بين فين وأخر يتجادل بعض الأشخاص عن أهمية والدور الذي لعبه ويلعبه الحد والسد في الديانة الإيزيدية.
أن الديانة الإيزيدية مثل بقية الإديان لها عاداتها وتقاليدها التي يمارسها معتنقيها، وهذه العادات والتقاليد هي على مر العصور موجودة، لاشك أن كل ديانة لها خصوصيتها التي تميزها عن الديانات الأخرى، من حيث العادات والتقاليد وأن البعض منها تتشابه فيما بينها بسبب التجاور والعيش في منطقة جغرافية واحدة، من حيث الفكر والثقافة، والديانة الإيزيدية لها هذه الخصوصية، والكل يعلم بأن الديانة الإيزيدية هي غير تبشيرية أي لاتقبل أحد في صفوفها، ولها إيقونة ثلاثية متمثلة بالله والطاووسي ملك رئيس الملائكة والشيخ آدي.
والعلاقة التي تربط الإنسان الإيزيدي بالخالق هي علاقة مباشرة لاتحتاج إلى شخص يكون بين الخالق والمخلوق، لذلك يعتقد الإيزيدي بأن الله سبحانه وتعالى يخلق الإنسان بجانبيه الخير والشر، فالخير يرمز له العقل والشر يرمز إلى القلب، وعليه فهناك ملاكين أحدهما على الكتف الأيمن وهو الملاك الذي يدون الأعمال الخيرة التي يقم بها الإنسان وعلى الطرف الإيسر ملاك يدون الأعمال والأفعال الغير خيرة، لذلك لايوجد في الديانة الإيزيدية نبي، مع العلم أن الديانة الإيزيدية تحترم كل الأنبياء والرسل.
ويعتقد الإيزيدي بأن السبب الرئيسي الذي يكمن وراء بقاء الديانة الإيزيدية عبر العصور على الرغم من الويلات والفرمانات التي تعرضت لها حتى وقتنا الحاضر هو وجود الحد والسد في الديانة الإيزيدية، هذا الحد والسد الذي أوجده الشيخ آدي عليه السلام، حيث وزع المهام والوظائف بين الإيزيديين، فكان للبير وللشيخ والمريد كل من له وظيفته، والبعض يقول بأنه لم يكون هناك في الديانة الإيزيدية مايسمى بالشيخ وأنما أوجده الشيخ آدي والذي حافظ على الديانة الإيزيدية وعاداتها وتقاليدها هم البير والفقير، لاشك أن البير لعب ويلعب الدور المهم في الديانة الإيزيدية وخصوصاً قبل مرحلة الشيخ آدي، وأنا برأي بإن طبقة الشيخ كانت موجودة قبل الشيخ آدي ولكن دورها لم يكن كدور طبقة البير وبعد مجئ الشيخادي أعطى الدور الأهم للشيخ نقل تراث الديانة الإيزيدية عبر الأجيال.
أقول بأن طبقة الشيخ كانت موجودة ودورها لم يكن كبير ومايؤكد قولي هذا هو أن الديانة الديانة الزرادشتية لايوجد فيها طبقة الشيخ وأنما يوجد فيها البير والفقير والمريد، وأعتقد أن الشيخادي كان مطلع على كتاب الجمهورية للفيلسوف اليوناني أفلاطون، والذي قسم المجتمع إلى ثلاث طبقات وهي:
طبقة الملوك
طبقة الجيش
طبقة التجار والحرفيين
وكل طبقة تتزوج فيما بينها ولاتستطيع الزواج من طبقة أخرى، وقال بأن الإنسان يتكون من الرأس ويرمز إلى الحكمة، والقلب يرمز إلى الشجاعة والبطن يرمز إلى الأعتدال.
وبأعتبار أن الديانة الزرادشتية كانت منتشرة في ذلك الوقت وبرأي أن أفلاطون كان مطلع على عادات وتقاليد هذه الديانة فتأثر بها وخطى خطاها فقسم المجتمع إلى الطبقات، وبالتالي فأن الشيخادي كان مطلع على كتاب وأفكار أفلاطون، لذك قسم المجتمع الإيزيدي إلى طبقات ووزع المهام عليهم، مثل يومنا هذا فكل جانب وطرف من الدولة هناك مسؤول عنها ويدير شؤونها، فبالاضافة إلى رئيس أو ملك الدولة هناك وزراء يقومون بأعمال ومهام لدفع ولتسيير أمور الدولة.
