الكثير متفق على أن الدول المتخاصمة في سوريا رجحت كفة لغة الحوار و التفاوض لحل الأزمة السورية على كفة لغة السلاح في الوقت الحاضر لان تبعات المواجهةالمباشرة مع أمريكا وحلفائها ستكون وخيمة على الكل بعد تحرير معظم الأراضي السوري من دنس الإرهاب وما تبقى مساحات محددة تحت سيطرة الإرهابيون من جهة،ومن جهة وجود قواعد عسكري وانتشار للقوات الأجنبية في تلك المناطق ليكون الخيار العسكري أخر الخيارات إذا ما حقق الخيار الأول نتائج ترضي اغلب الإطراف .
خيار لغة الحوار والتفاوض الذي تبنته الدول الثلاثة يؤسس لمرحلة جديدة لازمة السوري يتضمن عدة خطوات أولها تشجيع بعض الفصائل المسلحة المتبقية في الانخراطفي العملية السياسية وترك السلاح ، وعزلها عن الأخرى التي ترفض نزع سلاحها وتصر على المواجهة العسكرية مع القوات السورية وحلفائها ولأسباب معروفة .
المسالة الثانية للمرحلة المقبلة ستكون بدعوة إلى تشكيل لجنة كتابة الدستور السوري الجديد تحت وبمساعدة المبعوث الاممي الخاص لسوريا ستيفان دي ميستورا علما بأن الحكومة السورية والمعارضة قدمتا قوائم مرشحي الجانبين لعضوية اللجنة الدستورية .
المسالة الثالثة التواجد العسكري للقوات غير السورية وهي اخطر وأصعب مهمة في المرحلة المقبلة التي ستواجه الحكومة السورية في كيفية التعامل معهم ولا تقتصر المسالة على تواجد القوات الأمريكية أو التركية وحتى الإيرانية والروسية وبعض فصائل المقاومة المسلحة .
بقاء الفصائل المسلحة تحت أي عنوان أو مبررلايخدم سوريا بكل الأحوال بدليل اغلب هذه الدول تحاول أيجاد حل لمشكلة الفصائل دون العودة إلى بلدانهم لأنه يشكل خطرا كبير على أمنهم واستقرارهم ، والبعض يريد الاستفادة منها وجعلها ورقة ضغط لتحقيق عدة مكاسب ضد الآخرين ، وقد تتحول ضد الحكومة السورية فيقادم الأيام ، وتكون عبئا ثقيلا يصعب التعامل معهم وتتكرر المأساة من جديد لان لهذه المجموعات توجهات واعتقادات وارتباطات بعدة جهات خارجية .
كتابة دستور جديدة مسالة لا غبار عليها لأنها تنسجم مع المتغيرات التي طرت على الساحة السورية ،وتتوافق مع متطلبات الكثيرين في تغير ساس الدولة السورية ، لكن قد يتحقق هذا الأمر وسوريا اليوم تعيش في وضع مازال بحاجة إلى الكثير من الوقت لتهيئة الظروف المناسبة لكتابة دستور سوري بعيدا عن الضغوطات والتدخلات الخارجية .
لعل ما تقدم في كفة وتواجد القوات الأجنبية في كفة ثانية وكما قالنا مهمة صعبة للغاية ستواجهه الحكومة السورية في كيفية التعامل مع هذه المشكلة المعقدة والحساسة للغاية آذ ما اقتضت الأمور برحيل هذه القوات الصديقة وغير الصديقة وهذا لا يعنى إن تنسى سوريا دور القوات الصديقة في المرحلة السابقة ، لكن المرحلة الجديدةتقتضي أن تعمل دون تدخلات أو ضغوط من جهة كان وتفرض سلطتها وقوانينها لان عملية التحرير تمت والحكومة أمامها مهام كثيرة ومسؤوليات كبير ة، ووجودها لا يتناسب مع متطلبات المرحلة وقد يجعله البعض ذريعة أو حجة لبقاء قواته أو فرض عقوبات اقتصادية و توجيه الضربات ضد سوريا .
خلاصة حديثنا احذروا أيها السوريون من تدخل إي طرف أو جهة في عمل الحكومة السورية وان تكون مصلحة سوريا وشعبها هي الأهم حسب مقتضيات المرحلة بشرط ضمان وحدة الأرضي السورية، وتحرير كامل الأراضي ورفض وجود أي قوات من غير موافقة الحكومة السورية ولا تنسوا ولو لحظة تجربة جيرانكم شعب دجلة والفرات عندما تتدخل الآخرون في أموره كيف أصبح حالة لا يسر صديق ولا عدو ..