تحول العراق في العهد الجديد الاسود. ان ينقسم الى دويلات وطوائف . ابتلعت الدولة ومؤسساتها الصغيرة والكبيرة . فأصبحت دويلات مستقلة ومتحكمة بالاوضاع العامة , وفرض شريعتها الدموية واجراءاتها التسلطية الجائرة ضد الوطن والمواطن . هذا التبعثر في هدم الدولة العراقية . نتيجة بروز دويلات المليشيات المسلحة الموالية الى ايران . وكل ميليشياوية تملك اجهزة ومؤسسات تتحكم بكل شيء . وتملك سجون سرية خاصة بها . طالما الدولة المركزية اصبحت هيكل بدون روح , هيكل خشبي . والطامة الكبرى بأنه يوجد اكثر من 70 مليشيا مسلحة في العراق . يعني العراق تشرذم الى 70 دويلة مليشياوية . تتحكم بكل شيء . وتفرض نفسها عنوة بقوة السلاح والنفوذ والمال . وتمارس في حرية مطلقة , القمع والارهاب والقتل والاختطاف والاغتيال والسجن ( هم الدولة , والدولة هم ) يملكون السجون السرية وهم فوق القانون . بل ان قانونهم هو الساري المفعول . وتمارس في هذه السجون ابشع انواع التعذيب الوحشي . في الانتهاك ومسخ القيمة الانسانية . وهي تطال لكل من يعارضها او يرفض وجودها , لكل من ان يستخدم حق التعبير والتظاهر السلمي . كل من يطالب بأن تكون خيرات العراق للعراق والعراقيين , وليس ان تصب في اقتصاد ايران المنهار . لكل من يرفض الوجود المسلح لهذه المليشيات , لتمارس الخوف والرعب بين المواطنين . لكل من يطالب بحقه في فرصة العمل والعيش . لكل من يرفض الفساد والفاسدين . لكل من ينادي بالابتعاد العراق من الصراعات الدولية , التي تتصارع على الساحة العراقية , لكل من ينادي بالسيادة الوطنية والقرار السياسي العراقي المستقل . لكل من يطالب في وقف الانتهاكات التي تمارسها هذه المليشيات ضد الوطن , لكل من يطالب وقف تهريب العملة والاموال الى أيران , ولاسيما ان هذه المليشيات تسيطر على العوائد المالية للموانئ , وتسيطر على المنافذ الحدودية , وتقوم بتجارة التهريب ومنها تجارة المخدرات . ونهب الدولة حتى افلاسها . وكما صرح السيد الكاظمي بأنه ورث خزينة خاوية ومفلسة ووضع لا يحسد عليه . ورث تركة ثقيلة لا يستطيع العراق تحملها , هي وجود المليشيات المسلحة وتصرفاتها الرعناء والمدمرة , في تدمير العراق وعزله , لكي يبقى دمية تحركها ايران . لذلك السؤال المنطقي هل يستطيع السيد الكاظمي تحجيم دور ونفوذ المليشيات المسلحة الموالية الى ايران ؟ هل يستطيع فتح ملف السجون السرية التابعة الى هذه المليشيات ؟ هل يستطيع ان يكشف عن مصير المئات وربما الآف من المختطفين والمغيبين وهم تحت رحمة المليشيات في سجونها السرية ؟ لذلك القرار الذي اصدره رئيس الوزراء السيد الكاظمي يحمل أهمية كبيرة جداً , فقد اصدر قرار الى وزارة الداخلية وكافة الاجهزة الامنية , في السعي الى اطلاق سراح جميع المعتقلين من المتظاهرين السلميين , والبحث والتقصي لايجاد المختطفين والمغيبين في السجون السرية . وتقديم الجناة الى المحاكم ووضعهم تحت طائلة القانون . هذا يدفعنا الى السؤال المنطقي : هل يملك الكاظمي القوة في اعلان حرب ضد المليشيات المسلحة ؟ هل يجبرها على اطلاق سراح المختطفين والمغيبين ؟ هل يستطيع تقديم الجناة الى المحاكم . هل يعيد هيبة الدولة المخطوفة ؟ . هل يجبر المليشيات على ترك لغة الدم والبطش والتنكيل ؟ فاذا استطاع ذلك وينجح في مساعيه , فأنه سيعتبر قائد وطني يحظى بالاحترام والتقدير . عدا ذلك فأنه سيكون نسخة طبق الاصل من الذين سبقوه في منصب رئيس الوزراء , ووضعوا خدماتهم تحت تصرف المليشيات المسلحة