طريق الحق ضد الباطل,طريق طويل وشاق جدا،ملي بالمخاطر والتحديات والصعوبات ،يتطلب هذا الطريق الصبر والتضحية وقد يكون ثمن هذا الطريق خسائر تصل إلى النفس والمال والأهل والهجرة .
لقد أعطنا التاريخ نماذج يقتدى به من دعاة الإصلاح والتغير ،حققوا منجزات تظل خالدة مدى الدهر ، غيروا مجرى التاريخ ، اسقطوا حكام ظالمين ، بنيت من خلال فكرهم دول عظيمة ليومنا هذا .
ولو نأخذ نموذج واحد منهم ، ضحى بنفسه وعياله وأهله من اجل الأمة, خرج ليصلح حالها مع علمه اليقين كل الظروف ضده , السياسية الدينية قلة الناصر وكثرة العدو ، لان خرج على إمام زمانه , وهذا محرم شرعا ضمن اعتقاد اغلب الأمة في ذلك الوقت، قاتل وحسب كل مقاييس المعركة ضده ، لا رجال لا عدة ، مقابل جيش تعدده على اقل تقدير ثلاثة ألف مقاتل وأكثر ، لكن مبادئ ثورته كانت مبنية على أساس متين وقوي وصحيح ، ولان عمله الإصلاحي الذي عمل به ، فيه غايات لا مأربها أخرى فيها إلامن اجل الدين والإنسانية لا سلطة ولا نفوذ , ومحاربة الظالمين والفاسدين , وهم موجودون في كل مكان وزمان .
رغم قلة أمطارنا خلال السنوات التي مضت ، نجد سيل من الاتهامات التي وجهة إلى المتظاهرين ، عدم وضح الهدف ، لا يوجد تنظيم أو قيادة , مطالبهم لا تعبر عن حاجة الناس الحقيقية ، زوبعة في فنجان وستنتهي خلال أيام ، حرارة الصيف الملتهبةوقلة ساعات تجهيز الكهرباء سبب أساسي لهذا التظاهر, وعدم توفر فرص عمل لأغلب العاطلين من الخريجين وغيرهم .
والبعض ذهب أكثر من ذلك ماذا سيفعل التظاهر لنا ، ما هي نتائج أو معطياته لو تظاهرنا مثلا , في ظل حكام جائرين ، الأفضل نجلس ننتظر الفرج من طرف أو جهة ما أو رحمة السماء, لان الصبر مفتاح الفرج حتى لو حكموا سبعون عام أو أكثر،صدام خمس وثلاثون حكمنا وانتهت القصة .
مظاهرات مسيسه من إطراف معينة ، أو تقف ورائها جهات داخلية وخارجية تسعى إلى إشعال الشارع ، وإشغاله عن أمور كثير تخص فشل الحكومة في إدارة الدولة وحسم الكثير من القضايا ومنها ملفات الفساد وحيتانها التي لا تشبع مطلقا , و ما جرى فيالانتخابات الأخيرة من اتهامات تزوير وتلاعب وحرق الصناديق ، لتكون موجة التظاهرات ومضاعفاتها أعلى من قضية الانتخابات الأخيرة ، وما أكثر الاتهامات والانتقادات التي وجهة للحكومة وأحزابها بسببها ،
بين هذا الطوفان جعلوا الكل يخشى التظاهر والخوف من القادم ، إلى أين ستصير الأمور لو صار لو جرى، ليكون الترقب والخوف والذعر لدى الأغلبية ، والقبول بحالنا اليوم أفضل من الأسوأ المجهول المخيف أو استمرت التظاهرات ، ويضيع دم خيرةشبابها بين القبائل ؟
رسالتنا إلى المتظاهر رغم الاتهامات التي تحاول تشويه صورتكم و مشروعكم الإصلاحي ، وقلة الناصر وكثرة العدو من الداخل والخارج ، وهناك فئات تحاول ركوب الموج من اجل مأربها الشيطانية من خلالكم ، وأحرقت المقار الحزبية ، والمنازل وحملتالسلاح واعتدت على القوات الأمنية وبعض الفصائل ودور العباد، ليكون منهاجك كمنهاج الأمام الحسين في مشروعه الإصلاحية للأمة ، كيف اسقط حكم بني أمية ، فزيد ذلك الزمان موجود في كل زمان ، ونفس الظروف الصعبة الحرجة التي كانت ، تغلبعليها الإمام الحسين بالكلمة الصادقة قبل السيف ، ووضع منهاج للإصلاح مدى الدهر ، ما زال يدرس في أرقى الجامعات والمدارس العالمية ، وكم ثورة قامت وكان منهاجها من منهاج الإمام الحسين ( تعلمت من الحسين إن أكون مظلوم فانتصر ) ، مهما كان الطريق شاق وطويل فمصير الظالمين والفاسدين الهلاك وهو المصير المحتوم وصدام وأعوانها كيف كانت نهايتهم خير دليل وبرهان ، ومصيركم النجاح ولو بعد حين من اجل البلد وأهله لأنه من يعمل مثقال ذرة خير يره ومن يعمل مثقال شر يره .
ماهر ضياء محيي الدين