نحن الموقعون على هذا البيان التوضيحي نعبر عن رفضنا للتصريحات المسيئة والمثيرة للشقاق التي أطلقها المطرب الكردي شفان برور ( الاسم الحقيقي: اسماعيل آيغون)، والتي بثها بتاريخ 13/04/2020 في تسجيل مدته ثلاثة وثلاثين دقيقة، ونٌشر بشكل واسع على شبكات التواصل الاجتماعي، متناولاً فيها للديانة الايزيدية والمجتمع الايزيدي. وقد وصف برور في هذا التسجيل الديانة الايزيدية بالفاشية والرجعية، متعرضا بالإهانة للرموز الدينية لهذه الديانة، ومستهزئا بمقدسات هذه الديانة العريقة، التي يعتبر تراثها وطقوسها من الميراث الإنساني القديم. ان تصريحات برور العنصرية جاءت محرضة على الكراهية، في كلام ليس فيه أي نبرة للتسامح والمحبة، ولكنه قائم فقط على التجاهل والتحريض والاستعداء.
إننا منصدمون إزاء كم الحقد والاستخفاف الوارد في كلام برور، ومتيقون بأن من يبث مثل هذه التصريحات على الرأي العام، ويتهم ديانة بكاملها، مستخفا ومزدريا أبنائها، إنما يهدد عن عمد السلم الأهلي والتعايش المشترك. إن كل شخص مسؤول ومحب للسلام ولروح التعايش، مطالب بالوقوف ضد كلام برور هذا، وإدانته إدانة صريحة وواضحة. إن تصريحات المطرب شفان برور، ليست اعتباطية، ولا هي هفوة أو ردة فعل صادرة عن فرد في ظرف معين، ولكنها أعراض لحالة مرضية متفشية وسط قطاعات واسعة من المجتمع الكردي المسلم، تعود في جذورها إلى التاريخ والماضي، حيث المواقف المسبقة والصور النمطية إزاء الايزيديين، وهو الأمر الذي يجعل الهوة تتسع بين هذه القطاعات الكردية المسلمة، والمجتمع الإيزيدي، وتتصاعد وتتصدر هذه الموقف والرؤى السلبية لتتحول إلى حملة من الحقد الأعمى والعداء الظاهر ضد الإيزيديين وهويتهم الدينية وطريقة حياتهم. فحتى في يومنا هذا نرى كردا مسلمين وهم يصنفون جيرانهم وأخوتهم الإيزيديين كمرتدين وكفارا. نحن لم نقبل مثل هذا الموقف ولن نقبله في المستقبل، وسوف نتصدى بكل قوة وثبات لكل حملة أوموقف عدائي يستهدف مجتمعنا المسالم.
إنه من مجافاة الحقيقة والواقع الاعتقاد بأنه لا توجد هوة بين كل من المسلمين الكرد والإيزيديين. إن هناك إنقساما باديا، ولا يمكن معالجته والتخلص منه، إلا من خلال إطلاق حوار حقيقي يقوم على الحقائق والوقائع التاريخية، وعلى النديّة والتقبل والاحترام. هناك حقائق تاريخية و إجتماعية وسياسية تحتاج إلى تفعيل وإعادة نظر: ثمة شرائح كثيرة وواسعة من المجتمع الكردي التي تدين بالإسلام اليوم، ترجع بأصولها إلى الديانة الإيزيدية، حتى لو نفى البعض، أو اعترض ـــ منهم عن قناعة، ومنهم جهلا بحقائق ومجريات التاريخ ـــ على هذا الكلام. إن هذا الإرث يعني مسؤولية مشتركة لكل المجتمع الكردي. على الجميع أن يكون أهلا لهذه المسؤولية، وأن يتعامل بكامل الحرص مع هذه التركة التاريخية، وألا يرمي بها عرض الحائط. ومن المهم ألا يتم نسيان بأن تحوّل الكرد من الإيزيدية إلى الدين الإسلامي، لم يتم بشكل سلمي وبدون إرقة دماء، بل على العكس من ذلك. لقد خسر الإيزيديون مئات الآلاف من الضحايا في القرنين الماضيين جراء الحروب والمذابح التي طالتهم على خلفية الدين. إن هذه الحقيقة التاريخية بقدر ما هي محزنة، بقدر ما هي بحاجة إلى المصارحة والحديث عنها.
