في عالم السياسة لا مجال للصدف وللحظوظ ،وأنما هنالك تخطيط لكل حدث كبير وخاصة مثل من يقود الحكم و تقوم بهذا الفعل أطراف متعددة مصلحتها تتطلب ذلك سواء كانت هذه المصلحة معقولة أوغير معقولة من قبل الأخرين.
–في بلد مهم مثل العراق الذي يتمتع بأهمية كبيرة لعدة صفات سواء أقتصادية أو جغرافية أو سياسية بالمنطقة تكون قيادة السلطة بالعراق ذات تأثير مباشر لأطراف متعددة داخل وخارج العراق .
فلو راجعنا تاريخ العراق الحديث منذ العهد الملكي ولحد اليوم لوجدنا أن جميع من وصلوا لسدة الحكم بالعراق ساعدتهم أطراف خارجية (الملكية،انقلاب شباط 1963،الأخوين عارف،والبعث 1968،والحكومات بعد الغزو)عدا ثورة تموز 1958 التي ساندها الشعب وقواه الوطنية وتولى عبد الكريم قاسم الحكم والذي قدم في فترة حكومته القصيرة من المنجزات على كل الأصعدة ما لم تستطع كل الحكومات بعده أن تقدمها رغم الأموال الطائلة التي دخلت لخزينة الدولة.لا غرابة أن تتعاون الرجعية الداخلية(دينية وحزبية) والحكومات العربية والأمبريالية بالضد من الثورة حتى أسقاطها بأبشع صورة.
–السؤال المهم الأن هل وصول الكاظمي لحكم العراق اليوم وهو البلد المهم في المنطقة ومحور صراع القوى الكبرى والأقليمية على أحتواءه لهذا الطرف أو ذاك ،كان بمعزل عن رسم سيناريو وصوله (الكاظمي) دون تدخل وتخطيط هذه القوى؟
–أستلم مصطفى الكاظمي مقاليد قيادة الدولة العراقية بعد مخاض عسير في أختيار رئيس الوزراء ،بسبب ضغط الأنتفاضة الباسلة لشعبنا التي أطاحت بعبد المهدي ورفضت توزير أكثر من فاسد غيره حتى أنتهت الأمور الى أتفاق هذه الأحزاب مع غيرها على تعيين الكاظمي لرئاسة الوزراء.
–من هو الكاظمي ولماذا هو بالرغم من عدم تسليط الضوء عليه سابقأ وهل يستحق هذا المنصب ؟
–المعلومات التي تنشر حوله متناقضة .
*من أراده يصوره وكأنه رجل هذه المرحلة ويطرح ميزات لذلك مثل ،نشاطه ضد البعث سابقأ في العراق ،عدم أنتماءه لتنظيم معين،خلو سجله من الفساد،عدم وجود شوائب تتعلق بماضيه،أضافة الى شخصيته الهادئة وعلاقته الطيبة مع مختلف الجهات والدول.
*لكن هل حقأ هذه هي الحقائق؟
–البعض من الجانب الأخر يطرح بانه أثناء وجوده بالعراق لم تعرف له ولعائلته أي نشاط سياسي بالضد من سلطة البعث بل تذهب بعضها للحديث بأنه كان يعمل شرطي أمن.خروجه لأيران ومن ثم لليونان التي كان يعمل فيها أخيه الأكبر كمتعهد لتسويق السيارات للنظام السابق وخاصة عدي صدام حيث كانت اليونان المركز المفضل للنظام لأستيراد ما يحتاجه كانت كذلك موضع علامة أستفهام كبيرة؟.
–وصل للسويد بعد فترة وعمل كممثل لحزب الدعوة بالمدينة التي كان يعيش فيها (ممثلي الأحزاب في تلك المدينة يعرفونه جيدأ)وهذا كان في منتصف التسعينيات .حتى أنه قام بالتعاون مع الأخرين بفتح مركز ديني لأستلام مساعدات من الدولة السويدية لأدارة نشاطاتهم.
–سافر الى لندن(يقال أن السبب عائلي)وهنالك رسم مسار أخر لحياته حيث تعاون مع حزب المؤتمر بقيادة الجلبي والمعروف بأنه صناعة أمريكية .نشاطه العلني كان هو العمل بجريدة المؤتمر (لم يعرف عنه أي نشاط أعلامي سابقأ)وهنالك عمل كذلك في مركز أرشيف الذاكرة العراقية.الواجهة لهذا المركز هي جمع وأرشفة جرائم النظام البعثي .السؤال هل كان الهدف حقأ هو هذا لفتح هذا المركز أم هنالك أهداف أخرى؟الجواب نجده بكل بساطة في الى أين ذهبت كل تلك الوثائق ومن أشرف على جمعها ومن ثم ما هو مصيرها الأن ؟هل سلمت للحكومة العراقية أو للأمم المتحدة أم ذهبت الى دوائر المخابرات الأمريكية والأسرائيلية؟
–أنتقل بعدها الى أمريكا حيث رعاه محمد مكية (رجل الأعمال العراقي المثير للجدل )ومنها دخل عالم الطموح أكثر لتولي مناصب أعلى حيث كان يجري الأعداد لغزو العراق وأسقاط النظام من قبل الأمريكان وتهيئة رجال سياسة عراقيين يتلائمون مع الرغبات الأمريكية أكثر ممن يحكمون العراق.
