الجمعة, نوفمبر 29, 2024
Homeمقالاتالمهديُّ والقرآن الكريم ! : مير عقراوي

المهديُّ والقرآن الكريم ! : مير عقراوي

[ إفتئاتٌ صارخٌ على التنزيل ]
مير عقراوي / كاتب بالشؤون الإسلامية والكردستانية
مقدمة : الذي لا يقبل الجدل أو الشك مطلقاً إن المصدر الوحيد المعصوم في الإسلام ، هو القرآن الحكيم مُذْ نزوله على قلب رسول الله محمد – عليه الصلاة والسلام – ، والى آمتدادات أيامنا هذه ، وهو سيبقى معصوماً ومصوناً ومحفوظاً ما بقي الدهر والزمان كما قرره الله تعالى . من ناحية أخرى إن القرآن هو المصدر الأساسي لمعرفة الإسلام من حيث الأركان والثوابت والأصول الدينية والإيمانية ، ومن حيث التعاليم والأحكام والمفاهيم وغيرها . أما القضايا التفصيلية ، مثل تفاصيل الأركان الدينية أو غيرها فإنها سوف تُقبل إن كانت متوافقة مع النص القرآني ، أو النص الحديثي المتواتر أو الصحيح غير المتناقض مع القرآن ، أو من خلال الإجتهادات التي لا تتناقض مع القرآن والعقل السليم والمنطق السديد ومصالح الناس عموماً .
إن موضوع المهدي الجدليِّ جداً ؛ قطعاً لا يقعُ في دائرة الأركان والثوابت والأصول الدينية والإيمانية في الإسلام وإلاّ لتحدث عنه القرآن في آية صريحة مباشرة واحدة على الأقل ، لذلك هنا نتساءل : اذا كان ذِكْرُ المهديِّ غائباً بالكلية في القرآن كله ، هل من المنطق والمعقول أن نجد حوله مئات الروايات والأحاديث مبثوثة في كتب الحديث لمختلف المذاهب ، ألا يثبت هذا أول التناقض القويِّ الجلِيِّ والثغرة الكبيرة بين النص القرآني المعصوم ، وحالة الّلاوجود التاريخية في وجود شخص بآسم المهديِّ ، لأنه كيف يمكن أن لا يُشير القرآن الحكيم ، وعلى آمتداد آياته كلها الى المهديِّ ولو في آيةٍ واحدة فقط ، بالمقابل نجد إزاءهُ المئات وربما الآلاف من المرويات المنسوبة الى رسول الله محمد وغيره من الشخصيات الإسلامية ..؟
ثم اذا ما زعم زاعمٌ إن موضوع المهديِّ يدخل في دائرة الأركان والثوابت والأصول الدينية والإيمانية ، حينها ستكون هذه هي الطامَّة الكبرى والإشكالية العظمى في الموضوع ، نجيب : فهذه كلها – أي الأركان والثوابت الدينية والإيمانية – منصوصة عليها في الكثير من الآيات القرآنية ، وبكل صراحة وتسمية مباشرة ، مع إن المقارنة أصلاً هي خاطئة بالأساس بين هذا وذاك . من ناحية أخرى يُعتبر ذاك الزعم والإعتقاد هو بالحقيقة آفتئات صريح وواضح على القرآن الكريم وتجاوزاً على ساحته الربانية الذي أسس للإسلام أركانه وأصوله وثوابته الدينية والإيمانية ووضحها وحدَّدها بالقطع واليقين . كما نرى فإن هذه إنطلاقة قرآنية عظيمة أخرى الى مدى ضعف وتهافت موضوع المهديِّ في القرآن ، لا بل خلوِّه منه . ومن يصرُّ على ركنية المهديِّ وجعله ضمن أركان الإسلام وثوابته وأصوله الدينية فعليه مراجعة إيمانه والتنزيل وآستقراءه بكل تأمُّلٍ وتدبُّرٍ وتجرُدٍ من المفاهيم السابقة الخاطئة ، ومن عصبيَّة المذهبيات وأهوائها وغُلُوِّها وتراكماتها التاريخية التي لا تتفق معه – أي مع القرآن – وحسب ، بل تتناقض معه ، كل التناقض مباشرة .
كما ذكرنا إن الإيمان في الإسلام محدود دائرته ، لذا لا يصح ولا يجوز الإيمان بأمر ما خارج هذه الدائرة الإيمانية كائناً مَنْ كان ، ولفظ الإيمان محدَّدٌ تحديداً حصرياً بالأركان والثوابت التي جاءت في الدائرة الإيمانية فقط ، وهي خمس في الأركان الدينية : شهادة التوحيد ، وشهادة النبوة لرسول الله محمد والصلاة والزكاة والصوم والحج ، ثم ستة أركان إيمانية ، وهي الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ، وبالقدر خيره وشره كما ورد في الحديث المشهور الصحيح الى حد التواتر عن رسول الله محمد – عليه الصلاة والسلام – إذن ، فما هو خارج الأركان والثوابت الدينية والإيمانية المذكورة بآستثناء القضايا الغيبية الأخرى التي قررها القرآن وصحيح السنة النبوية لا يُعَدُّ إيماناً على الإطلاق .