اليوم نحتاج إلى المراجعة والمصارحة أكثر من أي وقت مضى. ثمة حاجة إلى لجان المصارحة والمصالحة الوطنية، والاقتداء هنا بنموذج جنوب أفريقيا، حيث مراجعة التاريخ بشجاعة وحسم، بغية إظهار الحقائق ونشرها. وهذا النموذج يمكن تبنيه ليكون نموذجا شاملا متفقا عليه إجتماعيا، ويضم في لجانه وحيثياته كل الفئات المجتمعية والأثنية في المنطقة، من مسيحيين وعلويين ويهود وسريان وكلدان وأرمن وغيرهم.
رغم العبء التاريخي الكبير والتصدعات الاجتماعية الحاصلة، إلا أن الإيزيديين لم يتخلوا أبدا عن الانتماء للتراث الكردي. ورغم المرارة وخيبات الأمل، إلا أن الإيزيديين يشعرون بالانتماء والميل للثقافة والتاريخ الكردي. وهذا الشعور الايزيدي الصادق بالإنتماء للتاريخ والثقافة الكرديين، والمتوفر لدى قطاعات اجتماعية إيزيدية كثيرة، إنما هو شعور ذاتي وأصيل، ولا يعني بأي شكل من الأشكال التنازل عن الخصوصية الإيزيدية. وإذا كان هناك جزء من الإيزيديين، ممن لا يشعرون بالانتماء للثقافة والتراث الكرديين، فهذا لا يعني بأن هذا الجزء يحتقر الكرد أويستخف بهم، ولكن، ببساطة، لأن هؤلاء لديهم تصور آخر لمسائل القومية والعرق. ودعاة وحمّلة القومية الكردية، مطالبون اليوم بتفهم هذه المسألة وأخذها بعين الإعتبار. الإيزيديون يمتلكون تراثا وتاريخا وعادات وثقافة خاصة بهم. لديهم وعي مجتمعي تراثي متجذر في التاريخ. نحن الإيزيديون نمثل هنا جزءا من الكل، ونحن نرفض أن نٌستغل ونٌستخدم لأغراض ومقاصد سياسية. إننا نسعى لتفاهم وتقبل متبادل بين جميع الشعوب والمكونات. نسعى للمساواة والاحترام المتبادل. ولكننا نرفض لعب أي دور يختاره الآخرون لنا. نحن الإيزيدين مستعدون للعمل والتفاعل مع الجميع، لكن ليس على حساب هويتنا وتراثنا العريق.
الدين والتراث الإيزيدي عمرهما حوالي 4000 سنة!. ونجح الدين والتراث الإيزيدي في البقاء على قيد الحياة، والنجاة من مذابح وإبادات كثيرة، حتى وصولهما إلى يومنا هذا في إستمرارية ملحمية مدهشة. وهذا لم يكن أن يحدث، دون الصمود المتأتي من اليقين العميق للتعاليم الدينية الإيزيدية، التي ترفض أستعداء الآخر وكراهيته، بل تحض على السلام والمحبة والتعاون والتسامح، على قاعدة التآخي الإنساني، ووفق بوصلة قيمّية عالية الإحساس والمسؤولية.
البابا فرانسيس، أستطاع أن يلخص واقع الإيزيديين وتاريخهم في عبارات صادقة قالها في كلمته الترحيبية اثناء استقباله وفدا لرابطة الاكاديميين الإيزيديين(GEA) زاره في مقره البابوي في الفاتيكان بتاريخ 24.01.2019. اذ قال قداسته ما يلي: ” تاريخكم الغني، ثقافيا وروحيا، مليء بالانتهاكات الفظيعة لحقوق الانسان. مليء بالكوارث والفظاعات: مثل الخطف والسبي والقتل والأسلمة والتعذيب. لقد تعرضت مزاراتكم وأضرحتكم المقدسة إلى التدمير والنهب. من استطاع النجاة بروحه من المذابح التي حاقت بكم، كان يٌعتبر محظوظا. لكن حتى ذلك الذي نجى ترك خلفه كل شيء عزيز. مرة أخرى أرفع صوتي عاليا للمطالبة بحقوق الايزيديين والدفاع عن حقهم في الحياة والوجود. لا أحد لديه الحق والمشروعية لكي يدعو إلى إمحاء معتقد ما ومحاربته بحجة أن هذا المعتقد لا ينتمي إلى ما يعتقده هو ضمن {منظومة المعتقدات المتسامحة}. هذا لا يجوز أبدا “.
