وبعد التحية أعزائي ، وفي إستذكار ذهني لمنشور لي خلال السنتين الماضيتين أعيد : (( التركيبة الإجتماعية الإيزيدية بشكل عام وفي المهجر خاصة هزيلة للغاية ، ولا توجد دعامات التفاؤل بإستمرارها على نحو سليم أبداً أبداً ، وهذه حتماً تعود الى أسباب كثيرة غير قابلة حتى الآن على أقل تقدير للعلاج من قبل جميع شرائحها بلا سواء .!!!؟. )) .
فالجالية كما يترآى في شتى بلدان تواجدها لاسيما ألمانيا تعيش يومياً على النمط الإجتماعي والثقافي التقليدي الذي يتعرض إلى التغيير في أطرافه شيئاً فشيئاً ، لم تجد ولا تجيد خطوات التقدم في مرحلة علاجه هذا رغم مرور سنوات طويلة على فرضيات تحقيقها للنجاح في أهم ميدان حياتي لديها ، بل على العكس .. قابله وما يزال الإصرار على عدم قبول خطوات القراءة الصحيحة لواقع الحال تمهيداً لعملية البناء القويمة لتركيبتها سواء الثقافية أو الإجتماعية او الدينية كما أشير .!!!؟.
فعلى سبيل المثال لا الحصر ( وهو مصدر الألم لدى المرء في الحقيقة ) ساعةً بساعةً دونما موعظة لأية إعتبارات عامة ، نجد ملئ صفحات التواصل المسائية لفئة معينة تتبنى إذا صح قوله مشاريع ندوات وإتصالات مباشرة ( بثات حية ) سلبية لإضفاء المزيد من عوامل الشقاق والفرقة بين أبناء الوسط الواحد ، وفي بعض زواياه مع المكونات الدينية الأخرى المحيطة وان كانت بشكل غير مباشر من خلال سوء إدارة تلك الندوات والإتصالات بدواعي الحفاظ على تركات دينية باتت فئة من المعنيين تستفيق على أخطائها شاء مَنْ شاء وأبى مَنْ رفض .!!؟.
الدين إذا قبله العقل الراجح ( أيا كان ) وكما معلوم مر ويمر بصفحات تأريخية سحيقة تتجاوز العقود بمئات ، وحتماً حمل حسب غياب الدقة في المعلومات ووسائل التطور العلمي الرائجة حالياً الكثير من المغالطات ، وفي الجهة نفسها الكثير من علامات الإستفهام التي لا يقبلها العقل البشري ( لفئة معينة على سبيل الذكر ) عن كيفية وجواز مرورها على الوجود البشري ، وإذا كانت الطبائع الإجتماعية وقيود الدين ( بلا تحديد ) فرضت سابقاً وربما تفرض في بعضه عدم التطرق إلى ما يخالف الحقيقة سابقاً ، فبات في ظل بروز علامات تفوق العقل والمنطق على ما أُشيع عكسه تطرح بقوة تلك التساؤلات ، وهي في تصوري الفردي الخاص حالة صحية اذما أراد المرء التقدم بتركيبته الدنيوية في المجالين الديني والإجتماعي إلى الأمام .
((( أي ومن زاوية تفسير أخرى ، ضرورة قبول ما يفند صحة الموروث الديني في عدد من صفحاته ولكن بأدلة وشواهد دقيقة لا شك فيها ))) .
عليه أعزائي والكلام بعنوانه ومقدمته إلى أصحاب فتاوي التحريم المتكررة بشكل شبه يومي بلا تشخيص ، دعوا عقول الناس ورغبتها في البحث وشأنها .. ولا تعبثوا وتقفوا عائقاً أمام محاولات الجيل الحالي قبل اللآحق في معرفة ما يتعلق به ويعيش ضمنه خَلَف وسَلف الآباء والأجداد ، لأنه القادم في ظل الكبت التحريمي الموجود سيحمل التمرد مؤكداً بشكل عكسي .. وإن كان بأفضل درجاته فهو إتخاذ مسار – اللآدينيين – المشاع في أغلب أرجاء العالم . ولكم بدلاً من المطالبة عنوةً في تطبيق الأعراف الشرقية على ثقافة العقل الغربي البحث معهم في دور وسطي على الأقل لإستخلاص حقائق جُل أسباب وتساؤلات هذه الفئة ، لأنه بإختصار دال في مشاهد ما يتلمسه الجمع الواقعي ، أننا نواجه وسنواجه بوادر نهضة فكرية في مجال التراث الديني إن كانت (((( مرفوضة ومحرمة الآن )))) ، لكن في المستقبل القريب تسيطر على تسويقات التراث الديني والإجتماعي ، وسيفرض الباحث والمتلقي الجديد قراءات ودراسات وإملائات بحوثه ورؤيته على تركات العقود الماضية وأجزاء الوهم فيها في صور مقبولة لمن يشاء أو غيره بدون عقبات ، لأن الحقيقة الملموسة تقول لحملة توجه الرفض والتزوير حتى وإن حجبت جزئياً : البقاء سيكون للأصلح من خلال عقله وعلمه وشواهده ، لا لكم ولتوجهاتكم العقيمة القديمة .