تأسيساً على ماورد وفق القرآن الكريم وصحيح السنة النبوية لا يصح ولا يجوز أبداً القول الإيمان بالإمام الفلاني ، أو الخليفة الفلاني أو غيرهما ، لأن ما دون الأنبياء والرسل الكرام المكرَّمين ، هم خارجون عن دائرة الأركان والثوابت الدينية والإيمانية المذكورة أيَّاً كانوا . لهذا فالعصمة لدى أهل السنة تُطلق على أنبياء الله تعالى ورسله فقط ، وحصراً لا غيرهم إطلاقاً ، وذلك بعكس مذهب الشيعة الذي يعتبر أربعة عشر شخصاً من البيت النبوي الكريم معصومين عصمة كاملة ، وهذا يتناقض تناقضاً صريحاً وواضحاً مع القرآن الكريم ، وصحيح السنة النبوية الشريفة ، ومع ما جاء على ألسنة رجالات أهل البيت النبوي ، في مقدمتهم الإمام علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – فهم لم يَدَّعو العصمة قط ، لأنهم يعلمون يقيناً إن العصمة هي للأنبياء والرسل فقط لا غيرهم ، وهي لا تليق إلاّ بهم ، أي بالأنبياء والرسل لا سِواهم من الناس ، وذلك بغض النظر عن درجة تقواهم وتدينهم وزهدهم وورعهم وعلمهم ، فالنبوة هي آصطفاءٌ رباني خالص كما قال سبحانه عزوجل وأكده كثيراً في مُحكم تنزيله الحكيم ! .
المهدي والقرآن والشيعة : رغم خُلُوِّ القرآن الكريم في جميع آياته من أيِّ ذِكْرٍ ، بل حتى مجرد إشارة واحدة فقط ، في آية واحدة فقط لا أكثر ، وبشكل مطلق الى المهدي بشكل صريحٍ فإن المذهب الشيعي – للأسف البالغ – يتقوَّلُ على القرآن ويتعسَّفُ في تأويل الكثير من آياته بأنها تخص رجالات أهل البيت النبوي ، أو المهدي . هنا نود الإشارة الى آية واحدة التي يخصُّونها به ، وهي بعيدة عما ذهبوا اليه محرفين الكَلِمَ عن مفاهيمه ومعانيه بكل جرأة ، بل الآية وأخواتها تتحدث عن مواضيع وقضايا أخرى ليست لها أيَّ آرتباط بالمهدي وغيره ، ولو تحدثنا عن تفسيراتهم المذهبية المغالية بالعمق والصميم للآيات الكثيرة الأخرى ويربطونها بأهل البيت النبوي الكريم لآحتجنا الى مباحث عديدة أخرى ، والآية المستقطعة من سياقها ومفهومها ومعناها هي :
{ بقِيَّةُ الله خيرٌ لكم إن كنتم مؤمنين } هود / 86 . يقول مذهب الشيعة إن المراد من { بقية الله } في هذه الآية ، هو المهدي . لنتلو الآيات التي قبل الآية السادسة والثمانون والآيات بعدها أيضاً ، لأنها وحدةٌ مترابطةٌ بينها في موضوع واحدٍ لنرى كيف ، وهل حقاً إنها تتعلق بالمهدي كما قالوا وزعموا ، والآن نتلو نص الآيات كاملة مع تفسيرها :
{ والى مدين أخاهم شُعيباً ، قال : ياقوم آعبدوا الله ما لكم من إلهٍ غيرُه ولا تنقصوا المكيال والميزان إني أراكم بخير وإني أخاف عليكم عذاب يومٍ محيطٍ * وياقوم أوْفوا المكيال والميزان بالقسط ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعْثَوا في الأرض مفسدين * بقية الله خيرٌ لكم إن كنتم مؤمنين * وما أنا عليكم بحفيظ * قالوا ياشعيب أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد أباؤنا ، أو أن نفعل في أموالنا مانشاء ، إنك لأنت الحليمُ الرشيد * قال : ياقوم أرأيتم إن كنتُ على بيِّنةٍ من ربي ورزقني منه رزقاً حسناً * وما أريد أن أخالفكم الى ما أنهاكم عنه ؛ إن أريدُ إلاّ الإصلاحَ ما آستطعتُ * وما توفيقي إلاّ بالله عليه توكلتُ واليه أُنيبُ * وياقوم لا يجْرِمَنَّكُم شِقاقي أن يُصيبكم مثلُ قومَ نوحٍ أو قومَ هودٍ أو قومَ صالحٍ ، وما قومُ لوطٍ منكم ببيعدٍ * وآستغفروا ربَّكم ثم توبوا اليه ، إن ربي رحيمٌ ودودٌ * قالوا : ياشعيبُ ما نفقهُ كثيراً مما تقولُ وإنا لَنراك فينا ضعيفاً ، ولولا رهطك لرجمناك وما أنتَ علينا بعزيزٍ * قال : ياقوم أرهطي أعزُّ عليكم من الله وآتَّخذتُموهُ ورائكم ظِهْرِيَّاً * إن ربي بما تعملون محيط * وياقوم آعملوا على مكانتكم إني عاملٌ سوف تعلمون مَنْ يأتيه عذابٌ يُخزيهِ ومَنْ هو كاذبٌ وآرتقبوا إني معكم رقيبٌ * ولما جاءَ أمرُنا نجَّينا شعيباً والذين آمنوا معه برحمةٍ منا وأخَذَتِ الذين ظلموا الصيحةُ فأصبحوا في ديارهم جاثمين * كأن لم يَغْنَوْا فيها ؛ ألا بُعْدَاً لِمَدْيَنَ كما بَعِدَتْ ثَمودُ } هود / 84 – 95
