هل يمکن لإطلاق النظام الايراني لقمر صناعي عسکري الى الفضاء الخارجي أن يغير شيئا من سوء الاوضاع التي يعاني منها الشعب الايراني على مختلف الاصعدة بل ولاحتى من أوضاع النظام نفسه إن لم تزده صعوبة وتعقيدا خصوصا بعد التنديد الدولي الواسع النطاق بهذا الامر والتإييد“المصلحي المحدود“لروسيا التي تقوم بإستخدام هذا النظام کأداة ووسيلة من أجل إبتزاز البلدان الغربية من أجل تحقيق أهدافها وغاياتها؟ هذا السٶال الطويل وإجابته السلبية تجسد واقع الحال للمشهد القائم في إيان حاليا حيث يواجه هذا النظام أزمة مستعصية خانقة ويحاول بشتى الطرق والاساليب الخروج منها بسلام ولکن دونما جدوى.
إطلاق هذا القمر الصناعي العسکري من جانب لقوة الجوية–الفضائية بالحرس الثوري الإيراني، والذي يمکن إعتباره بمثابة خطوة إستفزازية والى حدما إبتزازية من أجل تحريك الاحداث والتطورات الراکدة للنظام دوليا والتي تشبه مستنقع آسن، يزيد القناعة بهذا التصور ماقد أعلنه اللواء علي جعفر أبادي، قائد وحدة الفضاء في القوة الجوية–الفضائية بالحرس الثوري الإيراني، في مقابلة مع التلفزيون الإيراني الحكومي مساء الخميس، إن “خطوتنا التالية هي إطلاق القمر “نور 2″ ضمن مشروعنا العملاق” حيث أکد بأن القمر“نور 1″ الذي أطلق يوم الأربعاء كانت مهمته الرصد بينما ستكون مهمة الأقمار التالية عمليات رصد وإسناد واستطلاع للأساطيل البحرية“، ومن دون شك فإن أميركا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا التي إعتبرت إطلاق إيران القمر ” نور1″ عبر صاروخ ” قاصد” انتهاكا للقرار 2231 الصادر عن مجلس الأمن عقب الاتفاق النووي الإيراني عام 2015 والذي يحظر على إجراء أية اختبارات على صواريخ باليستية قادرة على حمل رؤوس نووية. فإنها في صدد البحث في المسألة ودراسة طرق واساليب الرد على هذه الخطوة الاستفزازية والتي يٶکد فيها النظام مرة أخرى عن نواياه العدوانية المشبوهة التي لايمکن أن يتخلى عنها طالما مستمرا على نهجه، مع ملاحظة إن تخليه عن نهجه يعني إنهياره، کما أکدت وتٶکد المقاومة الايرانية مرارا وتکرارا.
أکثر شئ يمکن أن يلاحظه من قد تابع هذه القضية، إن الشعب الايراني وفي ظل أزمة کورونا التي يعاني منها ومن آثارها وتداعياتها السلبية قد قابل الامر بفتور بالغ کما أکدت العديد من المصادر خصوصا وإنه يعلم بأن إطلاق هکذا قمر لايمکن أن يغير شيئا من أوضاعه السلبية کما لايمکن أن يحقق أي تقدم في أي شأن من شٶونه بل وإنها قد تزيد الطين بلة، وإن هذا القمر لايمکن أبدا أن يصبح بديلا عن الغذاء والدواء اللذان يفتقدهما حاليا.