إن هذه الكلمات المحذرة والمحفزة، ما تزال راهنة وتمثل الواقع المعاش، وتعبر عن محتوى صادق، يوضح كيفية إقامة حوار بين الأديان والمعتقدات على أساس من المصارحة والاحترام المتبادل. إن كل من يتفهم ويتقبل هذه القيم في التسامح والتفاهم المشترك بين الشعوب والمكونات، عليه أن يتفاعل بشكل إيجابي ويساهم في الحوار من منطلق النديّة والاحترام المتبادل. في الماضي كانت هناك صيغ إيجابية للتفاهم المبني على الثقة. ومن هنا فكلنا ندعو إلى العيش المشترك بسلام بين كل من الإيزيديين والمسلمين الكرد في العراق وتركيا وسوريا وفي كل مكان. إننا ندعم إلى السلام والمحبة والعيش المشترك، ونرفض كل المواقف المسبقة إزاء كل من الإيزيديين والكرد. وعليه نوقع هنا.
الموقعون:
1ـ اتحاد ايزيديي سوريا
2ـ تحالف الشباب الإيزيدي
3ـ المركز الثقافي الإيزيدي في لييج/ بلجيكا
4ـ إتحاد مجالس المرأة الإيزيدية
5ـ جمعية الصداقة الألمانية ـ الإيزيدية
6ـ جمعية الصداقة الألمانية ـ الإيزيدية في زيندن/ ألمانيا
7ـ الأكاديمية الإيزيدية في بايرن/ ألمانيا
8ـ البيت الإيزيدي في حلب/ سوريا
9ـ البيت الإيزيدي في عامودة/ سوريا
10ـ البيت الإيزيدي في بيلفيلد/ ألمانيا
11ـ الجمعية الإيزيدية في عفرين/ سوريا
12ـ الجمعية الإيزيدية في إيمريش/ ألمانيا
13ـ الجميعة الإيزيدية في غوترسلوه/ ألمانيا
14ـ البيت الإيزيدي في الحسكة/ سوريا
15ـ البيت الايزيدي في راين لاند ـ فلانتس
16ـ البيت الإيزيدي في سري كانيه/ سوريا
17ـ البيت الإيزيدي في تربه سبيه/ سوريا
18ـ البيت الايزيدي في فردن/ ألمانيا
19ـ الجمعية الإيزيدية في نينبورغ/ ألمانيا
20ـ الجمعية الثقافية الإيزيدية في فالتس/ ألمانيا
21ـ مجلس المرأة الإيزيدية في برلين/ ألمانيا
22ـ الجمعية الايزيدية في هايدي كرايس/ ألمانيا
23ـ الجمعية الثقافية الإيزيدية في الدنمارك
24ـ الجمعية الإيزيدية في زولينغن/ ألمانيا
25ـ الجمعية الإيزيدية في فيلهلمسهافن/ ألمانيا
26ـ المركز الثقافي الايزيدي في بريمن وضواحيها/ ألمانيا
27ـ المركز الثقافي الإيزيدي في سلي/ ألمانيا
28ـ المركز الثقافي الإيزيدي في هاملن/ ألمانيا
29ـ المركز الثقافي الإيزيدي في فيسل/ ألمانيا
30ـ المركز الايزيدي في ولاية بادن ـ فوتمبرغ/ ألمانيا
31ـ المركز الإيزيدي في فرايبورغ/ ألمانيا
32ـ المركز الإيزيدي في مونستر/ ألمانيا
33ـ الصوت الحر
34ـ بيت الايزيديين في بوخوم/ ألمانيا
35ـ رابطة الأكاديميين الإيزيديين
36ـ جمعية (هيفي) للأهالي الكرد في ليبي/ ألمانيا
37ـ جمعية التضامن والمساعدة لاهالي قرية اوغوز
38ـ جمعية الحفاظ على التراث الايزيدي
39ـ منسقية قرى الايزيديين في تركيا
40ـ جمعية كانيا سبي الاجتماعية الثقافية في بيلفيلد/ ألمانيا
41ـ مركز محقة لالش تيفي في ألمانيا
42ـ البيت الإيزيدي في برلين/ ألمانيا
43ـ مجلس قرية باجني/ تركيا
44ـ جمعية فناني إيزيدخان
45ـ المجلس الأعلى لإيزيديي سوريا
46ـ مجلس شنكال في الخارج
47ـ جمعية روناهي ـ فيفولتر الايزيدية الثقافية الاجتماعية
48ـ إتحاد الشباب الإيزيدي السوري
49ـ جمعية الحقوقيين الايزيديين
50ـ البيت الإيزيدي في زيغن/ ألمانيا
51ـ المركز الإيزيدي الثقافي في هولندا
52ـ البيت الايزيدي في أوستر هولتز
53ـ المنتدى الايزيدي في أولدنبورغ
54ـ الجميعة الثقافية الايزيدية في أوست فريز لاند
55ـ الاتحاد المركزي للايزيديين (ناف يك)
56ـ المركز الإيزيدي في غوتنغن/ ألمانيا
57ـ المركز الثقافي الإيزيدي في هلسنبوري / السويد