عندما يتسبب الفايروس بكارثة اجتماعية بدلا من كارثة صحية!
ان البشرية في تاريخها مرت بكل انواع العصور التي كانت لكلٍ منها شكل او بالاحرى نمط في بدايتها و بدراماتيكية مرورها وكذلك تراجيدية انتهائها، حيث تكاد هذه العصور ان لا تخلوا من شتى الانواع من الكوارث الطبيعية والاوبئة والتغيرات المناخية التي كانت اغلبها قاسية على الحياة على سطح الأرض، بشكل عام وللبشرية بشكل خاص ،ولكن الامر المفرح ان البشرية استطاعت بكل الاحوال الصمود والصبر والحفاظ على الحياة باي عقلية وتفكيرٍ كانت حسب الزمان الذي مرت به.
لذلك فنحن الان نقصد البشرية برمتها في صراع تاريخي من جديد مع وباء يشبه مثيلاتها من الكوارث سابقاً، وهو وباء كورونا.
هذا الوباء أودى بحياة العشرات الالاف من الناس وكذلك سبب بازمة عالمية وانهيار اقتصادي فظيع جداً بالإضافة الى التوقف التام للحياة في كل انحاء العالم تقريبا.
ان فتك هذا الوباء جعل السلطات في كل مكان باعلان حالة الطوارئ وحث الناس على البقاء في بيوتهم كي يخفف من عملية انتشار الفايروس حفاظا على حياة الكثير من الناس كالكبار بالعمر والذين مناعتهم ضعيفة تجاه هذا المرض.
فبلا شك ان الجلوس في البيت لايامٍ طويلة يبعد الشخص عن الانشغال ويجعله في التقاء مباشر وتام مع بقية افراد الاسرة فتنتج في اغلب الاحيان مشاجرات ومشاحنات تؤدي الى العنف سواء كان تجاه المرأة او الأطفال.
فيصبح هذا الوباء سببا في دمار من جهةٍ اخرى لا تقل شدتها عن الازمة الصحية فبواقع الامر يكون القصد من العزل الصحي هو ان يكون ايجابيا ويساعد على مرور هذا الوباء دون التسبب بخسائر إضافية نحن في غنا عنها.
فقد شاهدنا وتلمسنا في الايام الاخيرة كمية هائلة من العنف والمشاجرة في اطار الاسرة وصلت الى تصوير العراك ونشره في مواقع التواصل الاجتماعي. هذا الامر بعينه جريمة انسانية بحتة وخراب للعوائل ان يتم نشر المشاجرات الى العلن فقد يقوم الأخرون بتقليدها وتكرار الفعل الغير اللائق المهين للاداب العامة.
لذلك نرجوا منكم جميعا التحلي الكامل بالصبر والابتعاد عن المواضيع والنقاشات المشحونة داخل الاسرة كي لا تتطور لاحقا الى شجار ودمار الاسرة فهذا حال الجميع وفي كل انحاء العالم وكذلك نرجوا منكم الابتعاد ثم الابتعاد عن نشر فيديوهات الشجار اولا لانها تروج للعنف وثانيا تسيء لسمعة الايزيدية كديانة ومكون في هذا البلد الديمقراطي والوطن أيضاً .
بعون الله تعالى وبجهود الاطباء والعلماء وصبركم سوف ننتصر على هذا الوباء وسوف ترجع الحياة الى طبيعتها كما كانت وأفضل باذن الخالق فالصبر وثم الرفق يا ايها الاخوة والاخوات ودمتم بصحة وسلام.
البيت الايزيدي للكلتور في كولن وضواحيها
31.03.2020