السبت, نوفمبر 30, 2024
Homeمقالاتالانصار ضيوف الجبهة الديمقراطية وميلاد لينين : عبد الرضا المادح

الانصار ضيوف الجبهة الديمقراطية وميلاد لينين : عبد الرضا المادح

ترجلنا من سيارة الجيب العسكرية للجبهة الديمقراطية على الحدود السورية اللبنانية في منطقة المصنع ، وهي منطقة عبور حدودية ويطلق عليها ايضا ( الطريق العسكري ) ، كان ذلك في 12 تموز عام 1979 وكنا خمسة رفاق من الحزب الشيوعي العراقي ، قال المرافق من الجبهة الديمقراطية ” اهبطوا وسيروا في ذلك الوادي حتى تصلوا الى الشارع الرئيس في البقاع الشرقي ثم استأجروا هناك سيارة الى بيروت ” عادت سيارة الجيب الى دمشق وبقينا بلا سلاح أو حماية أو دليل والموقع الرسمي لشرطة الحدود نراه بالعين !!
بعد مسير ما يقرب الساعتين في وادٍ يخلو من البشر وصلنا الى الشارع واستاجرنا اول سيارة مرت بنا ، تمتعنا بالمناظر الجميلة في البقاع والجبل ، وخاصة منظر بيروت والبحر اثناء هبوط السيارة ، وصلنا بعد الظهر لمنطقة الفاكهاني ( عاصمة المقاومة الفلسطينية ) ، وعن طريق الاستفسار توجهنا لأحد مكاتب الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ، رحبوا بنا وقالوا لنا أن السائق قد سلك طريقاً خطراً حيث يُقيم فيه حزب الكتائب العميل حواجز طيارة لأختطاف الفلسطينيين واللبنانيين المعارضين لهم ، حينها ادركنا أن حياتنا كانت معلقة بخيط الصدفة !!
تم توزيعنا على الشقق المخصصة للشيوعيين العراقيين ، فرحنا كثيرا بلقاء الرفاق وشعرنا اخيراً بالأمان بعد اكثر من سنة من القلق المتواصل ، بسبب الملاحقات لنا من قبل اجهزت القمع لنظام البعث الصدامي والتهديد الجدّي بالموت !
علمنا من الرفاق بوجود دورة تدريبة في مدينة طرابلس واخرى ستبدأ في معسكر الناعمة ، كانت الشقق متحركة كخلايا النحل . بعد بضعة ايام وبتاريخ 1979.07.17 نُقلنا ( ثلاثة من مجموعتنا ) مع رفاق آخرين الى معسكر الناعمة والذي يقع جنوب بيروت في وادٍ متشعب ، هناك اصبح عددنا حوالي 30 رفيق ، تم تسليحنا واستمرت الدورة عدة اسابيع ، بعدها تم نقلنا الى ثلاث قرى في البقاع الشرقي ( البيرة ، مدوخا ، وخربت روحا )، ثم اصبح مقرنا الرئيس في قرية البيرة وهو عبارة عن دار صغيرة منعزلة تقع على الشارع الاسفلتي جنوب القرية ، عددنا كان يزداد وينخفض حسب حركة السفر الى الوطن ، وبلغ احياناً 35 – 40 رفيق ، قمنا بنشاطات متنوعة رياضية وفنية ، بالأضافة للدورات العسكرية المتواصلة على مختلف أنواع الاسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة والتدريبات الميدانية ، كانت المعنويات والحماس لدى الرفاق في ذروتها خصوصا عندما ازدادت عملية السفر حتى نهاية شهر آذار عام 1980 فلم يبقى من الرفاق إلا القليل ، الرفيق الضابط أبو كمال من الجبهة الديمقراطية وهو آمر سريتنا ، أقام لنا دورة تدريبية اضافية مكثفة على الاسلحة والتكتيك والعمليات الفدائية وفي الختام أبلغنا بقوله ” أننا نمنح خريجي مثل هذه الدورة درجة ضابط ” ثم هنئنا وطلب منا أن نستعد للمشاركة بمناورة عسكرية بالذخيرة الحية يوم 22 نيسان 1980 ويصادف الذكرى 110 لميلاد فلاديمير إليتش لينين قائد ثورة اكتوبر ومؤسس الاتحاد السوفيتي ، غمرتنا الفرحة وفي صباح ذلك اليوم الربيعي الجميل ، نقلتنا سيارات الجيب الى منطقة غير مأهولة بالسكان شرق وادي البقاع الشرقي وهي منطقة تلول ، حيث تجمع عدد كبير من المقاتلين الفلسطينيين ، اما نحن الرفاق العراقيون فكان عددنا قليل حيث سبقنا الاغلبية الى الوطن ، ألقى الرفيق غسان آمر الفوج كلمة تهنئة وشكر لجميع المقاتلين خريجي الدورات ومعظمهم شباب يافعين ، ثم بدأت المناورة بأطلاق قذيفة آر بي جي على الهدف ( كتلة صخرية بارزة )، وبنفس الوقت تحركتا مجموعتان للهجوم واحدة بقيادة الرفيق الضابط نعيم ومجموعتنا بقيادة الرفيق الضابط أبو كمال ، كان على أحد المقاتلين أن يرمي قنبلة يدوية ، وبعد أن سحب الأمان سقطت من يده بين أقدامنا ، وبحركة ذكية وخاطفة لضابط متمرس ركلها الرفيق أبو كمال بقدمه بأتجاه الوادي فأنفجرت هناك وبذلك أنقذ حياتنا !!
ودعنا احبتنا الفلسطينيين والشعور بالامتنان والمحبة والشكر يغمرنا لطيب استقبالهم وتضامنهم واحتضانهم لنا ، ثم نقلونا مباشرة الى دمشق لنستكمل المسير نحو الوطن .

2020.04.22
كتبت بمناسبة الذكرى 150 لميلاد لينين .

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular