مهما يكون الإنسان باراً بوالديه في الحياة ، وبعد الممات لن يوفي حقهم عليه .
اليوم ذكرى رحيل والدي الذي لم يقرأ في صف ، ولم ينتسب إلى حزب ، ولم يتتلمذ على يد شيخ.. كان مدرسته مجالس الحياة التي سقلت مداركه ونمت مشاعره من خلال سرد الأولين لسير الأجداد ومحاكاة الواقع من خلال تجارب الحياة.. هكذا أستخلاص الوالد سر العلاقة بين ( الحاضر والماضي ) وأستنتج منها أسباب ( النجاح والفشل ) ، وطور شخصيته الفريدة التي أعتمدت على ( التحليل والأستنتاج ) ، حتى تمكن من ترك بصمة خالدة في الكثير من شعبِ الحياة .
كان يدرك أنه (( كردي )) أصيل بكل التفاصيل ، وأنه (( سوري )) بكل المعاني ، ويحترم قيم (( الأديان )) بكل قدسية .
كان يعرف ( حدود حريته ، ويدرك قيمته ) لا يسمح لنفسه بتجاوز القيم الثلاث التي خطها لنفسه (( القومية – الوطن – الدين )) كان يعرف كيف يوفق بينها من أجل الصالح العام.. ويجيد هندسة توطيد العلاقة الإنسانية بين أطياف ( المجتمع والسلطة ) على مبدأ ( الشعب الواحد ) و( الوطن الواحد ) و( الدين لله ).. هكذا تمكن هو وأقرانه من رموز المجتمع المدني بكل أطيافه من تشكل ( زخرفة جميلة ) و( إيقونة نادرة ) أسمها فسيفساء ( الجزيرة ) ، وبرحيل تلك الكوكبة فقدنا البوصلة التي كنا نقتدي بهم أولئك الرجال الأشاوس ذوي العقول الراجحة والقلوب المفعمة بالوفاء كانوا يشكلون سداً منيعاً أمام المحن والفتن .
بعد عام 2011 أصبحت الجزيرة الخضراء مرتع اللصوص وأرباب السوابق قدموا إليها من كل حدبٍ وصوب كادوا أن يبعثروا شملنا ويدنسوا أرضنا لولا جهود النخبة من قوات {{ قسد }} وجسارتهم في ميدان الشرف والكرامة حتى تمكنوا من ألحاق الهزيمة بهم وردهم على أعقابهم خاسئين .
توفى والدي حمو أحمد أيو في 25/ 5/ 2009 في مدينة الحسكة ، حضرت الجموع الغفيرة لوداعه ، والتي كانت بمثابة أستفتاء على قيمته الإجتماعية في محافظة الحسكة (( عرباً وكرداً وسريان وأشور وأرمن )) تتقدمهم السلطتين {( الحكومية والدينية )} ، وكان الإيزيديون دون أستثناء في واجب العزاء {{ صفاً واحداً }} يستقبلوا المعزين وقلوبهم مفعمة بالحزن .
وقد كُتب قصائد يعددوا ( مناقبه ومآثره ) وتغنى بها كلاً : من الفنان القدير المرحوم عادل حزني Adil Hizny ، وماموستا عماد كاكلو Imad kakilo الله يبارك بعمره .