–مخابرات كل العالم عند تجنيدها لأي عميل تعمل بطرق متعددة وأهمها هو التهديد باي شيء لمن تريده ولا يرغب في العمل معها بسبب عدم حاجته أليها (المخابرات) وبالتالي لا مفر من تهديده بأية طريقة حتى يقبل.الطريقة الثانية هي رعاية ودعم من له طموح في التسلق لمناصب أعلى ولا يمتلك المقومات للصعود وبالتالي عندما توصله هذه الدوائر الى هذا المنصب الرفيع لا يفكر بعمل شيء الأ ما ترسمه له تلك الدوائر المخابراتية .من يذهب أكثر مما مرسوم له من قبل هذه الدوائر يعلم أن مصيره القتل (صدام حسين خير مثال).
–الكاظمي دخل العراق بعد الغزو وعمل بنفس المركز الذي أنتقل نشاطه (مركز أرشفة الذاكرة العراقية)الى بغداد وتعاون مع الدوائر الأمريكية التي تحكم العراق بشكل مباشر .تحصيله الدراسي لا يسمح له بالوصول الى درجات وظيفية أعلى حسب القوانين العراقية الجديدة (خريج جامعي أو أكبر)لهذا كانت القضية سهلة بالحصول على شهادة جامعية من الجامعات الأهلية العراقية وبأختصاص لا يمت للصحافة وعلم المخابرات بشيء.
–لعائلته صلة قرابة مع العبادي ويقال حتى (لست متأكد من ذلك)موفق الربيعي.
–تولى أدارة المخابرات العراقية بعد جرى دعمه من أكثر من طرف بسبب مؤهلاته أعلاه رغم أنه لم يتخرج من أية مؤسسة عسكرية مختصة بشؤون المخابرات(ربما كانت الأقاويل حول عمله سابقأ كشرطي أمن كافية ).هذا بالشكل العلني أما بالخفاء العلم عند رب العالمين !!!!!
–اليوم عندما تولى الحكم ولأجل أقناع الناس به وتفتيت القوى المعارضة للسلطة سواء شباب الأنتفاضة أو القوى الأخرى ،لابد له ولمن أتى به القيام بتقديم نفسه بسيناريو يختلف عن سلفه السيء الذكر (عادل عبد المهدي ومن سبقه)ولو أعلاميا ،لذلك كان خطابه الأول وأعدا باصلاحات متعددة وبعض القرارت الشكلية التي لا تمس جوهر بناء الحكم المحاصصي ،مشجعأ للعديد وحتى للأسف ممن أكتووا كثيرأ بجرائم الحكومات السابقة ،في قبوله والتعويل عليه كمنقذ للبلد في هذه الظروف .البعض ذهب لتبرير ذلك بالقول بأن حكمه سيعمل شرخأ في مؤسسة الحكم الشيعية ويفتتها ويضعفها وهذا ما نريده الأن.
– المركز العراقي لتوثيق جرائم الحرب يصدر بيان في 2020//5/15 يوثق فيه 14 حالة قتل وخطف وأغتصاب وغيرها من الأعمل الشنيعة التي قامت بها قوات حكومية ومليشيات في مدن متعددة من العراق.يعني بعد كل تصريحاته بحماية المتظاهرين ومحاسبة الجناة وووووو وها نحن نرى هذه الجرائم في فترة لم تتجاوز الشهر من عمر هذه الحكومة (أشو طلع بس كلام والواقع نفس الطاس لأنه من نفس الحمام).
–السؤال الأهم الأن هل جاء الكاظمي للحكم كخيار وطني بعيدأ عن رسم دوائر مخابراتيه معينة أم لا؟
هل يمثل هو الخيار الأفضل للبلد بهذه الظروف؟
–العراق لازال يحمل في جعبته الكثير من الأشراف النزيهين الذين لابد لهم من أخذ زمام المبادرة لتصدر المشهد السياسي بعد ان يتواصلوا مع شباب الأنتفاضة والقوى الوطنية النزيهة والغير فاسدة لرسم مسار جديد للسياسة بالعراق بعيدأ عن كل دوائر المخابرات الدولية التي لا يهمها الأ مصالحها والتي بالتأكيد تتقاطع مع مصالح شعبنا لذلك خيار شعبنا ليس الكاظمي وغيره الذي تنتجه نفس أحزاب الفساد والمحاصصة ومن يساعدها خارجيأ في بقاء نفس الحال.
مازن الحسوني 2020/5/16