هناك ملاحظات كثيرة على الفلم، ورغم ذلك وبرأيي أن القائمين لم يكونوا يقصدون الإساءة الى الأيزيديين، إلا أن مستوى الدراما العراقية الركيك والسيناريست الذي لم يتمكن من نقل واقع حال الأيزيديين ومعاناتهم، قد سبب في عمل نتاج غير متكامل بالمعنى المراد، والذي كان سبباً لاعتراض الكثير من الأيزيديين عليهِ، وعلى سبيل المثال:
١. لقد ركز الفلم على قبح داعش أكثر من مظلومية الإيزيديين، حيث أختصروها بقضية سبي الفتيات الإيزيديات، وحصراً في مسالة بيعهن بسوق النخاسة وأستخدام قضيتهن كمادة إعلامية للتأثير على الرأي العام، ودون إظهار مأساة أكثر تأثيراً على حياتهن (حيث قتل آبائهن وإخوتهن وأزواجهن وأطفالهن، وسبي خواتهن وأمهاتهن .. ناهيك عن صورة الرعب الذي رسموها في مخيلتهن بسبب الدمار والقتل في مناطقهن).
٢. صحيح في ختام الفلم، كان هناك سرد لمعلومات (صحيحة تقريبا) عن الإيزيديين، لكن إختصار معاناة الإيزيديين في قضية سبي نسائهم لم يكن عملاً منصفاً، فقد حدثت مجازر كثيرة لقتل الرجال وحتى الشيوخ والنساء والأطفال، كما دمرت ونهبت مناطقهم بالكامل، وتم تجنيد أطفالهم، وإستخدامهم كوقود لإرهابهم، بعد غسل أدمغتهم .. ومن ثم الحياة الماساوية التي لازالوا يعيشونها في مخيمات تفتقر الى أبسط الخدمات!!
٣. أنتاج فلم يعبر عن مأساة مجتمع وديانة من أبناء هذا الوطن، وفيه فكاهة وكوميديا لم تكن بالخطوة الصحيحة أبداً، وطابع الكوميديا هذه أفقد من قيمة المأساة الكثير، رغم الجهود المبذولة من قبلهم.
٤. ورد ضمن الفلم مقاطع غير حقيقية، كان السبب في إعطاء معنى غير المراد بهِ (حيث شوهوا الحقائق)، والذي أضجر الإيزيديين كثيراً، ومنها على سبيل المثال: رد فعل الفتاة التي كانت تمثل دور السبية على الداعشي الذي أشتراها، حين تحدثت مع جارتها عن المرض الجنسي لمستعبدها، وكإنما أرادوا أن يظهروا أن السبية تريد العلاقة معه!! وهذا افتراء بحقهن، حيث أنتحر أغلبهن، أو هربن منهم بعد أن خاطرن بحياتهن من أجل حريتهن، وأيضاً عدم مبادرة السبية لأي رفض على بيعها وشرائها من قبل مستعبديها، وكإنما أظهروا على أن السبية أستسلمت لهم، رغم أن القصص التي وصلتنا بأغلبيتها تعكس تلك الصورة، وذلك برفضهن لأوامر الدواعش، والذي أدى إلى قتل وهرب وانتحار الكثير منهن، ناهيك عن مقاطع أخرى لم تعطي للقضية قيمتها الفنية المستحقة، وأيضا الموسيقى الحزينة المفقودة، وركاكة أداء الممثلين لأدوراهم.
بلا شك أن أي عمل يكتب عن الإيزيديين ودون اللجوء إليهم، سيكون ناقصاً وعليهِ إنتقادات من قبل المجتمع الإيزيدي، ولذلك أتمنى أن يراعي القائمين على أية مبادرة بخصوص الإيزيديين في أن يستشيرهم قبل الوقوع في هذا الخطأ.
تحية تقدير لجهدك أخي دلشاد ..