أعلن سفير الصين لدى الأمم المتحدة في جنيف، الأربعاء، أن بلاده ترفض فتح تحقيق دولي بشأن مصدر فيروس كورونا المستجد، في وقت يواصل الوباء التفشي ومعه الاتهامات الأميركية بحق بكين.
وقال شن جو خلال مؤتمر صحافي عبر الفيديو “الأولوية هي التركيز على مكافحة الوباء حتى الانتصار النهائي (…) لا وقت أمامنا لنضيعه فيما ننقذ الأرواح”.
وتزايدت في الآونة الأخيرة اتهامات العديد من الدول بينها الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا وأستراليا وغيرها، لبكين بعدم الشفافية إزاء الفيروس الذي انطلق من مدينة ووهان، وكذلك المطالبات بإجراء تحقيق حول ظهور الوباء.
واتهمت الولايات المتحدة الصين بأنها لم تتصرف بشكل فعال في الأسابيع الأولى من الوباء وبأنها “أخفت” أعداد الضحايا على أراضيها، وطالبت سلطاتها بأن تتحلى بالصراحة.
وقامت السلطات الصينية في البداية بالتعتيم على الأنباء الواردة عن الفيروس القاتل، بما في ذلك اعتقال مبلغين بارزين.
ومذاك، قال علماء صينيون إنهم يشتبهون في ظهور الفيروس في أواخر الماضي في سوق لبيع اللحوم في ووهان يتم فيه ذبح حيوانات برية. ولكن الأمر أثار شكوكا بسبب وجوده بالقرب من مختبر فيروسات يخضع لحراسة مشددة.
وصعدت واشنطن في الأيام الأخيرة من خطابها الذي يتهم الصين بالمسؤولية عن انتشار الفيروس، فيما خلصت وكالات استخبرات أميركية إلى أن الفيروس ليس من صنع البشر أو معدل وراثيا.
وتحدث وزير الخارجية مايك بومبيو، الأحد، عن أدلة تثبت أن الفيروس الذي اجتاح العالم تسرب من مختبر ووهان، وتابع أن “هناك عددا هائلا من الأدلة يشير إلى أن هذا (المختبر) هو المصدر”، لكنه رفض التعليق على فرضية أن نشره كان متعمدا.
بكين أكدت، الأربعاء، أن بومبيو “لا يمكنه تقديم أدلة” على ذلك “لأنه لا يملكها”.
ووصف التلفزيون الصيني الحكومي الاثنين اتهامات بومبيو بأنها “أكاذيب”، بينما نددت منظمة الصحة العالمية بدورها بـ”تكهنات” من دون دلائل.
ويشير غالبية الباحثين في العالم إلى أن فيروس كورونا المستجد انتقل إلى الإنسان عبر حيوان، ويعتقد باحثون صينيون أن سوق ووهان للحيوان البرية مصدر العدوى.
وتقول صحيفة واشنطن بوست إن سفارة الولايات المتحدة في بكين، وبعد عدة زيارات للمعهد، حذرت السلطات الأميركية في 2018 من أن تدابير الأمن المتخذة في معهد ووهان غير كافية.
ويؤكد المعهد أنه تلقى منذ 30 ديسمبر الماضي عينات لفيروس مجهول ينتقل في ووهان حدد لاحقا باسم سارس-كوف-2، ليقوم بتحليل حمضه النووي في الثاني من يناير، ثم ينقل المعلومات المتوفرة لمنظمة الصحة العالمية في 11 يناير.
ونفى مدير المعهد يوان زيمينغ في أبريل نفيا قاطعا أن يكون مختبره مصدر فيروس كورونا المستجد.
وفي مقابلة مع مجلة “سيانتفيك أميركان”، أكدت الباحثة شي زينغلي وهي من أبرز باحثي علم الفيروسات في الصين ونائبة مدير مختبر “بي4″، أن التسلسل الجيني لفيروس سارس-كوف-2 لا يتطابق مع أي من فيروسات كورونا الموجودة عند الخفافيش التي يجري دراستها في معهدها.