علمني التأريخ بأن أكون صادقا في نقل الحقائق وقول الحقيقة والدفاع عن الحق أينما كان، وعن المظلومين أينما وجدوا، في كل زمان ومكان، ولم ولن أتهاون ما دمت حيا على وجه الثرى.
مرت عبر كل حقب التأريخ، الكثير من الويلات والنكبات على أبناء الديانة الإيزيدية، الأصلاء الأبرياء الذين ظلمهم التأريخ وجار السوء، قاتلوا بكل شجاعة وأباء وأستماتوا في سبيل البقاء على مر العصور ولا زالوا يخوضون مخاضا عصيبا، تعرضوا إلى القتل والتشريد والتهجير والترحيل فضلا عن عذابات الموت (جوعا وعطشا ونحرا وصلبا وحرقا وغرقا) وإهانات الشرف ورغم كل ذلك ورغم كل تلك المعاناة والآلآم كان هناك من قام ببطولات يعجز اللسان عن وصفها وتعجز الكلمات أن تدونها، وشاركت المرأة الأيزيدية أخاها الرجل كفارسة مغوارة فاقته صبرا وجلدا،
وقد تعرضوا عبر تأريخهم السحيق والموغل بالقدم، إلى الظلم والجور، ولكنهم ظلوا متمسكين بعقيدتهم وأزدادوا أيمانا بها وترسخت عندهم رسوخ الجبال الراسيات في مناطق سكناهم في تلك الجغرافية الممتدة من:
بحر قزوين وعبر جبال القوقاز وزاغروس وقنديل وهضبة الأناضول وإلى ساحل البحر الأبيض المتوسط، وتشهد بأصالتهم جبال موزوبوتاميا في شنكال (سنجار) وكولك وكزوان (عبدالعزيز) وجبل الأكراد وطور عابدين وأومريان وباكوك وجودي وكابار وسمبل ورما وجودي وكارة ومتين وكليي لالش النوراني.
والنتيجة أن الشخص الإيزيدي يمتلك طاقة هائلة من الرحمة وحب الخير للإنسانية جمعاء تخفي في طياتها أعاصير الأحساس والشعور بألآم الآخرين دون أي رياء أو نفاق، وأنا هنا أكتب كأنسان قد أنساق إلى العاطفة؛ لأنني قد شاهدتهم عن قرب وخاصة في الإبادة الأخيرة، فاجعة العصر وكارثة الزمان في اليوم الأسود المشؤوم 3/8/2014، كل ذلك حفر في ذاكرتي حجم المأسآة وعمقت جراحات قلبي ومعي قلوب كل الشرفاء في هذا العالم الفاقد للأنسانية والضمير والوجدان لقد تعرضوا إلى حملات إبادة عبر عصور التأريخ المظلمة بدءا من الزرادشتيين الذين حاربوا الإيزيدية قبل الميلاد وأنتهاءا بالفتوحات الأسلامية في عهد الخلافة الراشدة عام (16هـ) وما تلى ذلك من حملات في عهد الوليد بن عبدالملك بن مروان بقيادة أخيه مسلمة بن عبدالملك، ثم في العهد العباسي والترك الأوغور والبويهبين والسلاجقة والحمدانيين والأمارة الزنكية والأمارة الدوستكية وأتباكية الموصل ثم المغول وبدرالدين لؤلؤ والجلائريين وتيمولنك والحلواني والبختاني والشراكسة والمماليك البرجية ودولتي آق قوينلو والقرة قوينلو التركمانيتين ثم الفرس الأفشاريين ونادر شاه والصفوييين والعثمانييين والإمارة البهدينانية والإمارة المروانية وإمارة سوران والبدرخانيين وكان لأباطرة روسيا القيصرية ثم البلاشفة وتركيا الكمالية والعهد الملكي في العراق والعهدين الجمهوريين في سوريا والعراق، دور لا يقل عن أدوار من سبقوهم وتمثل دورهم في القيام بتهجير الإيزيدية وترحيلهم قسريا عن وطن آبائهم وأجدادهم، واليوم نشعر بالخوف من إستمرارية هذه الويلات والمآسي ضدهم تتمثل بهجمات عليهم من قبل أناس جبناء موتيرين، بارعين في التهجم على الآخرين، دون أي رادع إخلاقي، فقط يتأسدون على الأبرياء الذين يقتربون إلى الله بالتمجيد والحب والسلام !!
فكلكم أيها السفلة الأوغاد نمور من ورق وفي قمة الخسة والدناءة والجبن، وأولكم (شفان برور)
بداية سأناديك ب (سمعيل) لأنك لا تستحق إسم (إسماعيل)
سمعيل، سأسألك عدة أسئلة، وأنا متأكد مسبقا بأنك لا تمتلك جوابا شافيا وصريحا، وسوف تتهرب من الإجابة عنها:
● لماذا هاجر أجدادك من ماردين إلى سويرك في أورفة ؟!
● من قام بتهريبك من تركيا إلى السويد ؟!
● من قام بتزويجك من إبنة عمك الفنانة (كوليستان) في ألمانيا (والتي تركتك لاحقا)، ولماذا تنكرت لهم، وهم من ساعدوك على الزواج ؟!
● من ساعدك على إصدار ألبومك الغنائي الأول ؟!
● ما هو مدى إحترام أبنك (سرخبون) لك ؟!
● لماذا غنيت أغنية (كريفي) المزيفة تأريخيا والمسيئة لأجدادك وأجداد آبائك الإيزيدية، ومن شجعك على غنائها ؟!
● لماذا لم تغني أغنية (بيتا لالش) للشاعر (أديب الجلكي) والتي غناها بتميز الفنان (حسن شريف) ؟!
● من هم الذين قاموا بتكسير آلة الطنبور على رأسك في إحدى حفلاتك بأوروبا ؟!
● لماذا أتيت إلى دياربكر بتأريخ 16/ نوفمبر / 2013 ؟!
● لماذا ينكر والدك، وبأستمرار أصوله الكوردية ؟!
● لماذا لم نرى لك وقفا إيجابيا واحدا طوال السنوات الستة الماضية من الإبادة التي حصلت في شنكال بتأريخ 3/8/2014، ولم تكلف نفسك أن تندد بجرائم تنظيم داعش الإرهابي ضد الإيزيدية ولم تنصفهم، ولم تسأل عنهم مجرد سؤال بسيط وهم الذين كانوا يستقبلونك إستقبال الأبطال في عين سفني وباعدري وشنكال وأوروبا ؟!
● وأخيرا وليس آخرا، أقول لك هامسا في أذنيك
لقد ندمت كثيرا لسماعي أغانيك الثورية؛ لأنني عرفت الآن
أنك لم تكن صادقا مع نفسك ومع جمهورك، ولم تكن مؤمنا بتلك القصائد التي كانت تزلزل عروش الطغاة، وتنير درب النضال.
محمود المارديني 28 / نيسان / 2020