من يطالع الارقام والمعلومات المعلنة من جانب نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بخصوص أعداد الوفيات وغيرها من المعلومات بشأن وباء کورونا ويقارنها بنظيرتها المعلنة من جانب منظمة مجاهدي خلق، يجد إن هناك فرقا شاسعا بينهما، لکن الذي يلفت النظر کثيرا في هذه الارقام والمعلومات المعلنة من جانب منظمة مجاهدي خلق إنها بعکس المعلنة من جانب النظام تتميز بالمصداقية وهي الاقرب لما تعلنه مصادر المعلومات المطلعة بشأن الاوضاع في إيران.
في کل يوم وفي تمام الساعة 2030 بتوقيت طهران [ السادسة مساءا بتوقيت باريس والسابعة بتوقيت مكة المكرمة ]، يقوم موقع منظمة مجاهدي خلق بإعلان عن آخر الأخبار والتقارير والتطورات بصورة موجزة عن كارثـة كورونا فى إيران يشمل آخر الاحصائيـة الخاصـة بضحايا الكارثـة خلال 24 ساعـة الماضيـة. وهذه المعلومات تنشر بصورة متزامنة في موقع لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية بالانجليزية وموقع مجاهدي خلق الإيرانية باللغة العربية.
هذه المعلومات التي کما أسلفنا تتسم بدرجة عالية من المصداقية وهي الاقرب والاکثر ثقة وإعتبارا لدى الاوساط السياسية والاعلامية الدولية، يتم جمعها من خلال شبكات منظمة مجاهدي خلق الإيرانيـة وفي حرکة ونشاط دٶوب وحثيث ومتواصل من المستشفيات، العيادات، المراكز الطبية، محلات غسل الموتى والمقابر، فضلا عن تقارير داخلية خاصة واستخلاصها فى نشرة موجزة، ليست بمثابة عمل أو نشاط لايأبه به النظام بل إن النظام يشعر بالکثير من الحرج أزاء ذلك ولکنه لايعرف کيف يوصد الأبواب بوجه شبکات منظمة مجاهدي خلق ويمنعها من جمع تلك المعلومات خصوصا وإن المنظمة تقوم بين کل فترة وأخرى بالاعلان عن وثائق ومستمسکات من داخل النظام توثق من خلالها المعلومات المعلنة من خلالها کما حدث على سبيل المثال لا الحصر بشأن إعلان تأريخ دخول فايروس کورونا لإيران، ولذلك لم يعد بوسع النظام أن يتصرف کما کان يفعل في الاعوام السابقة إذ أن المنظمة وخلال أزمة کورونا التي عرفت کيف تمسك بالنظام من مواقع الالم ونقاط الضعف بالاخص بعد أن باتت وسائل إعلام دولية مرموقة تعيد نشر مايصدر عن المنظمة من أرقام ومعلومات بشأن أزمة کورونا.
مايجري من مواجهة عارمة وصراع غير عادي بين النظام الايراني وبين منظمة مجاهدي خلق بشأن المعلومات والارقام المعلنة بخصوص وباء کورونا، ليست مجرد حرب أرقام ومعلومات کما قد يترائى للبعض ويخيل لهم ذلك، بل إنه أبعد من ذلك بکثير، فهي إمتداد للصراع المصيري الجاري بينهما وإنها وبإختصار حرب وجود أو فناء!