مما لا خلاف عليه بين اثنين، أن العصر الراهن، هو عصر الإعلام بكل أشكالها المختلفة، المقروءة،
والمسموعة،والمرئية، التي تأتي في مقدمتها اليوم وسائل التواصل الاجتماعي (Social Media)
كفيسبوك، يوتيوب، ماسنجر، تويتر، سكايب، انستغرام، سناب شات الخ. التي تؤثر سلباً أو إيجاباً على
المنظومة الفكرية لمستخدمها؟. كتلك التي تقوم بها وسائل التواصل الاجتماعي، الممولة من قبل جميع
التنظيمات الشيعية في العراق وخارجه، والتي تحرض على مدار الساعة الشارع العراقي ضد الشعب
الكوردي الجريح، وإقليم كوردستان الفتي، وذلك بحبك الأكاذيب والتلفيقات المزوقة، حيث لا تمر ساعة
إلا ونرى أو نسمع تهمة ملفقة ضد إقليم كوردستان صادرة من تلك الجهات التي تغدق عليها أشياع
السلطة من مال الشعب العراقي المسروق. لقد وصلت الوقاحة بهؤلاء الذين يسيرون في ركاب الأشياع
أن يلصقوا علناً في قنوات التلفزة كل موبقة،وحركة مشبوهة معادية للعراق بإقليم كوردستان!، أن
المشرفين على هذه الوسائل الإعلامية المؤثرة يعلمون جيداً، أن القصص التي يقومون بترويجها من نسج
الخيال المريض، وتحاك تفاصيلها في الغرف المظلمة، لكن الجهة السياسية الشيعية، التي تقف خلف هذه
الوسائل وتمدها بالمال هي التي تأمرهم بنشر هذا النهج السوقي الرخيص ضد الشعب الكوردي المسالم،
وذلك لغاية شيطانية مقيتة في رؤوسيهم تهيء بها الشارع العراقي لتقبل ما سيقومون به ضد إقليم
كوردستان عاجلاً أو آجلا. إن الهدف الجهنمي من هذه العملية الدنيئة بلا أدنى شك ستظهر صورتها
كاملة في قادم الأيام، حين تسنح لهم الفرصة لتنفيذ جريمتهم الشنعاء ضد الشعب الكوردي الجريح. لكن
في المقابل، نجد أن الحزبين الرئيسيين الاتحاد الوطني والديمقراطي الكوردستاني الذين لهم اليد الطولى
في الإقليم إذن من طين وإذن من عجين، كأن الأمر لا يعنيهما لا من قريب ولا من بعيد؟؟!!. وهذا أن دل
على شيء إنما يدل على الجهل المركب، وذلك بعدم معرفة العقلية الشيعية والفكر الذي يحملها الذي
يصف الكورد بمخلوق غير أرضي؟. بناءً على هذا، يجب عليهما مراجعة سياستهما تجاه بغداد كي يعدوا
الأسلحة الفكرية لمواجهة هذه الهجمة الإعلامية الشرسة التي تقوم بها بغداد باللغة التي تفهمها، وذلك
بفضح كل شيء ملفق يشيعوه بين الشعب العراقي من أجل إظهار إقليم كوردستان كأنه سبب كل البلاء
الذي نزل وينزل بالعراق!، بينما العكس هو الصحيح؟. عزيزي المتابع، أن هذه الوسائل العنصرية
المعادية ومن ضمنها قنوات التلفزة الفضائية العربية الشيعية ومعهم ما يسمون بسنة المالكي تحتاج لمن
يلجمها كالجم الحيوان، ويوقفها عند حدها راكعة على ركبتيها، ويضع أمام العرب في العراق بسنتهم
وشيعتهم حقيقة عراقة الشعب الكوردي وقدم وطنه المغتصب كوردستان، حتى لا تدع هذه الوسائل
الصفراء أن تستحوذ على أفكارهم وتسيرهم كيفما تشاء ضد مكتسبات الشعب الكوردي المسالم. لكن هذا
العمل القومي والوطني النبيل غير ممكن أن يقوم به شخص واحد، بل يحتاج إلى تجمع كبير، يحتاج إلى
دعم معنوي وفني من لدن الحزبين المذكورين للسياسيين، والكتاب الكورد، وجمع شملهم في اتحاد غير
حزبي خاص بهم، حتى يستطيعوا أن يواجهوا هؤلاء الأوباش و يفشلوا ما تربوا إليه أشياع السلطة ومن
يسير في ركابهم في هذا المضمار الوعر، الذي لا يجيد المواجهة فيه إلا من له باع طويل في هذا
المضمار؟. الذي أريد أن يعلمه مسؤولينا في الإقليم، أن شخصاً مثل نوري المالكي يقال أن له آلافاً مؤلفة
من مواقع التواصل الاجتماعي، تقوم بالتطبيل والتهليل له صباحاً مساءً. كما أسلفت في سياق المقال،
يجب على هذين الحزبين، أن يقوما بدورهما القومي النبيل، وذلك برصف صفوف المجاميع الكوردية
المثقفة في اتحاد أو جمعية أو تنظيم لمواجهة هؤلاء فاقدي الذمة والضمير، الذين يشوهون كل شيء
كوردي عند المواطن العربي، الذي بلا شك سيكون لعملهم هذا بمرور الزمن مردود سلبي خطير على
الكورد كشعب وكوردستان كوطن في كل المجالات الحيوية وفي مقدمتها حقوقه المشروعة على كامل
تراب وطنه كوردستان، فلذا؛ أكرر ما قلته قبل قليل، يجب على الحزبين أن لا يألوا جهداً باحتضان هذه
المجاميع الكوردية المثقفة ويدعموها دعماً معنوياً وفنياً كي تفشل مخطط الأعداء وتظهر الوجه الناصع
والمشرق للشعب الكوردي المسالم للشعب العربي في العراق.