تفسير الآيات : كما رأينا من التلاوة للآيات من الآية الرابعة والثمانين وحتى الخامسة والتسعين من سورة هود فإنها كلها تتعلق بنبي الله تعالى شعيب – عليه السلام – وقومه حصراً ! .
لقد أرسل الله سبحانه نبيه شعيباً الى قبيلة ( مَدْيَنَ ) نبياً ، وهو واحدٌ من قبيلتهم كما جاء : { أخاهم } فشعيبٌ هو أخوهم في القبيلة والإجتماع وليس النسب ، وكان هود من أعلاهم نسباً وخُلُقاً وسلوكاً وعقلاً ، فدعاهم الى الى توحيد الله عزوجل ونبذ ما سواهُ ، ثم نهاهم عن التطفيف والتلاعب في المِكْيال والميزان والبخس به وقت الشراء والبيع ، فهو نبي الله شعيب يراهم بخير وسعة من المال تغنيهم من البخس والتلاعب والتحايل في الكيل والميزان ، وهو يخاف عليهم إن لم يؤمنوا بالله تعالى ويتقوه من عذاب يومٍ كبيرٍ قد يحيط بهم فلا يمكن لأحدٍ منهم الإفلات منه يومئذٍ ، وهو يوم القيامة . ومن ثم يكرر شعيب دعوته ونصحه وإرشاده لقومه بالإيفاء في المكيال والميزان بالحق والقسط والإنصاف ، ولا يبخسوا الناس أشياءهم وأموالهم ، ولا يَعْثَوْا في الأرض فاسدين مفسدين .
لهذا قال شعيبٌ نبي الله لقومه إن { بقيَّةَ الله خيرٌ } لهم ، أي : ما تبقى لهم من الربح الحلال خلال البيع والشراء ، حيث الوفاء في الكيل والميزان خيرٌ من أخذ أموال الناس بالتحايل والحرام ، وبالظلم والعدوان إن كانوا يؤمنون ويصدقون بالله سبحانه ، وبوعده ووعيده . في ذلك كله وما هو – أي نبي الله شعيباً – عليهم بحفيظٍ ولا رقيبٍ ولا قاضٍ كي يُجازيهم ويُحاكمهم على أفعالهم ، بل هو مُبلِّغٌ وناصحٌ ونبيٌّ لهم ، أما الذي يحاكمهم ويجازيهم فهو الله تعالى .
فرد عليه قومه قائلين : ياشعيب أَدينك وصلاتك يأمرك بما قلته ..؟ ، وهم قالوا ذلك من باب السخرية والإستهزاء بشعيب ، وإن فحوى ما قالوه ؛ ياشعيب ألأجل دينك نترك ما كان عليه آباءهم من عبادة الأوثان وغيرها من العادات والتقاليد ، أو نترك ما نحن عليه في البيع والشراء ، فذلك تضييعٌ وخسارةٌ للأرباح والأموال والثروة ، فهل أنت حقاً على صوابٍ ورشدٍ وحِلْمٍ ورجحانَ عقلٍ ..؟
بعدها رد عليهم شعيب بأن الله تعالى منحه النبوة والحكمة ، وهو على بيِّنةٍ وحجة من ربه في مهام التبليغ لهم ، لذا لا يجوز ولا ينبغي له أن يتركهم على ما هم عليه من الضلال والإنحراف والإعوجاج ، وهو بعيدٌ عن النهي لشيءٍ ثم يقوم هو بفعله ، وإنما يأمرهم كما يأمر نفسه ، وهو لا يبتغي من كل ذلك إلاّ الصلاح والإصلاح لهم بقدر ما يمكنه فعله ، وما توفيقه ونجاحه في مهمته إلاّ بالله ومعونته وتأييده له ، فهو يتوكل عليه سبحانه واليه يُنيب . ثم يستمر شعيب في دعوته لقومه بأنْ لا يحملنَّهم خصومتهم وعداءهم له على عدم الإيمان بالله ، حيث مآل ذلك خطير وما بلدان وديار الظالمين من أقوام نوحٍ وهودٍ وصالحٍ ولوطٍ منهم ببعيدة الذين عاقبهم الله تعالى على آستكبارهم وجورهم في الأرض وفسادهم فيها وسوء فِعالهم . لذلك عليهم أن يستغفروا الله ويتوبوا اليه مما هم عليه ، ومن أفعالهم السيئة ، فهو سبحانه واسعُ الرحماتِ وعظيمُ الألطافِ والمحبة والغفران لعباده الذين يتوبون من سيئات أفعالهم .
