أن يجلس الطالب في البيت ويتابع دروسه وهو في البيت شيء جديد على الطلاب وفي جميع المراحل الدراسية .. الطلاب خلال يومين تحولوا من طلاب في الصف الدراسي المباشر الى طلاب متابعين لدروسهم على الاون لاين .. هذا بدوره اصبح ثقلاً على اولياء الامور في البيت ، فبدلاً من ذهاب اولادهم الى المدرسة لتعلموا .. يجلسون معهم لمتابعة الدروس في البيت ، حتى درس الرياضة على الوالدين ان يخرجوا مع اولادهم ويصوروا الطفل وهو يمارس الرياضة خارج البيت.. هذا بالنسبة للتلميذ في الابتدائية .. اما طلاب المتوسطة والثانوية فهم يجلسون النهار بكاملها خلف الكمبيوتر لمتابعة المحاضرات التي تلقى عليهم عبر الانترنت .. والمدرس و المدرسة تتابع معهم الدروس وتؤكد عليهم النصائح والارشادات المدرسية ، بذلك اصبح جهد الكادر التعليمي مضاعفاً لما كان عليهاثناء الدوام .. لانه يتابع كل طالب وكانه يجلس معه في بيته .. بذلك ازداد الواجبات على الطالب اضعاف مضاعفة ، حتى حرم من وقت اللعب مع اصادقائه او اخوانه في البيت ، او حتى اللعب بلعبات الكمبيوتر ، ويقضي وقته في القيام بما فرض عليه من واجبات من المدرس .. المعلم .
طلاب المعاهد و الجامعات أصبحواملتصقين بجهاز الكمبيوتر والأيـپـاد لمتابعة المحاضرات ، اصبح المحاضرات اكثر واطول مدة لكل محاضرة ، فالمحاضرة التي كانت تستغرق ساعة ونصف الساعة .. الان يطول لساعتين واو ساعتين ونصف .. والامتحانات محددة الوقت ويحتاج الى سرعة في الجواب ، ويختلف اسلوب الامتحانات لما كان عليه اثناء الحضور والاداء المباشر. الطالب الذي لم يحضر المحاضرة ولم يقرأ دروسه ولا يتابع المحاضرات لا يستطيع الجواب ويحصل على درجة النجاح ، فالاسئلة ليست من الكتاب اصلاً بل من المحاضرت التي تلقى في اوقات مختلفة من النهار .. الطلب الذي كان يقرأ كل يوم خمس او ست ساعات تجده ماسك بيدهُ الكتاب او يراجع المحاضرة كوال النهار وبعد ان يسجل المحاضرة في الكمبيوتر ليدقق في المعلومات التي يركز عليه الاستاذ .. (من خلال معرفتي بعض الطلاب) .. فإنهم يتمنون العودة الى مقاعد الدراسة لانها امتع واسهل من الدراسة على النت .. بل واسهل كثيراً .. واعصابهم لا تشد وتتعب مثلما يتعبون اليوم .. هنا يظهر لنا اهمية الدراسة عبر الانترنت نت ، وأنها ليست سهلة كما يُعتقد ولكن بشروط تعليمية ومتابعة دؤبة من الاستاذ والجامعة واسلوب التعليم الغير مباشر .. لقد كانت الجامعات والمدراس مهيأة باجهزة الكمبيوتر ونظام ( الاون لاين) قبل التحول اليها ، و الطلاب يمارسون جزء من دراستهم على النت يومياً.. كارسال الواجبات اليومية الى الاستاذ او ارسال البحوث القصيرة اليومية او الاسبوعية المطلوبة منهم .. ويستلمون درجة النجاح او اللانجاح بعد دقائق من ارسال الواجبات او الامتحان .. بذلك اصبح الطالب لا ينتظر طويلاً لمعرفة نتيجة الامتحان او قبول الاستاذ بالواجبات او البحث الذي ارسله . عند توقف التعليم المباشر بسبب مرض كورونا المنتشر في العالم.. تحولت الدراسة تلقائياً الى الاون لاين .. ولم يكن الطالب يحتاج إلا لمتابعة استاذ المادة والمجموعات الطلابية على النت معه ليعرف الجدول ومواعيد المحاضرات والامتحانات .. أسفي على الجامعات التي طلابها لا يملكون حتى الكمبيوتر .. اسفي للجامعات التي توقفت الدراسة فيها على اسلوب السبعينات او الثمانينات من القرن الماضي ويدعون انها جامعات .. منذ سنوات اعرف مهندسين .. تخرجوا من الجامعة لحد الان لا يعرفون شيء عن الكمبيوتر ولم يدخل الكمبيوتر الى بيتهم .. وحتى اولادهم وهم في مرحلة الثانوية لا يعرفون شيء عن الكمبيوتر .. في حين ان الاطفال في رياض الاطفال في الدول المتحضرة يعلمونهم كيف يتابعون البرامج .. حتى ان إدارات رياض الاطفال يرسلون للطفل في هذه الايام صور الاطفال وصوروالمعلمين ليشاهده الطفل كي لا ينسى الروضة او الاطفال الذين معه .. بهذا الاسلوب والمتابعة لا يخسر الطالب سنته الدراسية ، بل يزداد علماً ومعرفة .. وهو في غرفته وبيته ويحافظ على صحته من البلاء الذي المنتشر .. وهنا يؤكد لنا العلم الحديث ان الدراسة عن بعد له خصوصياته في التعليم وعلى كل المستويات التعليمية ولليس التعليم المباشر هو الاسلوب الوحيد والانسب ، بل المتابعة في التعليم وجدية الطالب وتعليمه على المتابعة لا على النقل والغش والكسل والاتكال على الاستاذ تو حتى التحايل على التعلين باي طريقة .. وهذا ليس مقصراً على بلد ما .. بل شامل لكل البلدان ووالاقطار والمستويات التعليمية .