1 ـــ فيروس الكورونا قدر وقع على رأس شعوب الأرض, ورغم صغره احدث هزة عنيفة, داخل برك المجتمعات الراكدة, وفرض واقع جديد, اصاب النظام العالمي في الصميم, اضافة الى الصراعات السياسية العابثة, ستحدث انهيارات اقصادية, يترتب عليها متغيرات وتحولات هائلة, وتصبح المجاعات واقع مجتمعي مدمر, يفضي الى صدامات بين طبقات المجتع, ينتج عنها حراك شعبي اكثر ثورية, قد يكون سلمي دفاعي, هكذا وعبر الدماء والمعاناة, يصبح اعصار الأضرابات الشاملة, قادر على خلع باطل الأشياء, ومعه تصبح المتغيرات الجذرية واعادة البناء ضرورة تاريخية ملحة, مرحلة ما بعد الكورونا, بأمس الحاجة الى جيل جديد من المثقفين الوطنيين, لم تتعفن فيهم الأيدلوجيات القديمة, وعلى جيل المثقفين المخضرمين, ان يكون لهم دور ايجابي كان مغيباً, هنا ستكتمل الصورة, ويصبح التغيير واقع وطني, والمثقف طليعة فيه.
2 ـــ في عراق اللادولة واللاحكومة, الممزق بين ثلاثة مافيات عميقة, شيعية سنية وكردية, المخترق دولياً واقليمياً, المبتلع من دولة الأرهاب لولاية الفقيه الأيرانية, ونتيجة للأنهيار الأقتصادي القادم, الذي سيرافقه اتساع كبير في مساحة الجوع والجهل والأذلال, تصبح ساحات التحرير, وكذلك ساحات المحافظات الشمالية والغربية, متسعاً لأستقبال الملايين ممن يبحثون عن “وطن”, هنا ستختفي خرافات الفوارق الطائفية والقومية, وعلى ارصفة فضائح الفساد والأرهاب المليشياتي, سيشخص المواطن العراقي, من خذله وباعة وتاجر بقضيتة ومعاناته, وبضغط الواقع الجديد, يبحث الشقيق عن شقيق له في المصير, ليقفا الى جانب بعضهما, كأخر الخيارات في عراق واحد.
3 ـــ هنا على منتفضي ساحات التحرير, في الجنوب والوسط, خاصة بعد الأنحسار في كثافة التواجد بتأثير جائحة الكورونا, ان يغيروا في اساليب عملهم, وينقلوا المواجهات مع مافيات الفساد والأرهاب, الى عمقها المجتمعي, حالات وعي وتعبئة نشيطة, لتهيئة الأوضاع الى ما بعد وباء الكورونا, الى جانب التوعية المستدامة, ينسجون شبكات واسعة, من العلاقات الوطنية والأنسانية, لتقديم العون المادي والمعنوي الى شعبهم, ويمدون خيوط التواصل, مع اشقائهم في المحافظات الشمالية والغربية, وبجهد استثنائي, يعملون على تفكيك المليشيات والمؤسسات الأمنية, فسخونة الجوع والأذلال ستمس عوائل المنتفعين, وتسلخهم عن قياداتهم, هنا سيقترب موعد الأنفجار, وسيتمدد توقيت الأضراب الوطني الشامل, ليدق ابواب زمر الفساد والأرهاب, وستكون للحق والعدل كلمته الأخيرة, انه العراق ان كنتم قد نسيتم ايها الأحبة.
4 ـــ شبكات الوعي المجتمعي, لأنتفاضة الأول من تشرين الوطنية, وفي الوقت الذي تهتم فيه, بالتوعية الصحية, والوقاية الناجحة لتجاوز كارثة الكورونا, عليها ان تحافظ على السلامة النفسية والمعنوية للمواطن, من العنف الذي تمارسه اغلب وسائل الأعلام, عبر نقل التقارير غير الرصينة, والتضخيم غير المبرر للأخطار, فورة تلحق اضراراً فادحة, بموروث المناعة الذاتية, وقد حذر الكثير من الكتاب الى خطورة الأمر, كما اصبح خوف المواطن من عنف الأعلام, اضعاف خوفة من الوباء ذاته, فرق التوعية المجتمعية للأنتفاضة, عليها انعاش الأمل بالشفاء وتجاوز الأزمة, الى جانب الأعداد الجيد, لمرحلة ما بعد الكورونا, فالمجتمع العراقي يعد الآن نفسه لولادة عراق جديد.
09 / 04 / 2020