مع انشغال العالم بدوله الكبيرة والصغيرة والغنية والفقيرة بجائحة فايروس كورونا, حيث تنشر, كل يوم, حصيلة اعداد المصابين وضحاياه وعجز الامصال والعلاجات عن وقف هذا الهجوم الوبائي, والذي لم تصده حتى ادعية المؤمنين وبخورهم المحروقة بكرم.
الظاهرة الجديدة التي نراها بأم اعيننا ونسمعها بآذاننا هو اعتراف شخصيات سياسية واجتماعية وفنية… ذات وزن وحضور مميز, على رؤوس الأشهاد وبعضمة لسانهم, بأصابتهم بالمرض وخضوعهم للحجر الصحي اسوة بغيرهم من البشر الذي لا يميز بينهم الفايروس… فكان ولي العهد البريطاني الامير تشارلز ورئيس وزراء بريطانيا جونسون ورئيس الوزراء الاسرائيلي نتانياهو ووزير صحته اضافة الى مدير الموساد, كما جاء بالاخبار… منهم ايضاً ماكرون الفرنسي ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو وانجيلا ميركيل قنصل المانيا, والرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الامريكي دونالد ترامب نفسه وقادة دول في آسيا خضعوا لعزل صحي واختبار اصابة. لابل حتى دول اقل اهمية مثل ايران اصبحت تعلن عن اصابة مسؤوليها ونوابها بصراحة كبيرة عدا المرشد الأعلى خامنئي, طبعاً المصان قدسياً.
وربما لذلك السبب ايضاً لم يعلن رسمياً عندنا عن اصابة اي مسؤول حكومي او نائب برلماني او قائد ميليشياوي بالفايروس, رغم ما تعج به صفحات التواصل الاجتماعي من اخبار متواترة, ربما لأن اكثرهم ينحدرون من احزاب وتشكيلات اسلامية مقدسة لايتورط هذا الفايروس الشيطاني اللعين في مهاجمتها… وعلى عناد كل الجمهور الذي يعلن عن غبطته وفرحه, ببراءة, لاخبار أصابة رئيس حزب نهبهم او قائد ميليشياوي اوغل في دمائهم.
غرانيقنا العُلى هؤلاء, لا يستطيعون ان يعلنوا عن حقيقة وضعهم الصحي وربما عن مغادرة بعضهم الآخر الحياة الفانية الى جنة الخلد المحجوزة قصورها حصراً لهم بعد توديعهم لقصور الارض وتمتعهم بملذاتها الدنيوية, لسبب واحد وحيد, هو ان انفضاح حصانتهم القدسية المدعومة بتأييد الهي ونبوي واماموي, التي لم يحسب لها الفايروس وزناً, سيقود الى انفلات قبضتهم عن رقاب الاتباع المكبلة بالخرافات القدسية او الدفوعات المالية والتعيينات, وانفضاضهم عنهم وتحلل وانحلال تشكيلاتهم السياسية والعسكرية وسيفقدون , حتى لو تعافوا, امكانية لمّهم من جديد.
لا نريد ان نسفه أوثان احد, لكن تشبثهم بالحياة واختفائهم في سراديب امانهم, وضع شعار ” الموت لنا عادة ” في اطار الحجر وانكشاف حقيقة توقهم للمقاومة ومن ثمة الشهادة بصاروخ امريكي غادر, كانوا بعده محل تذكر في مجالس عزاء الناس وبواكيهم.
كما اننا لم نسمع بعملية اختبار حراري لمسؤولين سياسيين مهمين عائدين من خارج البلاد, سوى لشخصين, معمم وافندي:-
الاول تسبب في حصول احد الكوادر الطبية على علقة, بسطة عراقية, ناشفة من حماياته لتجرأه برفع جهاز الفحص الحراري بوجه سماحته الغراء.
الحالة الثانية كانت لأفندي, رئيس مجلس وزراء اقليم, خضع بكل ممنونية للفحص الحراري من منطلق ديمقراطي بحت, تبعته حملة اعجاب اعلامية عارمة عن تواضعه وطيبته وتسامحه وتقبله لمعاملته كأي مواطن عادي.
واضافة الى ما سبق, فربما كان الاعلان عن اصابة اي شخصية متنفذة في الدولة العراقية بالفايروس, هو بمثابة كشف خطير لأسرار الدولة ومكامن ضعفها, وجعلها بالتالي, لقمة سائغة في حلوق المتربصين والمتآمرين من أعداء الوطن والدين !!!
يذكرني ذلك بحادثة تعرض الرئيس المصري الاسبق حسني مبارك لوعكة صحية, سرّب خبرها احد الصحفيين للاعلام, مما اثار عليه جهاز امن الدولة المصري وتعرض للاعتقال لكشفه هذا السر المتعلق بصحة الشخص الاول في الدولة, مما دعاه لاحقاً ليكتب تهكماً :
” الرؤساء لايمرضون !”
* الآيات الشيطانية ” غرانيقنا العُلى ” لمن لا يعرفها, تجدها على غوغل.