أفرضي حلما
تثقل حملاً
سأكتبك حلم نخلة
وعيون عسليّة
الحُلم قبّلة
وأخبئ القبّلة،
في شفّتيّ.
وتسأليني إلى متى ستكتب؟
قبّليني كي أحلم
وأكتب أسمك يا شقيّة.
لا يهم إن كان النصّ أعلاه ليس له علاقة بما هو موجود أدناه، فعلى حد علمي ليس بيننا وبين الحبّ مشكلة، وهذا يؤكد بأن ليس بيننا وبين الله مشكلة.
كلّ ما في الأمر أن الله لم يرسل إلينا رسولا ولم يختار من بيننا نبيا؛ ربما لأنه يثق بعقولنا لذا لم يكلّف جبرائيل الملاك المعلم ليلقننا بعض الدروس الدينية وبالنتيجة أمسينا دون كتاب مقدس أو سماوي لنقبّله ونضعه على رؤوسنا كلمّا أردنا أن نقرأ فيه: أفعل كذا. ولا تفعل كذا.
وبالتأكيد ليس بين الله وبيننا مشكلة. فقد وضعناه في رأس قائمة عبادتنا وبقية القائمة لن يحاسبنا عليها نضيف إليها ما نريد ونزيل منها ما نرغب ونجددها حسب ما تقتضيها مصلحتنا الجمعية.
ويبدو أنه لا توجد بيننا وبين السماوات أية مشكلة. فنحن مساكين وفصّلنا ديننا على مقاسنا. لا نريد من أحد أن يدخل فيه ولا نرغب أن يغادرنا أحد من أحبابنا. ولكن المشكلة في جيراننا ومن هم حوالينا يتكلمون بلسان الله ويتدخلون بعمله دون تخويل منه وهذا ليس فقط يربكنا بل يجعلنا ضحية.
وللدخول في صلب الموضوع (المشكلة) ينبغي أن نبدأ من الأطراف أولا ففي ثمانينات القرن الماضي كانت بعض الشركات الهندية تعمل في العراق ولا تتوقع من الهندي أن يتكلم العربية أو الكردية، وليس جميع الهنود في طلّة أميتاب باتشان فما أن تتحدث مع أحدهم وفي أي موضوع كان حتى لو دعوته إلى عرس ابن خالتك كان الهندي يهز برأسه ويقول: “بروبلم”، ولكن في الآونة الأخيرة تعّود قسم منهم على نطق بعض الكلمات العربية فكانوا يقولون: “والله بروبلم” أو “والله هادا مشكلة” مع ابتسامة عريضة وكم هزّة زائدة من رأسه.
ونحن في “شنكال” نشبه إلى حد كبير أخوتنا الهنود المساكين، وعلى فكرة هم ليسوا اشرار كما في فلم (شعلى) المشهور. المهم عندما نتكلم عن التعليم نقول: والله مشكلة. وإذا ما تكلمنا عن الطرق والشوارع نقول معا: والله مشكلة. وإذا تكلمنا عن توزيع الصكوك فمسك الختام هو: والله مشكلة. وووو .. والكهرباء مشكلة، وصاحب المولدّة مشكلة، وضعف شبكات شركات الاتصالات مشكلة، والبنزين مشكلة. وعدم وجود أطباء أكفّاء مشكلة، وعدم وجود مختبرات يديرها اختصاصيون مشكلة.. مشكلة.. والله مشكلة ودائما نقولها، ولكن والحق يقال لا نبتسم ولا نهّز برؤوسنا ولكنا ننظر بين أقدامنا كمن لاحول له ولاقوّة، وهذه بحد ذاتها مشكلة.
نحن بحاجة إلى حلّ جديد لمشاكلنا التي ليس لها حلّ، والمخيف أن بعض شبابنا بدأ يبادر بتقليد بناتنا اللواتي كنا تحرقن أنفسهن بصّب الكاز على أجسادهن.
مشكلة أخرى نواجهها أحيانا فأغلبنا لا يعرف تاريخ اليوم الذي ولدنا فيه بسبب أولياء أمورنا ومسجّل (كاتب) دائرة نفوسنا، فقبل أن تنتصف السنة يكتب الأفندي في حقل تاريخ الميلاد على هوية الأحوال المدنية 1/1 ثم يذكر السنة وبعد أن تنتصف السنة فالتاريخ هو 1/7 لأن أغلبنا لم نولد في المستشفيات لعدم توفرها وليس لأننا لا نرغب أن نشم رائحة المعقمات أو لا نستخدم مناخيرنا.
تاريخ ولادتي هو الأول من تموز وكذلك في البطاقة الشخصية؛ لذلك يسارع بعض الأصدقاء بإرسال التهاني لي كلما حلت هذه المناسبة التي لم أحتفل بها في حياتي فشكرا للجميع.
وإن سألت أحد المتفيهقين في الشأن الأيزيدي سيتبجح وسيؤكد لك بأننا لا نعاني من مشكلة بس المشكلة لا نقدر على اللحاق بالآخرين. “لازم أكو مشكلة”.
جميع مشاكلنا يمكن حلها، ولكننا لا نهتم بها ونترك الزمن ليتكفل بها، وتبقى مشكلة سائق التكسي في كردستان قائمة فما أن تأخذ مقعدك في سيارته حتى يسألك عن دينك وإذا ما اجبته بصوت خافض كقطة لا ترغب باللعب (أيزيدي) سيبادر من فوره لعرض الإسلام عليك. على القائمين في إدارة شؤون النقليات إدخال هؤلاء إلى دورات تثقيفية وإفهامهم بأنهم مجرد سواق تكسي ليس غير، وإن لم يفلح الأمر فإلى أقرب طبيب نفسي.
قد أكون غير موفقا في اختيار هذه المشاكل ولكنها فرصة وبوابة للدخول إلى قائمة الظواهر السلبية التي نعاني منها، وهي بلا شك كثيرة وبالجملة وهذه دعوة لخريجي العلوم الاجتماعية بالنزول إلى المخيمات وأجراء البحوث الميدانية لتناول الظواهر السلبية وبيان أسبابها ونتائجها ووضع الحلول المناسبة لها.
لا شك ان الأمر سيكون شاقا ومتعبا وقد يكتفي البعض منهم بقولهم: “والله مشكلة”.
*******