تحية طيبة
وشكراً على هذا التنبيه الرائع الذي في محله والواجب , لكني سأوجز تعليقي في نقاط لتسهيل الفهم وتجنب التداخل
1 ـ من حيث التصادم مع الحقائق العلمية التي تملأ تراث الأديان كلها فإن الدين الئيزدي هو أقلها , إن لم نقل لا توجد فيها أبداً , وما يبدوا لنا مناقضاً للعلم فهو تفسيرنا الفاشل لتراثنا , بل لا توجد تفاسير من أي نوع, كلها كرامات لا تُمس ولا تفسر , وهي ليست الدين إنما تراثه والحمد لله ليس لنا نبي يدعي, فديننا مباشر وهو الشمس سيدة الطبيعة وصانعة الحياة وبدونها لا حياة ولاشيء فهل هذا منافٍ للعلم ؟ وإذا تصورنا أن هناك قوة وراءها فقد أطلقنا عليها سيد السماء لأن السماء شامل وعام فسميناه _ تاوسي بيرـ طاوسي ملك أو خودي خودان ) نحن نقدس الماء فهل هذا ضد العلم ؟ إنه الدين العلمي الوحيد في العالم , ومن لا يقدس الماء لا دين له ولا منطق , والذي ليس له دين أو منطق على الاقل , لا يُمكن أن يكون له مبدأ ( سفينة بلا شراع كما قال غاندي)
2 ـ إننا لا نتصور الظروف التي قيلت فيها نصوصنا الدينية والطامة الكبرى هي الإهمال الديني في تفسير ها وتقصي أسباب التناقض فيها أو إصطدامها بالحقائق الثابتة , والتشبث بالشكل والمعنى السطحي ( وقد أوضحنا جزءاً صغيراً من الشهادة في مقالنا المنشور الآن), فعنما نقدس الثور , ليس معنى ذلك أنه إله وقد خلقنا هو بل دليل قاطع على قيام الثورة الزراعية في بلاد الئيزديين وأهمية الثور في الإقتصاد الزراعي والحراثة , إذن فالعالم كان على كتف الثور تماماً مثلما الآن على النفط , وإذا قلنا أن أبقار الشيخ عدي أكلت أسود الشيخ أحمد , فليس معناها ان البقرة أكلت لحم الاسد إنما يعني الفوز الساحق للشيخ عدي على منافسيه شيوخ بغداد كلهم , وهكذا مع بقية اللامعقول الوارد في نصوصنا , نحن بحاجة إلى همة ونشاط وإندفاع وشعور بالمسؤولية
3ـ العادات أو المحرمات التي بدت الآن تافهة ولا يمكن ان تصمد أمام التطور , فهي هوية القوم سواء أكان زيّاً أم تقاليد أم مأكولات محرمة وبفقدانها يفقد القوم خصوصيته ومن لا يُريد أن يكون ئيزدياً فهو حر في إلمانيا , هل سيموت جوعاً إذا لم يأكل الخس ؟ أو هل سيموت عارياً إذا لم يلبس الازرق , أو هل سيختنق إذا لبس طوق ئيزي , بخلاف الئيزديين نرى جميع الأقوام المهاجرة إلى ألمانيا محتفظة بزيها المميز الهندي والتركي والافريقي كلهم تميزهم من بعيد , وألمانيا تشجع الإحتفاظ بهوياتهم التقليدية
4 ـ الزواج المحصور هو لحماية القوم من الإنصهار والذوبان في الأقوام الأخرى التي كلها أٌقوى وأشمل منا فإبن المسلمة سيتبع خاله القوي وإبن الئيزدية سيتبع عمه المسلم القوي ولن يبقى للئيزيين وجود بعد بضعة أجيال , ولو أن ظروف الئيزديين كانت كما هي الآن أو أنهم كانوا دولة مستقلة بكيانها وقوانينها لتزاوجوا مع الآخرين, الآن الكاكئيون هم داسنيون لم يتعرفو على الشيخ عدي وكوردٌ لم يدخلو الإسلام إنما كتبوا مسلمين في السجلات وقوانين الدولة هي التي تمنع الزواج معهم وليس الئيزديين , نرجو أن تستقل كوردستان وتسمح قوانينها بزواج الئيزديين مع جميع الكورد الراغبين في الدين الكوردي , لكن مع غير الكورد فلا وشكراً