قاسم دربو
عندما هاجم الإرهابيون الدواعش الإيزيديين ,كان من بين أهدافهم الإستيلاء على جبل شنكال ,ومن ثم الإستيلاء على بقية المناطق ,لأنه حسب تفكيرهم الإستراتيجي ,سيكون الإستيلاء على بقية المناطق سلسا ,وكانوا صائبين في تخطيطهم ,لأن وجود شنكال يعني وجود الإيزيديين والإيزيدياتي ,والقضاء على الوجود الإيزيدي في شنكال يعني تهديد الإيزيدياتي والإيزيديين في الصميم .لذلك بدؤوا بالهجوم عليهم ومن كل النواحي رغم أن بعض مفكروهم نصحوهم بعدم الإقدام على ذلك ,لأن الإيزيدين ليسوا رجال الإستسلام وسينهزمون هناك وسيؤدي ذلك إلى هزيمته ببقية المناطق ,لكنهم ركبوا رؤوسهم وفعلول وفعلا انهزموا.
عندما هاجم الإرهابيون الإيزيديين بمنطقة شنكال ,برز من الرجال الشجعان الكثير وأحد هؤلاء كان : الفارس الشجاع قاسم دربو ,فمن هو هذا الإنسان وماذا فعل وماذا حدث ؟
أسمه قاسم بن دربو ونسبته خرو وهو من عشيرة الداسكا وفخذ ربنا ,وعشيرته جزء من عشيرة الجيلكا الإيزيدية التي موطنها الأساسي جبل باكوك وجوارها (الجول والطور) أي الجبل والسهل التي هي فرع من عشيرة الهفيركا ,وقد سكن أجداده بمنطقة شنكال وحسب علمي بعد سنة 1913م بعد هروبهم من ظلم الأتراك ,وقد عارضهم قطاع الطرق اثناء ذهابهم لشنكال عند منطقة كر كوز (تل كوز )قرب قرية تل علو بغرب تل كوجر ( اليعربية ) بعد التعريب بسوريا,وقتل قطاع الطرق وهم من العرب 72 شخصا وتوجه البقية لشنكال ,قسم منهم رجع فيما بعد لسوريا وقسم منهم رجع لتركيا .
ام قاسم دربو تدعى حتي بنت بيسو حسين الشفقتي وهو من عشيرة الشفقنا التي هي بدورها فرع من عشيرة الجيلكا الإيزيدية ,ولقاسم 5 أخوة هم حسين –حسن –زيدو –ندير –خديدا قاوموا معه ضد الدواعش الإرهابيين.
تزوج قاسم من امرأتين وانجبتا له 6 أولاد أثنان من الأولى وأربعة من الثانية ,كان والد قاسم يسكن بالبداية في قرية قوجا جمي ,قرب حدود سوريا ومن ثم سكنوا في قرية تل قصب ,وفي سنة 2000م بنى قاسم له قرية قرب شنكال اسمها قنديل وصار مختارا لها وهي تبعد حوالي 1كم من بلدة شنكال .