فقال قوم شعيب له بأنهم لا يفهمون ولا يفقهون كثيراً مما يقوله لهم ، وهو ضعيفٌ فيهم بسبب قلة عدد المؤمنين معه ، ولولا أقرباءه الأقوياء من عشيرته لأقدموا على قتله رجماً بالحجارة بسبب ضرب مصالحهم المالية ومكانتهم الإجتماعية . ولأجل دعوته تلك فإنه قد فقد الإحترام والمكانة لديهم . فرد عليهم شعيب : هل إن عشيرته وجماعته من أقرباءه أعزٌّ وأكرمٌ عندهم من الله المتعال ، ومن صالح الأعمال ، فخاطبهم بعدما يئس منهم : آفعلوا بي ما شئتم ، كما وآستمروا على ما أنتم عليه مثلما ترغبون اليه وتحبونه ، وإنه ثابتٌ على دعوته ومستمسكٌ برسالته وسوف يعلمون نتيجة أفعالهم القبيحة والسيئة ، وهو معهم ينتظر تلك العاقبة المخزية وسيرون من هو الصادق والكاذب فيهم .
وبعد ما لم تفلح محاولات شعيب وجهوده الإصلاحية في الإصلاح المجتمعي لقومه صدر الأمر الإلهي بالعقاب للقوم ، فنجَّى الله تعالى شعيباً نبيه والذين آمنوا معه برحمته ولطفه سبحانه وجاء العقاب المقرون بالهلاك لأولئك الظالمين والمستكبرين والفاسدين والطغاة ، وهم في ذلك العقاب الإلهي الذي مسحهم من التاريخ كأن لم يسكنوا ويقيموا في تلك الديار أو يعيشوا فيها ، ألا أبعدَ الله تعالى مَدْيَنَ من رحمته مثلما بعدت ثمود من قبل ..؟
كما رأينا من النص القرآني لإحدى عشر آية من سورة هودٍ المتلوة أعلاه فإنها كلها بلا أيَّ آستثناء تتعلق بني الله هود وقومه فقط إذن ، كيف ولماذا تم آستقطاع الآية السادسة والثمانون من سياق الآيات الأخرى والقول بأنها تتعلق بالمهديِّ وإنها نزلت فيه ، أليس ذلك تجنَياً وآفتئاتاً على كتاب الله سبحانه وتحريفاً لآياته المذكورات الواضحات مفاهيمها ومعانيها التي هي ليست بالحقيقة بحاجة الى تفسير ، وذلك لِمَا عليها من البيان والوضوح كالشمس الساطعة في رابعة النهار ، ولماذا والى متى يتم تسويق هكذا أمِيَّةٍ دينيةٍ ومعرفيةٍ خاطئة ومُتطرِّفة للناس في شتى الأمصار والبلدان ، وذلك بدلاً من بثِّ روح الصدق والمصداقية والحقيقة ونشرها بينهم وتوعيتهم عليها …؟
أما المهديُّ فهو لم يَلد تاريخياً ، ولن يُولد فيما بعد ، في جميع حقب التاريخ المستقبلية ، ولا هاديَ ولا مَهدِيَّ إلاّ التنزيل الكريم المعصوم . ذلك إن المهديَّ يتناقض مع سنن الله تعالى في الكون وما فيه ، وما يحويه كما قال سبحانه في الكثير من آي القرآن ، حيث من سنن الله جل في علاه في الكون ، هو آستمرار التنافس وبقاء الإختلاف والتنوع الديني والعقدي والإيماني والفكري واللوني وغيره بين البشر كلهم ، في العالم كله ، والى آنتهاء الحياة على الكوكب الأرضي . هذا ما وضحته الكثير وقررته وصدعت به الكثير من الآيات القرآنية بلسانٍ عربيِّ مبين .

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

Most Popular