يتميز القادة والمسٶولون في نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بعدم إکتراثهم للحقائق والوقائع الملموسة على أرض الواقع وکونهم يطلقون تصريحات فيها الکثير من الغرابة ولاسميا من حيث السطحية المفرطة التي تتسم بها، خصوصا عندما يسعون لمقارنة الاوضاع الوخيمة في بلادهم بأوضاع بلدان أخرى لايوجد حاليا أي مجال للمقارنة فيما بينهما، وإن ماقد ذکره الرئيس الايراني في تصريح أخير له إعتبر فيه أن الاوضاع في بلاده في ظل جائحة أفضل من أوربا حينما قال:” هناك فرق كبير بين الجهتين، فالوفيات في إيران جراء الفيروس المستجد قليلة جدا ولم تتجاوز السبعة في المئة بينما بلغت في بعض الدول الأوروبية 22 بالمئة“، هذا التصريح يثير الکثير من علامات الاستفهام لکونه يتعارض مع الکثير من الحقائق.
تصريح روحاني هذا يأتي متزامنا مع كشف مساعد عمدة العاصمة عن إعداد 10 آلاف قبر جديد لضحايا جائحة كورونا في مقبرة “بهشت زهراء” بطهران وحدها. وأضاف في اجتماع لمجلس بلدية مدينة طهران، الأحد، إنه سيتم إضافة عدة ثلاجات جديدة وحاويتين مبردتين بطول 12 مترا إلى معدات مقبرة “بهشت زهراء“، الأمر الذي ينذر بخروج الأزمة الصحية الناجمة عن كورونا عن التحكم! هذا مع العلم إن عدد الوفيات غير واضح بالمرة نظرا لامتناع السلطات منذ فترة عن الإعلان عدد الوفيات حسب المحافظات في إيران البالغ عددها 31 محافظة.
تصريح روحاني يصطدم بعقبة کأداء أخرى وهي منظمة مجاهدي خلق المعارضة النشيطة التي باتت معلوماتها معتمدة لدى الاوساط الاعلامية والسياسية الدولية لمصداقيتها وهي تمثل الجانب والوجه الآخر للحقيقة التي يسعى روحاني ونظامه لإخفائها وتزامنا مع تصريح روحاني هذا فقد أعلنت مجاهدي خلق بعد ظهر اليوم الأحد الماضي 12 أبريل 2020، أن عدد ضحايا كارثة كورونا في 266 مدينة في إيران تجاوز 26200 شخص.
ماقد صرح به روحاني کلام ليس فيه الکثير من المغالطة فحسب وإنما الکذب المفرط حتى لکونه يسعى للتغطية على حقائق ملموسة ومجسدة على أرض الواقع بمجرد فرضيات وکلام لايمت للحقيقة والواقع بصلة، ولذلك فمن الطبيعي جدا أن يصطدم هذا التصريح بأکثر من حاجز ويتبدد کما لو إنه مجرد فقاعة أطلقت في يوم مشمس، وإن الاوضاع في إيران لم تعد کما يسعى روحاني لتصويرها والإيحاء لها، فقد صار العالم على تواصل کامل مع مايجري هناك وإن شمس الحقيقة لايمکن أن تخفى بغربال!