الأحد, نوفمبر 24, 2024
Homeاخبار عامةماذا سيحدث في العالم ما لم يتم تطوير لقاح لعلاج كورونا؟

ماذا سيحدث في العالم ما لم يتم تطوير لقاح لعلاج كورونا؟

         

.

كثير من دول العالم تسارع الزمن للوصول إلى لقاح ناجع، لفيروس كورونا، بعد أن تسببت الجائحة في إغلاقات احترازية أفقدت ملايين الناس سبل معيشتهم، لذا لا سبيل لحل الأزمة سوى بإنتاج هذا اللقاح.

لكن هناك احتمال، وهو الأسوأ؛ ألا وهو “عدم تطوير لقاح على الإطلاق”، فما الذي سيحصل إن حدث هذا السيناريو “المقلق”.

أستاذ الصحة العالمية في إمبريال كوليدج لندن،و المبعوث الخاص لمنظمة الصحة العالمية بأزمة كورونا، الدكتور ديفيد نابارو، قال في حديث لشبكة “سي إن إن” الأمريكية: “هناك بعض الفيروسات التي ما زلنا لا نمتلك لقاحات ضدها، ولا يمكننا أن نفترض مطلقًا أن اللقاح سيظهر على الإطلاق، أو أنه إذا ظهر، سيجتاز جميع اختبارات الفعالية والأمان”.
وأضاف أنه “من الضروري للغاية أن تضع جميع المجتمعات نفسها في وضع يمكنها من الدفاع ضد الفيروس التاجي كتهديد مستمر، وأن تكون قادرة على ممارسة الحياة الاجتماعية والنشاط الاقتصادي مع الفيروس في وسطنا”.

ووفقا للشبكة الأمريكية، فلا يزال معظم الخبراء واثقين من أنه سيتم تطوير لقاح فيروس كورونا في نهاية المطاف “جزئيا” لأن كورونا على عكس الأمراض السابقة مثل فيروس نقص المناعة البشرية والملاريا، لا يتحور بسرعة.

أما الدكتور بيتر هوتز، عميد المدرسة الوطنية للطب الاستوائي في كلية بايلور للطب في هيوستون قال: “لن نتمكن من عمل لقاح خلال عام إلى 18 شهرا، وهذا لا يعني أنه مستحيل، لكنه سيكون إنجازا بطوليا إذا تحقق، ونحن بحاجة إلى الخطة أ ، والخطة ب”.

هل حدثت أزمة مماثلة من قبل؟

في عام 1984، أعلنت وزيرة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية مارغريت هيكلر في مؤتمر صحفي، أن العلماء حددوا بنجاح الفيروس الذي أصبح يعرف فيما بعد بفيروس نقص المناعة البشرية “الإيدز” وتوقعت أن لقاحا وقائيا سيكون جاهزا للاختبار في خلال عامين.

وعلى ما يقرب من 4 عقود و32 مليون حالة وفاة في وقت لاحق، لا يزال العالم ينتظر لقاح فيروس نقص المناعة البشرية.

ولسنوات عديدة، لم يكن التشخيص الإيجابي مجرد حكم بالإعدام على الشخص المصاب؛ لكن تضمن أن يمضي الشخص أشهره الأخيرة مهجورا من قبل مجتمعاته، بينما كان يناقش الأطباء في المجلات الطبية ما إذا كان مرضى فيروس نقص المناعة البشرية يستحقون الإنقاذ.

ولم ينته البحث في الثمانينيات، ففي عام 1997، تحدى الرئيس بيل كلينتون الولايات المتحدة لابتكار لقاح في غضون عقد من الزمن، وقبل 14 عاما، قال العلماء إننا ما زلنا على بعد حوالي 10 سنوات.

