الأحد, نوفمبر 24, 2024
Homeمقالاتسَحَبْنا الثِقة .. وليخسأ الخاسئون : امين يونس

سَحَبْنا الثِقة .. وليخسأ الخاسئون : امين يونس

برلمان أقليم كردستان العراق ، لم يجتمع منذ أشهُر وأسابيع خلال السنة الحالية ، بسبب العطلة الإجبارية جراء إنتشار وباء كورونا وأيضاً العطلة الربيعية الإعتيادية . علماً ان هذه الفترة بالذات ، إكتظتْ بالأزمات الخانقة واحدة تلو الأخرى .. فمن التلكؤ في تنفيذ ” الإصلاحات ” والحَد من الفساد المُستشري ، إلى تعمُق الخلافات بين الحزبَين الحاكمَين الفعليين الديمقراطي والإتحاد ، إلى هشاشة العلاقة بين حكومة الأقليم والحكومة الإتحادية ، إلى ظهور وباء الكورونا وإلخوف من إنتشاره ، إلى الهبوط الكارثي في أسعار النفط ، إلى عودة خطر التنظيم الإرهابي داعش ، إلى تأخُر توزيع الرواتب … إلخ .
ثُم أخيراً .. إجتمع البرلمان الموقَر اليوم الخميس 7/5/2020 … ولأنهُ من [ المُفتَرَض ] أنهُ يُمّثِل جموع الشعب ، فمن المُنتَظَر أن يُشّمِر عن ساعِدَيه ويخوض بِكُل حَماس ، في غِمار حَل المشاكل الكبيرة التي تلُف الأوضاع في أقليم كردستان والعراق . إلا أنهُ ويا للغرابة .. ويا للصفاقة .. ويا للخِزي .. تركَ كُل الأزمات أعلاه وكافة المخاطِر التي تواجه الأقليم .. وكُل المعاناة المتراكمة فوق أكتاف مئات الآلاف من الفقراء والمستضعفين لاسيما بعد منع التجول ووقف الأعمال … ترك كُل هذه الأمور بالغة الأهمية ، وإقتصر الإجتماع على موضوعٍ واحد : [ سحب الثقة من عضو البرلمان سوران عمر ] ! . وليس لأن سوران عمر ، إرتكب جريمة مرَوِعة لا يمكن السكوت عنها ، ولا قامَ بفعلٍ شنيع يستحق من جراءه سحب الثقة وتقديمه للمحاكمة فوراً وبلا تأجيل … كُل الذي فعله سوران عمر ، أنهُ صرَحَ قبل أشهُر عَلَناً وضمن تحدثه عن الفساد وعن مشروع الإصلاحات : أن رئيس الوزراء يمتلك مجموعة شركات وبنكاً .. مُستقياً معلوماته من موقع ويكيليكس ومصادِر أخرى . فقام رئيس الوزراء بنفي ذلك وإعتباره تشهيراً وإدعاءات كاذبة وقّدَمَ شكوى في إحدى المحاكِم طالباً سحب الثقة من النائب المذكور وتقديمه للمحاكمة .
نعم .. إجتمع برلمان أقليم كردستان العراق المكوَن من ” 111 ” عضو أصلاً ، بحضور ” 58 ” عضواً فقط ، حيث إمتنعتْ كُتل الجماعة الإسلامية والإتحاد الإسلامي والجيل الجديد والحزب الشيوعي والتغيير ومعظم الإتحاد الوطني ، عن الحضور .. وحتى رئيسة البرلمان لم تحضر ، حيث قام نائب الرئيس من الحزب الديمقراطي ” هيمن هورامي ” بإدارة الجلسة ، وصّوتَ ” 57 ” نائباً من مجموع ” 58 ” ، بسحب الثقة من النائب عن الجماعة الإسلامية سوران عمر ! .
سوران عمر .. كان ومنذ سنوات أحد الأصوات المنتقدة العالية الشجاعة ، ضد الفساد وضد إحتكار السُلطة وضد قمع الأصوات المُخالِفة . البرلمان اليوم أرسلَ رسالة بائسة للجميع : مَنْ يصُرُ على إنتقاد المسؤولين الكِبار ويتهمهم بالفساد ، فمصيره المحتوم هو سحب الثقة والتقديم الى المُحاكَمة ؟!. وليخسأ الخاسئون .

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular