالكويت وهي علاقة تعاون وحوار وايضا تمتد للجانب الرسمي ولا ننسى علاقات المصاهرة والنسب والعلاقات الشخصية العائلية الرابطة وعلينا ان نتذكر الجوانب الاقتصادية المهمة وايضا على المستوى الشعبي دور المرحوم ناصر الخرافي بالاستثمار المليوني داخل القطر العربي المصري واضحة ومعروفة وهو مثال واحد على اخرين كثيرين.
ان القائمة تطول وتكبر والسرد مكثف وهذه مقدمة بسيطة للرد على الكلام الغير مسئول وخطاب الكراهية المنطلق من مجهولين او من شخصيات تافهة لا تمثل اي موقع من اهمية او وزن او احترام ودائما بأي تجمع بشري هناك شذوذ لا يمثل القاعدة وايضا هناك نخبة قائدة للمجتمع وللدولة.
لذلك يجب عدم السماح بوجود اصوات ليس لها موقع في السياسة او الثقافة او المجتمع بالانطلاق بالتفاهات وخاصة بزمن الازمات.
الكلام الغير مسئول هو قد يكون من الامور التي يتم التغاضي عنها في الاوقات العادية وخاصة عندما تنطلق من مواقع وحسابات مجهولة او من شخصيات غير ذي وزن ولا تمثل حالة رسمية مؤسسية تابعة للدولة.
ولكن في ظل الازمة هذا الكلام يصبح خطر ويكون الرد عليه واجب وخاصة اننا نعيش في زمن يستطيع اي شخص الحصول على منصة اعلامية رخيصة الثمن وقوية التأثير والانتشار كما هو الحال بوسائل التواصل الاجتماعي وهذا احد جوانبها السلبية.
للأسف الشديد ان الخطاب الغير مسئول هو خطاب مثير وقد يكون مسلي عند البعض وايضا قد يكون من الخطابات العاطفية السهلة والتي تلقى صدى وتجاوب عند الانسان البسيط مما يخلق مشكلة من اللا مشكلة وما يخلق ضوضاء في ظل السكينة والطمأنينة.
ولكن في ظل حالة الازمة هذا الخطاب هو خطاب خطير و مضر وغير مفيد ويجب ايقافه او محاسبة من يطلقه لأننا نعيش بواقع ازمة عالمية نحتاج للصديق ولكل من يتعاون ويساعد وينسق ويتحاور ويعمل معنا ونحن نتحدث عن ازمة عالمية لوباء الكورونا وهي ازمة ضاربة بكل مواقع العالم بدون افق زمني للحل وهذا يزيد الامر خطورة.
ان الحالة العربية الممتدة من الخليج العربي الى المحيط الاطلسي حالة تتميز بوجود قومية عربية واحدة ضمن لغة ومصير وارض عربية وشعب عربي واحد يعيش ضمن هذه المناطق واي خطاب تقسيمي للكراهية او التشكيك او التقليل او الذم بين هذه المناطق هو شتم للذات فالكل عربي والكل ينتمي لنفس القومية العربية ولا يوجد فرق الا بمناطق السكن الانساني لذلك هذا الخطاب الاعلامي المنطلق بالكراهية من منطقة عربية ضد منطقة عربية اخرى ليس له معنى او هدف الا الفتنة وهو خطاب اعلامي مشبوه وخطير ويجب محاسبته وخاصة اننا بوضع ازمة عالمية تشمل كل الانسانية وليس مناطقنا العربية فقط فكل انسان على الكرة الارضية بحاجة الى دعم ومساندة الانسان الاخر.
د.عادل رضا
طبيب كويتي وكاتب بالشئون العربية والاسلامية