عندما هاجم الإرهابيون على منطقة شنكال في 3-8-2014م ,كان قاسم يسكن في قريته قنديلي ,فأضطر الإيزيديون على الهروب من المذابح والتوجه للجبل ومنطقة سردشت فوق جبل شنكال ,وجاء قاسم وعدد من الأشخاص لمساعدة الفارين ,هنا صعد الناس من اللوفات الجبل وهي منطقة وعرة وجبلية وصعبة المسالك ,خاصة وأن منطقة شنكال الجبلية قليلة المياه ,لذلك توجه قاسم ومن معه لنبع بيراخاي لأجل تأمين الماء ,صعد معهم للجبل حوالي 100 ألف شخص من رجال ونساء وأطفال ,وحاول الدواعش قطع الطريق عليهم ,لكن المقاومين استطاعوا منعهم من ذلك ووقفوا بوجههم بكل شجاعة وقتلوا من الدواعش 32 شخصا خلال 3 أيام ,بالبداية استولى الإرهابيون على قرية قاسم ولكن بعد 3 أيام من السيطرة استطاع المقاومون من استعادة القرية وطرد الإرهابيين منها ,عندما توجه الفارون للجبل كانت قرية قاسم أمامهم ,لم يكن هؤلاء يملكون من الطعام والماء ,وكان قاسم يملك حوالي 300 رأسا من الغنم كما كان يملك صهريجا للماء ,لذلك قام بجلب الماء لهم بواسطتها وقدم لهم الطعام من جانبه بدون مقابل ولم يتوقف هنا بل قاوم الإرهابيين وطردهم من تلك المنطقة,يذكر هنا بأن مقاتلي ي ب ك قدموا من سوريا وقدموا المساعدة لهم وحاربوا إلى جانبهم ضد الإرهابيين واستشهد اثنان من مقاتلي ي ب ك اثناء مقاومتهم ضد الإرهابيين ,اثناء سير المعارك فقد المقاومون الإيزيديون الكثير من الذخيرة ,واحتاجوا لها ,هنا قدمت حكومة كوردستان لهم المساعدة وتم جعل قاسم قائدا من قادة البيشمركة بمنطقة شنكال ,واستطاعوا بذلك متابعة المقاومة ,بعد هجوم الحكومة العراقية والحشد الشعبي على كركوك سنة 2017م بعد رفع العلم الكوردي والإستفتاء على استقلال كوردستان ,هاجمت تلك القوات على منطقة شنكال أيضا ,فانسحب المقاومون من شنكال إلى منطقة سحيلة وبيشخابور وذلك بزمن الرئيس العراقي فؤاد معصوم وهو كوردي من حزب الإتحاد الوطني الكوردستاني ورئيس الوزراء حيدر العبادي الشيعي. وبعد تهدئة الأوضاع رجع قاسم لمنطقة شنكال وسكن في منطقة سردشت وقريته.
في الأسبوع الأول أو الأيام السبعة الأولى من الهجوم الإرهابي قاوم إلى جانب قاسم دربو كل من : خديدا دربو خرو –حسين دربو خرو –حسن دربو خرو –سعيد دربو خرو –زيدو دربو خرو –نزير دربو خرو –سالم بيسو حسن –مراد بيسو حسن –برزان سالم بيسو –داود سالم بيسو-وهاب سالم بيسو –لقمان سالم بيسو –مروان سالم بيسو –اسماعيل سالم بيسو –خالد مراد بيسو – رزكو مجيد بيسو –فرحان مجيد بيسو –عيسى فرحان بيسو –حجي زورو مراد –عيدو حجي زورو –ابراهيم حجي زورو –خليل زورو مراد –جاسم زورو مراد –درويش زورو مراد –مراد مهمد خلف –خديدا مراد خلف –فراس مراد مهمد –مراد يوسف خالد –صبري مراد يوسف –شرف بابير اصلان –كمال شرف بابير –الياس درويش خدر –زياد الياس درويش –حسن سليمان درويش –فلاح حسن سليمان –سالم رفو سليمان –بدل كجو سليمان – بركات قاسم حسين –مروان بركات قاسم –جردو قاسم حسين –الياس قاسم حسين –خيرو قاسم حسين –فرمان كمال رشو –سفيان فرمان كمال –مزهر فرمان كمال –تحسين جندي خلف –فرمان خديدا خلف –خديدا خلف محمود –خوديدا رشو بيسو –شفان رشو اوسي –اسماعيل رشو اوسي –الياس بركات مورو –نواف جوجي مردوس –صالح خدر قاسي –آزاد صالح خدر – محلو الداسكي-ابراهيم خديدا حسن –ممو جيجو قاسم –جانو زورو مراد – .
هؤلاء هم الذين شاركوا قاسم دربو في المقاومة ضد الإرهابيين ,ومعظم هؤلاء كانوا من عشيرة الجيلكا ,ولكن فيما بعد شاركهم في المقاومة أناس آخرون ومن عشائر أخرى واستطاع هؤلاء بروحهم الفدائية والمقاومة الشرسة طرد الإرهابيين من منطقتهم في شنكال .
أخيرا أقول لقد زار قاسم ألمانيا وكان بإمكانه البقاء فيها ,لكنه آثر العودة لوطنه والعيش في قريته وجبله بدل الرفاهية الأوربية متمسكا بأرضه وعرضه ومقاومته .
المصدر مردان مجيد بيسو الذي كان مع قاسم ورفاقه اثناء المقاومة