(موربيش على البحيرة)..قطعة من ارث التراث الانساني (اليونسكو)
مهرجان البحيرة في (موربيش) اكبر مهرجان للاوبريت في العالم
بدل رفو
النمسا
اجواء ساحرة ومناخ مثالي والقناطر الرائعة في المنازل ودروب الفلاحين مع الشرفات والاعمدة المزينة بالورود بكثافة وهدوء رومانسي في بلدة (موربيش) على البحيرة والتي تجعل من المكان قطعة من السماء والاسرار ودروب نحو جذب الزوار والسواح،ليس في النمسا فقط بل من العالم كله ولمشاهدة الاعمال الكبيرة على مسرح ينصب في البحيرة لعرض الاوبريتات والاعمال الكلاسيكية وبهذا تصبح المنطقة رائعة برفقة مهرجان البحيرة الذي يجذب الزوار بالالاف سنوياً ومن الاماكن البعيدة، عشاق المشي في مسارات ودروب رومانسية لمسافات طويلة متعددة في هذه المنطقة. تضاف الى شهرة (موربيش) على البحيرة جمال مزارع الكروم والتي تعد بدورها لوحة تشكيلية ساحرة وشاعرية ،ووجود باخرة كبيرة لنقل الزوار الى الجانب الاخر من بحيرة (نوي سيدل) وهي بوابة بأن تمنح الرياضات المائية في البحيرة دورها الكبير وتنوعها يزداد في اقبال الزوار وبهذا يندمج الفن مع الرياضة في اطار رائع. بلدة (موربيش على البحيرة)..بلدة نمساوية ولكن اسمها لها معان مجرية وكرواتية وليس لها معنى بالالمانية، يبلغ عدد ساكنة البلدة 2272 نسمة حسب احصائية عام 2016 وعلى الشاطئ الجنوبي الغربي من بحيرة (نوي سيدل) ولذلك تم تسميتها ب(موربيش على البحيرة) في شمال اقليم (بوركين لاند) وبالضبط على الحدود المجرية ،تبعد مسافة 70 كيلومترا الى الجنوب من عاصمة النمسا (فيننا) وعلى ارتفاع 122 متراً فوق مستوى سطح البحر.ينتشر القصب بكثافة على شواطئ البحيرة. لقد كانت البلدة عبر التاريخ المكان المثالي والملائم للسكن والاستيطان ولكن في السنوات التي هاجم فيها الطاعون النمسا وبعدها وباء الكوليرا كان السبب في موت نصف سكان المنطقة وادى الى قلة كثافة السكان ولكن الحركة الاقتصادية والسياحية وانتشارها ونشاطها وبالاخص في القرن التاسع عشر والعشرين ادى ازدياد السكان في هذه البلدة. الدروب الساحرة والبيوت القديمة للفلاحين والتي تشبه لحد ما البيوت الريفية في المكسيك خلال زيارتي لها والتي شيدت على طراز لتكون للفلاحين من خلال التصميم ،اليوم تعد هوية البلدة ولها تصميم خاص على اذواق الفلاحين القدماء وتسمى بالدروب النموذجية، سابقا كان يعيش في هذه البيوت الاعداد الكبيرة من الفلاحين وتصميمها :غرفة امامية ،مطبخ،غرفة خلفية،وفي المؤخرة حيث الحظيرة وبيت الدواب وغرف الاسمدة. تعد هذه البيوت والدروب اليوم قطعة ومحمية وجزء من ارث التراث الانساني العالمي (اليونسكو) ،كانت البيوت الافكار الجميلة لعدد كبير من الفنانين التشكيليين ولتنقل الى ساحات الفن التشكيلي. تقع (موربيش) في قلب طبيعة بحيرة (نوي سيدل)، وتكثر فيها الرياضات ومنها قيادة العجلات الهوائية، الركض والجري، ركوب الخيل، والاماكن المثالية للمشي في مسارات ساحرة والتزلج على زلاجات مائية والغولف وهناك ايضا العديد من الفرص للمتعة والاستجمام وقضاء الاجازات والعطل في هذه البلدة.المناخ الساحر وكثرة الطيور والقصب والقوارب الصغيرة يمكن استئجارها والتمتع بالبحيرة والمغيب وخاصة لعشاق الفن الفوتوغرافي وتظل البلدة صيفا لاوقات متأخرة ليلا وبالاخص خلال ايام المهرجان الفني.
المهرجان العالمي في مسرح البحيرة هو المركز الكبير ونقطة التقاء رقصات الفالس والحانها واوبريتات فيننا المشهورة عالمياً..تجربة رائعة وفريدة وزيارة من نوعها الى عروض خاصة على المسرح الخاص وفي الهواء الطلق في موربيش.لا يبعد المسرح عن العاصمة سوى 60 كيلومتراً وكل عام يعد المهرجان مركز قلب عرض الاوبريتات، مسرح (موربيش) يعد بدوره واحدا من اكبر واجمل المسارح الاوربية على الهواء الطلق لعرض الاوبريتات الكلاسيكية في اجواء فريدة وطبيعية.مسرح عملاق يضم 6000 مقعد للمشاهدين اي عدد المشاهدين 3 اضعاف سكان البلدة. خلال ايام المهرجان يتم تقديم الوجبات من المطبخ المحلي مع تذوق النبيذ من مزارع الكروم في(موربيش) وتتخللها عروض الالعاب النارية احتفاءً بالمهرجان الذي يتوجه الالاف اليه من الزوار في العالم لمشاهدة الاوبريتات النمساوية.يبدأ المهرجان منتصف تموز ولغاية نهاية شهر آب وايام تكون البلدة اشبه بليالي اعياد الميلاد والشرق الساحر ايام زمان وفي كل عام يتم عرض اوبريت جديد.يعد مهرجان البحيرة في (موربيش) اكبر مهرجان للاوبريت في العالم حسب المعلومات من بلدة (موربيش).تأسس المهرجان عام 1957 من قبل (ك س هيبرت السن) وفي الماضي كانت تقدم الاحتفالات الموسيقية الكلاسيكية. اوبريت (شتراوس) الكلاسيكي ( ليلة في البندقية) سيعرض خلال هذا العام2016 واوبريت مسرحي ساخر (فكتوريا وهاسر) ل (باول ابراهام).يرجع تاريخ مهرجان البحيرة الى حكاية نجاح مذهلة ل (ك س هيبرت السن) حين تم عرض البارون الغجري امام 1200 مشاهد عام 1957 في مرحلة بسيطة وديكور بسيط وادوات العمل والمعدات بسيطة ايضا ووقتها انطلقت البداية وتسجيل تاريخ المهرجان، بعد موت (هيبرت السن) ترأس المهرجان آخرون ومنذ عام 1990 يترأس البروفيسور (رودولف بوتزوليخ) المهرجان. في ظل اقامة الفعاليات يعرض الحانوت للزوار المنتجات الزراعية والهدايا والتذكارات وجوانب المشهد الثقافي والفني وهوية البلدة (موربيش) سواء كانت الفاكهة والحلويات والنبيذ والعسل والمربى..!!
الحياة على شواطئ البحيرة لها نكهة اخرى، حيث السباحة والتجديف والرياضة والفن والتصويرالفوتوغرافي .زيارة الى (موربيش) ..زيارة الى ارث الانسانية ودورب الفلاحين القدماء وربط التاريخ بالحاضر والموسيقى والرياضة والزمن ..بلاد الفن واللقالق والرياضة والدروب الخالدة في اجمل بلدات النمسا رومانسية