التصريحات المتتالية للقادة والمسٶولين الايرانيين والتي تٶکد جميعها وفي خطها العام بتردي الاوضاع وتفاقم المشاکل والازمات وإنعدام الخيارات الکفيلة المتاحة أمامهم من أجل معالجتها، تعتبر غير عادية بالمرة إذ لم تشهد أية فترة أو مرحلة من مراحل حکم نظام الجمهورية الاسلامية توالي هکذا تصريحات وبهذه الوتيرة وعلى مختلف المستويات، وهو يدل على إن الامور والاوضاع في إيران ولاسيما تلك المرتبطة بأمن النظام نفسه ليست على مايرام وهناك مايشکل لها تهديدا جديا.
هذه التصريحات والمواقف الرسمية الايرانية ومع إعترافها بحالات سلبية للنظام وعجزه وتراجع دوره في العديد من المجالات، فإنها تزيح النقاب عن خوف واضح يعتري طهران من مستقبل صار يبدو غامضا بالنسبة لها ولاسيما وإن هذه التصريحات قد تزايدت وتيرتها بعد إنتفاضة 28 ديسمبر/کانون الاول 2017، وبعد تطبيق الدفعة الاولى من العقوبات الامريکية خلال بدايات الشهر المنصرم على الرغم من إن بداياتها الواقعية قد کانت بعد الانتفاضة بأسبوعين تقريبا حيث تتابعت بعد التصريح الخاص للمرشد الاعلى الايراني والذي أعلن فيه بأن منظمة مجاهدي خلق تقف خلف الانتفاضة.
حالة الخوف والتوجس من الاحتمالات المتباينة التي تنتظر النظام وهو يفصله بضعة أسابيع على تطبيق الدفعة الثانية من العقوبات الامريکية والتي هي الاهم والاخطر، ترافقها أيضا جملة من التصريحات النارية المتشددة وتخللتها أيضا المناورة الجارية قرب مضيق هرمز، مع إنه لايمکن إعتبار هذه التصريحات والمناورة نفسها على إنها دليل قوة ومناعة وعدم إکتراث النظام للتهديدات المحدقة به بل وحتى يمکن إعتبارها على إنها رد فعل على حالة القلق والخوف التي باتت الاوساط الايرانية الحاکمة تشعر بها والتي إمتدت الى أذرع النظام في بلدان المنطقة، خصوصا عندما ذکرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا)، التي تعتبر الناطق الرسمي باسم النظام الإيراني، من إن هذه المناورات تحمل رسالة تحذير لمن أسمتهم أعداء إيران بأنهم سيواجهون “ ردا صارما وسريعا إذا ما ضربت إيران“، ولکن الملفت للنظر هنا إن الامريکان من جانبهم لايأبهون لهذه المناورات بل وإنهم يهددون برد عاجل في حال تهديد الملاحة في المضيق الى جانب إن المعارضة الايرانية تفسر المناورات وقبلها التصريحات النارية للمسٶولين الايرانيين على إنها دليل ضعف وخوف وعجز وقلق من المستقبل وليس القوة والاقتدار، وفي کل الاحوال، فإن إيران تمر بمرحلة إستثنائية بحيث يمکن توقع حدوث مفاجئات غير عادية بإمکانها أن تقلب الامور رأسا على عقب ولکن مع ملاحظة إن ذلك لن يکون لصالح النظام.