طبعاً الديان الإيزيدية كغيرها تؤمن بأن الإنسان كما يولد سوف يأتي يوم ويموت فيه، ولكن نظرة الدياتة الإيزيدية إلى الإنسان بعد الموت تختلف عن نظرة بعض الأديان، فالديانة الإيزيدية تقول بتناسخ الأروح، فروح الإنسان لاتموت وأنما الجسد هو يموت، فالروح تنتقل من شخص إلى أخر، والكل حسب عمله.
وقديماً كان هناك من يدعي بأنه إذا رُسم حول الإنسان الإيزيدي دائرة لايستطيع الخروج منها، فمرد ذلك أن الديانة الإيزيدية تعتقد بوجود دائرة لكل شخص وملاك في الكون، وعليه، فكل شخص له دائرته يدور فيها، فالإنسان العادي له دائرته، والصالحين والمتقين لهم دائرتهم، والنبي له دائرته والملاك له ذلك وكذلك سبحانه وتعالى له دائرته، والكل يقوم بمهامه ووظائفه ضمن دائرته، ولكن المنطق في ذلك، فالإنسان العادي يستطيع أن ينتقل إلى دائرة المتقين والصالحين إذا قام بأعمال وأفعال التي تأهله لذلك وكذلك الصالح والمتقي يمكن أن يصبح نبياً إذا تم أختياره من قبل الخالق لحسن أخلاقه وسلوكه وأفعاله، ولكن لايمكن للإنسان أن ينتقل إلى دائرة الملوك فهي خاصة بهم، فالملك لايموت ولايتزوج، والملك لايستطيع أن ينتقل إلى دائرة الخالق فدائرته هي خاصة به.
برلين30.4.2020
1 ـ الدائرة هي فقط في حالة القسم وتزول في لحظتها بعد القسم , وإن لم يقسم فهو متهم وحسم الموضوع , وليس هناك مكوث وتسمُّر في المكان حتى يأتي صاحبه فيفك أسره , هذه الأقاويل لا تساوي واحد من المليون من الأكاذيب والإفترءات التي نسجت عن الئيزديين من قبل الأعداء , هذه الدائرة تعوض عتبة الخاسين أو تمثل حظيرة ئيزي فيشرطه المدعي بأن يخرج منها إذا كان بريئاً وإن خرج وهو غير بريء يكون قد خرج من دين ئيزي , وكانت النفوس أمينة بينها وبين الخالق ئيزي الذي يعرف ما في صدره , فيخرج بكل سهولة ودون تردد إذاكان بريئاً وبخلاف ذلك يرتعد ويتسمر في مكانه فتكشف جريمته أو يعترف بها وتنتهي القصة فيفك المدعي دائرته ,
2 ـ لم يكن هناك فقراء بين الزرادشتيين ولا الئيزديين قبل الإسلام , الخرقة لباس الحداد لبسه الفقير الأول ( مير براهيم الخورستاني )حداداً على مملكته وشعبه في نهاية الدولة الأموية وتطور إلى الخرقة الحالية عند الئيزديين لمن لم يدخل الإسلام ومن إستقرّ فيه الإسلام أثناء الحكم العباسي فقد أسلم وأصبح صوفياً تفننوا في الإسلام حتى إتصلوا بالله مباشرةً وهم في البداية كانوا أعداء الإسلام حتى نهاية العهد
العباسي , ليس من بينهم إنسانُ واحد ينحدر من أصلٍ عربي لاسابقاً ولا لاحقاً وإن إدعوا العروبة والسيادة أيضاً, كلهم 100% من العنصر الإيراني ( كوردي/ فارسي) إنضم إليهم أجانب من أًصول أفريقية مختلفة بعد العباسيين
3 ـ الشيخ كلمة عربية ليست دينية ولم يستخدمها العرب في الدين إلاّ في النصف الثاني من العصر العباسي , قبلها كان الشيخ هورئيس العشيرة أو وجيه منها, كل مجتهد في الدين كان يسمى الإمام , حتى كثروا واختلفت درجاتهم بعد المأمون والنشاط الديني الكتابي , ودخلت المجتمع الداسني الئيزدي بصفة دينية , وتعني البير لكنها كلمة عربية فيجب أن تكون أعظم منها في ذلك الوسط ولولا ذلك الوسط ما إعترفوا به ولا قبلوه ……… وشكراً