الأربعاء, نوفمبر 27, 2024
Homeمقالاتتصريح أکثر من صلف : منى سالم الجبوري

تصريح أکثر من صلف : منى سالم الجبوري

تعتز الانظمة السياسية في العالم في العالم کله بما فيها الانظمة الديکتاتورية بشعوبها وتعتبر الخدمات التي تقدمها لهذه الشعوب والانجازات والمکاسب التي تحققها في سبيل رفاهيتها وتقدمها مقياسا وشهادة إعتبارية لها بهذا الخصوص، بل وحتى إنه يصبح المسعى والجهد المبذول من أجل مجرد فرد أو بضعة أفراد بحد ذاتها شهادة تعتز وتتفاخر بها حکومات وأنظمة ولکن أن يخرج الرئيس الايراني يوم الثلاثاء الماضي بتصريح غريب وفريد من نوعه في ذروة إبتلاء الشعب الايراني بوباء کورونا خلال إجتماع لمجلس الأمن القومي قائلا فيه: “إذا مات مليونا شخص بسبب فيروس كورونا فلن نعطل البلاد بسبب وضعنا الاقتصادي”، فإن الانسان يتحير فيما يمکن أن يقوله بخصوص هکذا تصريح صادم يجسد ذروة الاستهانة والاستخفاف بالشعب وعدم وضع أي إعتبار وقيمة له.

هذا التصريح يمکن فهمه وإستيعابه أکثر فإکثر إذا ماعلمنا بأن النظام الايراني متورط من قمة رأسه حتى أخمص قدميه في دفع الشعب الايراني الى هذه الاوضاع بالغة الخطورة الحالية بعد أن تستر على تفشي فايروس کورونا وإستمر في إنکاره لذلك على الرغم، من أن مدينة قم الدينية قد أصبحت بٶرة لها ولم يبادر الى عزلها ولاسيما وإن إبقائها مفتوحة قد ساهم في نشر وتفشي الفايروس على أفضل مايکون وبسرعة غير إعتيادية، بل وحتى إنه وبعد إعتراف النظام بتفشي الوباء بتأريخ يغالط التأريخ الحقيقي فإنه لايزال يرفض الحجر على مدينة قم ويعتبر ذلك غير ممکنا لأسباب تکنيکية!!

فايروس کورونا الذي تفشى في إيران في 24 يناير/ کانون الثاني الماضي کما أعلنت ذلك المقاومة الايرانية من خلال کشفها لوثيقتين من داخل النظام نفسه مفندة بذلك تأريخ 18 من فيبراير/شباط الماضي کما أعلن النظام بذلك، وبذلك فقد کشفت عن تورط النظام في تفشيه بالصورة الوخيمة الحالية ولاسيما وإن النظام لايزال يصر على عدم الاقدام على إتخاذ الاجراءات اللازمة للوقاية من الوباء والحد من إنتشاره، والانکى من ذلك إن النظام لايزال يصر على إن تفشي الوباء وعدم تمکنه من مواجهته يعود الى العقوبات الدولية المفروضة عليه وإن رفع هذه العقوبات لوحدها کفيلة بجعله يتمکن من مواجهة هذا الوباء في الوقت الذي أثبتت فيه الادلة والقرائن عدم وجود أية علاقة بين العقوبات وبين تفشي الوباء ولاسيما من حيث عدم حظر إستيراد الاغذية والادوية والمستلزمات الطبية والصحية اللازمة للشعب الايراني بهذا الخصوص، وهذا إن دل على شئ فإنه يدل وەبصورة أکثر من واضحة على مدى عدم إکتراث هذا النظام بصحة وسلامة الشعب الايراني وإستخفافه بذلك الى حد عدم الاکتراث حتى لو مات مليونان منه بسبب هذا الوباء في حين إن الدول تقوم بتنکيس أعلامها لوفاة بضعة آلاف، فأي نظام هذا؟!

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular