.
مع اقتراب عدد مرضى فيروس كورونا المستجد في العالم من حاجز المليون، لا يزال العلماء في دول عدة يحاولون كشف سر التفشي السريع لهذا المرض، ويبدو أنهم وضعوا أيديهم على سبب وجيه.
فقد قالت السلطات الأميركية إن بيانات جديدة تظهر أن كثيرين أصيبوا بالفيروس من جراء مخالطة أناس لم تظهر عليهم أعراض الوباء المعروف باسم “كوفيد 19″، مشيرة إلى أن الأمر قد يستدعي توسيع نطاق الاحترازات، مثل استخدام الأقنعة الواقية.
وحذر مدير المراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها الدكتور روبرت ريدفيلد، من أن نحو 25 بالمئة من الأشخاص المصابين بفيروس كورونا ربما لا تظهر عليهم أعراض، بحسب مقابلة أدلى بها للإذاعة الوطنية الأميركية، الثلاثاء.
وخلص ريدفيلد إلى أن هذا الرقم يساعد في تفسير مدى انتشار فيروس كورونا في العالم وفي شتى أنحاء الولايات المتحدة تحديدا، حيث أصبح البلد بؤرة رئيسية للوباء.
وهذا الرقم الضخم من المرضى الذين لا تظهر عليهم أعراض، الذي يقدر بمئات الآلاف حول العالم، ربما يعقد الجهود للتنبؤ بمسار الوباء والاستراتيجيات المتبعة للحد من انتشاره.
ويمكن أن تؤدي هذه التقديرات الجديدة إلى إعادة النظر في التعليمات التي أعلنتها مراكز السيطرة على الأمراض في الولايات المتحدة، بحيث تضيف مزيدا من الأشخاص إلى دائرة مرتدي الأقنعة الطبية.
وكانت هذه الوكالة الحكومية الأميركية قد قالت إن الشخص العادي لا يحتاج إلى ارتداء القناع، ما لم يشعر بأعراض المرض.
وبحسب صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، فإن الباحثين لا يعرفون بدقة عدد الأشخاص المصابين بالفيروس من دون الإحساس بأعراضه، لكن منذ ظهور الفيروس في ديسمبر الماضي رصدوا العديد من الحالات المقلقة لأشخاص أصحاء نشروا العدوى من دون قصد.
وعلى سبيل المثال، فإن المريض الذي رمزت له بالحرف “زي”، صيني يبلغ من العمر (26 عاما)، من مقاطعة غوانغدونغ في الصين كان قد خالط مسافرا عائدا من ووهان في فبراير الماضي.
لكن هذا المصاب العشريني لم تظهر عليه الأعراض حتى بعد مرور 11 يوما من إصابته بالعدوى، لكن في اليوم السابع كان الفيروس قد تكاثر بسرعة في أنفه.
ويخلص باحثون إلى أن أشخاصا مثل “زي” لم يعودوا من النوادر، إذ لم تظهر أعراض فيروس كورونا على 18 بالمئة من المصابين على متن السفينة السياحية الشهيرة “أميرة الألماس”.
ويعتقد فريق الباحثين في هونغ كونغ أن ما بين 20 و40 بالمئة من حالات انتقال العدوى في الصين تمت من قبل أشخاص لم تظهر عليهم أعراض الفيروس.
وفي ظل أن العقاقير المضادة لهذا الفيروس في مرحلة التطوير المبكر، فإن أفضل حل هو تطبيق قاعدة “التباعد الاجتماعي” للتخفيف من حدة انتشار الفيروس، لأن الشخص قد ينقل الفيروس إلى الآخرين دون أن يدري.
ويقول عالم الأوبئة في جامعة هونغ كونغ، بنجامين كولينغ: “إذا كنت على اتصال عابر مع شخص مصاب، فستكون الفرصة منخصة لحدوث عدوى”.
لكنه أضاف أن “الخطر يزداد في حالة الاتصال المستمر معه، مثل المحادثة وجها لوجه”.