تحتفل هولندا بعيد الأم في الاحد الثاني من شهر مايو / ايار من كل عام ، وبما انني اعيش في هذه الممكلة العظيمة ، افكر الان في كيفية تكريم الأمهات الايزيديات الناجيات من مخالب داعش ، كيف ستحتفل النازحة الايزيدية بعيدها وابنها لايزل مفقودا او زوجها مجهول المصير ، منذ حوالي 6 سنوات؟ .
كيف ستحتفل بعيد الأم من هي في مخيمات النزوح او في المهجر او من تنتظر التعرف على رفات اولادها وزوجها في المقابر الجماعية في شنكال ؟.
كيف ستحتفل الأم الايزيدية التي لم تستطع تقبيل ولدها الشهيد ولم تتكحل عينها برؤيته ؟ كيف ستحتفل الأم التي نزحت او هاجرت مع اولادها ونار قلبها مشتعلة ؟. لكن رغم كل ماذكرناه اعلاه ، رأينا هذه الأم تُكابِر على جُرحِها النازف وأوجاعه لتدمل جراح أطفالها فاستطاعت أن تكون لهم أماً وأباً ، وتدوس على ألمِها العظيم لتنطلق وتمضي في حياتها وتنتصر لذاتها ولقضيتها وتضرب أروع الأمثلة في التضحية والايثار ،فتحمل رسالة سلام في طياتها كل معاني الشرف والإباء، امهات بدأن بتمزيق حاجز الخجل الاجتماعي والسكوت الذي لا يمكن ان يجدي نفعاً، أمام ذلك الكم الهائل من الجرائم والانتهاكات الجسدية والاعتداءات النفسية التي اقترفها عناصر تنظيم داعش بحق المختطفين والمختطفات الإيزيديات، والشيعيات، والمسيحيات، وصدور هذه الخطوة الجبارة من البطلات الايزيديات في التكلم كداعيات للسلام والعدالة، من على المنابر الأممية والبرلمانات الدولية والمنصات الصحفية، وفي الوسائل الإعلامية، خطوة شاركت في تقليل الولاء الإعلامي الأعمى للبعض ” البعيد عن الحقيقة “تجاه داعش، من جهة، وأيضاً تبيان الصورة الحقيقية لداعش وفضح جرائمه الدولية التي تنتهك كل الأعراف والقوانين الإنسانية والتشريعات الدينية، من جهة ثانية، وأصبحن مادة خامة وموثقة وتحسب شهاداتهن افادات حية، تؤخذ بها في مراحل تنفيذ العدالة بحق الجناة من جهة ثالثة .
لا احد ان ينكر دور الكثيرات من الإيزيديات ” نساء امهات وفتيات يافعات” اللواتي خرجن عن صمتهن ليروين للعالم حقيقة ما حصل لهن، من وقائع الاسترقاق والاغتصاب الجماعي الممنهج وتداعياته والعنف الجنسي والتشريد والتفكيك الاسري و وهن لا يوفرن جهدا في فضح جرائم داعش، الكثيرات شاركن في مؤتمرات دولية وشهدن بكل جسارة بما تعرضن له.
بما يخدم الهدف ورد جزء من العرفان والجميل لهذه الأم التي كانت وما زالت صانعة الرجال والنساء،وبانية مجد المجتمعات وعزتها ورفعتها ودرجة تقدمها، نحن نرفع لجميع أمهات العالم، اسمى ايات التهاني وارق تحيات التقدير والأمتنان العميق ، ونخص منهن الأمهات الايزيديات اللواتي قدمن تضحيات لا تحصى، في سبيل الحفاظ على المجتمع الايزيدي بكل ارثه الانساني والاجتماعي ، وبناء اسرة كريمة وزرع الروح الانسانية والصمود في صدور الأجيال الطالعة، كون الأم الايزيدية الناجية والنازحة ، أغلى ثروة ، فهي تستحق من الجميع وعلى كافة المستويات كل التقدير والاهتمام وتعزيز مكانتها في المجتمع، والحرص على دوام تأهيلها.
تهنئة خاصة للأمهات الأيزيديات والأرامل في هولندا الحب والورد هولندا التي تقطر ألما وألقا وعبقرية في لوحات فان كوخ وفي كتب الرائع حسو هورمي.
المرأة الأيزيدية بصورة عامة والأرملة خصوصا قامت بدورها على أكل وجه وكانت بمستوى المسؤولية فحافظت على عائلتها وناضلت في سبيل لقمة أولادها وثابرت من اجل إيصال صوتها..
علينا جميعا الأهتمام بفئة الأيتام والأرامل لنصل معا إلى ذروة التمدن في مجتمع لا يزال يتأرجح ما بين الحفاظ على القديم والأستحواذ على الجديد..
دمت صديقي الكبير