مع تصويت البرلمان الايراني لصالح انتخاب عمدة طهران السابق المتشدد محمد باقر قاليباف رئيسا جديدا له، فقد وصل هذا الرجل الطامح للسلطة الى منصب مهم في النظام بعد أن کان فشل أمام حسن روحاني في إنتخابات الرئاسة، ولهذا الرجل تأريخ طويل في خدمة النظام فقد خدم في الحرس الثوري الإيراني خلال حرب الثمانينيات الدموية مع العراق. وبعد ذلك، شغل لعدة سنوات منصب رئيس مؤسسة “خاتم الأنبياء”، الذراع الإنشائية للحرس الثوري. کما إنه عمل في وقت لاحق رئيسا للقوات الجوية في الحرس.
قاليباف المحسوب على المرشد الاعلى للنظام والذي يمثل أيضا الخط التابع للحرس الثوري في السلطتين الشريعية والتنفيذية والذي آخذ في الاتساع عاما بعد عام، مع کل الذي قيل ويقال عنه وماسيفعله، لکنه قطعا ليس بذلك المستوى والحجم الذي بإمکانه أن يغير من مسار الامور والاوضاع خصوصا وإن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية يواجه واحدة من أکثر أزماته عمقا وحدة وخطورة وإن الضعف والتراخي الذي صار يظهر واضحا على دوره في المنطقة من جهة وتزايد عزلته الدولية المتزامنة مع بروز خط ومسار دولي رافض لنشاطات أذرعه في بلدان المنطقة وحتى إن إدراج حزب الله اللبناني في قوائم الارهاب في بلدان أوربية وکذلك ميليشيات عراقية في الولايات المتحدة الامريکية يثبت بأن الامور لايمکن أبدا أن تعود الى سابق عهدها بالنسبة لهذا النظام وقبل هذا کله فإن الاوضاع الداخلية المتوترة وتزايد شعبية ودور منظمة مجاهدي خلق بإعتراف خامنئي نفسه وضع ويضع النظام في موقف ووضع لايحسد عليه، ولاريب من إن قاليباف ليس بإمکانه أن يفعل أي شئ يجدي نفعا للنظام سوى أن يقدم التنازلات فهو الشئ الوحيد الذي يمکن أن يهتم ويلتفت إليه المجتمع الدولي أما غير ذلك فليس هناك من آذان صاغية له هذا الى جانب إنه داخليا ليس في جعبته من أي شئ يمکن أن يقدمه للشعب!
لکن وعلى الصعيد الداخلي، فإن مجئ قاليباف على رأس البرلمان الايراني يعني المزيد من التصدع والاختلاف والانقسام في النظام ولايمکن أبدا أن يساهم في حل أو معالجة الازمة الخانقة للنظام أو الحد منها خصوصا وإن الموقف الدولي لايزال على أشده ضد النظام وليس هناك مايمکن أن يوحي بتخفيفه أو مسايرة ومهادنة النظام کما کان الحال لأعوام طويلة ولکن من دون جدوى، والاهم من ذلك فإن مايقال ويشاع بشأن إن تطرف النظام سيزداد بعد أن أصبح قاليباف رئيسا للبرلمان هو أيضا کلام لامعنى له خصوصا وإن سلفه لاريجاني کان أيضا من الحرس الثوري وکان تابعا لخط المرشد الاعلى، والاهم من ذلك إن النظام بصورة عامة وخصوصا خلال الفترة الاخيرة يميل للتطرف بصورة أکثر من واضحة رغم إنه من الاساس متطرف وليس بحاجة من أجل التأکيد على ذلك.