مع إن نفوذ النظام الايراني برمته سئ ولايوجد في أي جانب أو أمر إيجابي لکن الذي يجب أن نلاحظه هو أن أسوأ مافيه کونه بمثابة ند للدولة العراقية القائمة من خلال ماتشکله من قوة تأثير لکيان سرطاني شکلته في الظلال الداکنة من أجل فرض هيمنتها وإرادتها على العراق وإملاء ماتريد إملائه على الاوساط السياسية العراقية ولاسيما تلك التي تسعى من أجل الوقوف بوجهها.
الدولة العميقة في العراق والتي لم تعد مجرد وهم أو ضرب من الخيال بل إنها حقيقة بشعة قائمة في ظل النفوذ غير العادي للنظام الايراني في العراق والذي تجاوز کل الحدود والاعتبارات ولاسيما بعد أن باتت تقوم بتنفيذ عمليات إقتصاص وسجن وتعذيب في وضح النهار وإن مايسرب من مقاطع فيديو ومعلومات متنوعة بهذا الخصوص تٶکد هذه الحقيقة ناهيك عن إن الحکومات العراقية المتعاقبة قد أصبحت مجرد ألعوبة بيدها وهي لاتستطيع القيام بأي عمل أو إجراء نوعي ضد الدور والنفوذ الايراني بما يضع له حد أو يحدد منه على الاقل، ولعل حکومة عادل عبدالمهدي البائسة خير مثال على ذلك، إذ وبعد کل الذي قيل وأشيع عنها تبين إنها لم تکن سوى مجرد روبوت منفذ لأوامر دولة النظام الايراني العميقة في العراق!
عندما يعلن المکتب الاعلامي لرئيس الوزراء مصطفى الکاظمي في بيان يوم الخميس المنصرم بأن الأخير أمر بتشكيل لجنة لتقصي الحقائق عن وجود سجون حكومية سرية يحتجز فيها متظاهرون، في أول قرار من نوعه يسعى من خلاله الكاظمي مغازلة الحراك الشعبي الذي سبق أن رفض تكليفه بتشكيل الحكومة والتقرب منه. فإن هذا البيان لايمکن الثقة به والتعويل عليه إلا بعد أن يثبت ويٶکد مصداقيته العملية، حيث إن هذه السجون السرية تحديدا هي واحدة من مجالات أنشطة الدولة العميقة في العراق والتي تشرف عليها بعض من الميليشيات التي تمادت في تبعيتها للنظام الايراني بإدارة مباشرة من المخابرات الايراني والحرس الثوري الايراني.
السٶال المهم هو؛ هل سيتمکن الکاظمي حقا من تقليم أظافر النظام الايراني وتحديد دوره وتحرکه في العراق ومنع تدخله في أمور وشٶون ليست من إختصاصه ولايجوز له ذلك لأنها تجاوز على السيادة الوطنية للعراق؟ وهل ستنصاع الميليشيات المسيرة والمٶتمرة من قبل النظام الايراني لما ستقوم به حکومة الکاظمي بل وهل إن النظام الايراني سيوافق على ذلك ويأمر الميليشيات بالانصياع للکاظمي؟ من الواضح إننا وفي ظل الظروف والاوضاع الحالية في العراق ومايجري في إيران نفسها حيث يواجه النظام الايراني ظروفا وأوضاعا غير مسبوقة وبالغة الصعوبة فإنه ليس هناك من يمکن أن يتصور بأن حکومة الکاظمي التي تشارك فيها أوساط حزبية وميليشياوية غارقة لحد الثمالة في العمالة وليست التبعية فقط للنظام الايراني، أن تقوم بنشاط مٶثر وفعال بهذا الخصوص وإنما ستکون مجرد مشاهد مسرحية تم الاتفاق عليها مسبقا، لکن وفي نفس الوقت فإن هناك بارقة أمل في فتح وطرح هذا الموضوع بصورة عامة لأنه سيفتح بابا على النظام الايراني وعملائه لايستطيعون إغلاقه حتى يحقق نتائجه والايام دول!