.
زعمت الصين في الثلث الأول من أذار مارس، أن تجاربها على أربعة قرود مصابة بفيروس كورونا أثبتت شفاء القرود من مرض كوفيد- 19. وبعد 28 يوميًا من شفاء القرود عملت المختبرات الصينية على إصابتها مرة ثانية بالفيروس لمعرفة إذا حصلت على المناعة ضد الفيروس أم لا. فأعلنت الصين بتسريبات صحفية مفبركة أن القرود حصلت على المناعة ضد الفيروس، فلم تتأثر القرود بالإصابة بالفيروس مرة ثانية، في إشارة إلى انها حصلت على مناعة القطيع.
وبدورها، ألتقطت الحكومة السويدية الفكرة دون أن تشير إلى المختبرات الصينية، فروجت منذ منتصف أذار مارس لإستراتيجية مناعة القطيع التي تخلت عنها بريطانيا لعدم وجود دليل علمي يؤكد إكتساب البشر مناعة ضد الأوبئة.
والمفاجأة التي كشفت عنها التسريبات الصحفية مؤخرًا، أن الصين أجرت تجاربها بالفعل على أربعة قرود، وبعد شفائها أصيب أثنان من القرود بالفيروس مرة أخرى، وأن أحد القرود مات بصورة مفاجأة بعد إصابته الثانية. وبعد تشريح جثة القرد تبين للصين أنه لم يموت بسبب الفيروس بل بسبب إنتكاس حالته الصحية. وهذا يعني أن الإنسان ربما يكون لديه مناعة ضد الفيروس، ولكنه مهدد بإنتكاس حالته الصحية بعد إصابته بالفيروس مرة أخرى.
وتقومُ إستراتيجية القطيع على مبدأ السماح للناس بارتياد الأماكن العامة، والتفاعل فيما بينهم، من دون إغلاق المدارس أو المحلات التجارية أو المتنزهات والشواطئ، أي أن السلطات تسمحُ بانتشار العدوى على نطاق معين بحيث تهاجم بعض السكان، وعندما ترى أن الفيروس بدأ بالخروج عن السيطرة تقوم بغلق بعض المدارس والأماكن العامة للتخفيف من حدته، ثم تعيد فتحها مجددا، وهكذا.
والهدف من هذه الاستراتيجية هو أن يصاب الناس ويتعافوا حتى يكتسبوا مناعة ذاتية، على نحو تلقائي، ولكن الأبحاث العلمية ما تزال عاجزة حتى اليوم عن معرفة نتائج هذه الإستراتيجية المثيرة للجدل.