وبدأت الصعوبات في العثور على لقاح تتلاءم مع طبيعة فيروس الإيدز نفسه، وهو ما أوضحه الدكتور بول أوفيت، أخصائي الأمراض المعدية والمشارك في اختراع لقاح لعلاج الفيروسات العجلية قائلا: “الإنفلونزا قادرة على تغيير نفسها من عام إلى آخر، لذا فإن العدوى الطبيعية أو التحصين في العام السابق لا تصيبك في العام التالي، وفيروس الإيدز يفعل ذلك خلال عدوى واحدة”.

وأضاف: “إنها تستمر في التحور فيك، لذا يبدو أنك مصاب بآلاف الخيوط من فيروس نقص المناعة البشرية، وفي حين أنه يتحور، فإنه يشل أيضا نظام المناعة لديك”.

ويشكل فيروس الإيدز صعوبات فريدة للغاية، وهو عكس فيروس كورونا الذي لا يمتلك نفس مستوى المراوغة، ما يجعل الخبراء أكثر تفاؤلاب شكل عام بشأن العثور على لقاح.

كما كانت هناك أمراض أخرى تسببت في إرباك العلماء وجسم الإنسان، مثل عدم وجود لقاح فعّال لحمى الضنك، التي تصيب ما يصل إلى 400 ألف شخص سنويًا وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، وقد استعصى ذلك على الأطباء لعقود، وبالمثل، كان من الصعب جدًا تطوير لقاحات للفيروسات الأنفية والغدية الشائعة، لكن يوجد لقاح واحد فقط لمنع سلالتين من الفيروس الغداني، وهو غير متوفر تجاريًا.

وقال نابارو، واصفا العملية البطيئة والمؤلمة لتطوير لقاح: “لديك آمال كبيرة، ثم تبددت، نحن نتعامل مع الأنظمة البيولوجية، وليست الأنظمة الميكانيكية، وذلك يعتمد حقا إلى حد كبير على كيفية تفاعل الجسم”.

ما هي الخطة ب؟

إذا كان المصير نفسه يصيب لقاح كوفيد-19، فقد يبقى الفيروس معنا لسنوات عديدة. لكن الاستجابة الطبية لفيروس الإيدز لا تزال توفر إطارا للعيش مع مرض لا يمكننا القضاء عليه.

وقال أوفيت: “في فيروس الإيدز، تمكنا من جعل هذا المرض مزمنا بمضادات الفيروسات، وقمنا بما كنا نأمل دائما أن نفعله مع السرطان، ولم يعد كحكم الإعدام الذي كان عليه في الثمانينيات”.

وأشار إلى أن الفضل في ذلك يرجع إلى التطور الرائد لحبوب الوقاية قبل التعرض.

كما يتم الآن اختبار عدد من العلاجات لفيروس كورونا حيث يبحث العلماء عن الخطة ب بالتوازي مع تجارب اللقاح الجارية، ولكن كل هذه التجارب في مراحل مبكرة جدا.

إن آثار الضربات الناجحة للعلاج ستكون محسوسة على نطاق واسع؛ إذ يمكن بذلك أن يقلل متوسط الوقت الذي يقضيه المريض في وحدة العناية المركزة، كما سيحرر قدرة المستشفى وبالتالي يمكن أن يزيد بشكل كبير من استعداد الحكومات لفتح المجتمع، كما أن إدارة الفيروس ستصبح أسهل، ولكن قد يكون المرض معنا لسنوات عديدة في المستقبل.

كيف ستبدو الحياة بدون لقاح؟

يقول كيث نيل أستاذ وبائيات الأمراض المعدية في جامعة نوتنغهام: “إن الإغلاق ليس مستدامًا اقتصاديًا، وربما ليس سياسيا، لذلك نحن بحاجة إلى أشياء أخرى للسيطرة عليه”.

وهذا يعني أنه مع بدء الدول في الخروج من الشلل، يدفع الخبراء الحكومات لتطبيق طريقة جديدة للعيش والتفاعل لشراء الوقت العالمي في الأشهر أو السنوات أو العقود حتى يمكن التخلص من كورونا عن طريق اللقاح.

بينما قال نابارو: “من الضروري للغاية العمل على أن نكون مستعدين لفيروس كورونا، داعيا إلى عقد اجتماعي جديد يتولاه المواطنون، فبينما يبدأون في ممارسة حياتهم الطبيعية، يجب عليهم تحمل المسؤولية الشخصية للعزل الذاتي إذا ظهرت عليهم أعراض الفيروس، والتعامل مع المعزولين كأبطال وليسوا كمنبوذين”.

ويتوقع الخبراء أيضا حدوث تغيير دائم في المواقف تجاه العمل عن بعد، حيث يصبح العمل من المنزل، على الأقل في بعض الأيام، طريقة حياة قياسية للموظفين ذوي الياقات البيضاء، ومن المتوقع أن تقوم الشركات بتغيير قوائم الوظائف بحيث لا تكون المكاتب ممتلئة أبدا دون داع.

وأضاف نابارو: “سيكون من الصعب القيام بذلك في الدول الأكثر فقرا، لذا فإن إيجاد طرق لدعم الدول النامية سيصبح “صعبا سياسيا بشكل خاص، ولكنه مهم للغاية أيضا”.

وعلى المدى القصير، قال نابارو إنه يجب تنفيذ برنامج واسع من الاختبارات والتتبع للسماح للحياة بالعمل جنبا إلى جنب مع الفيروس التاجي.

وفي سياق متصل قال هوتز: “من الأهمية بمكان أن يكون هناك نظام للصحة العامة يشمل تتبع الاتصال، والتشخيص في مكان العمل، والمراقبة المتزامنة، والتواصل المبكر حول ما إذا كان علينا إعادة تنفيذ التباعد الاجتماعي، وهو أمر قابل للتنفيذ، لكنه معقد ولم نقم بذلك من قبل”.

وأضاف: “يمكن لهذه الأنظمة أن تسمح بعودة بعض التفاعلات الاجتماعية؛ فإذا كان هناك حد أدنى لذلك، فقد يكون من الممكن عودة الأحداث الرياضية، والتجمعات الكبيرة الأخرى، لكن هذه الخطوة لن تكون دائمة وسيتم تقييمها باستمرار من قبل الحكومات وهيئات الصحة العامة.

ومن المرجح أن تعود القيود خلال فصل الشتاء، مع اقتراح هوتز أن ذروة الفيروس يمكن أن تحدث كل شتاء حتى يتم إدخال لقاح.

وقد تعود عمليات الإغلاق، التي يتم رفع الكثير منها تدريجياً، في أي لحظة، وقال نابارو: “من وقت لآخر ستكون هناك فاشيات، وسيتم تقييد الحركة، وقد ينطبق ذلك على أجزاء من البلد، أو حتى على بلد بأكمله”.

وكلما مر المزيد من الوقت، كلما زاد احتمال مناقشة مناعة القطيع حيث يتم الوصول إلى غالبية السكان، وأن يكون حوالي 70% إلى 90% ، محصنين ضد الأمراض المعدية.
وقال أوفيت: “إن هذا يحد إلى حد ما من الانتشار، على الرغم من أن مناعة السكان الناجمة عن العدوى الطبيعية ليست أفضل طريقة لتوفير مناعة للسكان، لأن أفضل طريقة اللقاح”.

وأضاف أن الحصبة هي “المثال المثالي”، قبل أن تصبح اللقاحات منتشرة على نطاق واسع، وبعبارة أخرى، ستكون كمية الموت والمعاناة من فيروس كورونا هائلة حتى لو لم يكن جزء كبير من السكان عرضة للإصابة.

لكنه أشار إلى أنه سيكون هناك لقاح؛ فهناك الكثير من المال، وهناك الكثير من الاهتمام والهدف واضح.

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular