كشف تقرير دولي صدر عن مركز صنع السياسات للدراسات الدولية والاستراتيجية تحت عنوان ” عالم ما بعد كورونا” عن الأوضاع الأمنية والاقتصادية في العالم.
وأشار التقرير إلى أن الوضع الأمني والاقتصادي والسياسي سيختلف في العراق والعالم ما بعد انتشار الفيروس.
وقال التقرير، إن تغير الحروب شكل العالم أكثر من أي شيء آخر، لكن يبدو أن الأوبئة تقل تأثيرا عنها، ووسط تفشي جائحة كورونا تواجه الدول في جميع أنحاء العالم اضطرابات واسعة النطاق، ليس فقط في ملف صحة سكانها واقتصاداتها، لكن بشأن جيوشها أيضا.
وأضاف، في الوقت نفسه فأن الدول العظمى والكبرى مثل الولايات المتحدة والتي تمتلك الانتشار العسكري الأوسع على مستوى العالم، وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا وإسبانيا، قد تضطر الى سحب قوات وبشكل متزايد من الخطوط الأمامية، والموزعة في رقع جغرافية وراء البحار مثل منطقة المحيط الهادي واسيا وأوروبا ومنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، للمشاركة في مواجهة تفشي الفيروس في الداخل.
وقد ينتج عن ذلك تداعيات مثل حدوث انتكاسات في القتال ضد العديد من الجهات الفاعلة مثل التنظيمات الإرهابية وعصابات التهريب، وربما يؤثر حتى على تطوير القدرات العسكرية على المدى الطويل.
أن تأثيرات ما بعد الجائحة سـوف تكون واضحة وتنتج أوضاع اقتصادية وسياسية جديدة، وستتطلب بالتأكيد من الحكومات تقليص ميزانية الدفاع، وإن كان من السابق ألوانه معرفة مدى عمق التخفيضات الدفاعية إلا أنه إذا حصل ذلك بشكل كبير، سوف يكون القادة أمام خيارات صعبة.
وأشار التقرير إلى أن الشرق الأوسط ليس استثناء، والـذي يشهد صراعات وحـروب وديناميكيات استراتيجية والاحتمالات عديدة وخصوصا على مستوى خطوط المواجهات الساخنة فيه.
أولا: التأثير على الانفتاحات العسكرية:
قلصت الجيوش في مختلف أنحاء العالم عملياتها، وفرضت لوائح أكثر صرامة على انفتاح الجيوش سواء كانت داخل الدول أو خارجها، في محاولة لمنع انتشار فيروس كورونا بين صفوف قواتها، الاعتبارات أمنية وأخرى لتقديم الدعم وضبط إيقاع الحركة داخل الدول، ومساعدة الحكومات لمنع انتشار الفايروس.
ويأخذ التأثير على الانفتاحات العسكرية شكال متعدد الأوجه يتمثل بالتالي:
1 .تعليق عمليات مكافحة الإرهاب
تأثرت العمليات العسكرية المختلفة نتيجة انتشار وباء فايروس كورونا، وحدت الجيوش من عالم ما بعد كورونا نشاطاتها مما قد يتسبب في حدوث انتكاسات في عمليات مكافحة الإرهاب او الحماية، وحـدوث فراغ عملياتي في بعض مسارح العمليات على مستوى مكافحة الإرهاب، فقد أوقفت وزارة الدفاع الفرنسية العملية العسكرية التي تسمى “برخان” في غرب القارة الأفريقية ضد التنظيمات الإرهابية بعد إصابة 600 جندي فرنسي بالفايروس، حسب ما ذكرته وزيرة الجيوش الفرنسية فلورنس بارلي، وبعضهم ضمن القوة العاملة في أفريقيا والتي يبلغ عديدها 5300 جندي.
أما في العراق فقد أوقف التحالف الدولي جميع عملياته لمدة 60 يوما، واضطرت بعض الدول إلى سحب قواتها العاملة فيه مثل هولندا وجمهورية التشيك وفرنسا التي نقلت 400 جندي خارج العراق وقلصت بريطانيا وألمانيا قواتها الى النصف، أما واشنطن فقد اعادة تموضع القوات في قاعدتين عسكريتين في عين الأسد وإقليم كوردستان، وأخلت 5 قواعد بعضها كان في مناطق ينشط بها تنظيم داعش في جنوب الموصل “القيارة” وغرب كركوك في قاعدة K1 ،كما ان قواتها في الشرق السوري القريب من الحدود العراقية قد اعيد تموضعها وقلصت عملياتها البرية مع قوات سوريا الديمقراطية، التي أعلنت عن توقف العمليات ضد تنظيم داعش بسبب جائحة كورونا، أما في أفغانستان والتي تملك واشنطن فيها 14000 جندي يشاركون ضمن قوات “إيساف” فأن عملياتها العسكرية متوقفة منذ انتشار فايروس كورونا.
تأثير تعليق عمليات مكافحة الإرهاب:
1- تصاعدت هجمات وتحركات تنظيم داعش منذ منتصف آذار الماضي في مناطق غرب كركو وجنوب الموصل وبعض مناطق حوض حمرين في العراق، مستغال ظروف تقليل إدامة زخم العمليات العسكرية.
2- محاولات الهـروب مـن بعض السجون، وخصوصا فـي مناطق قـوات سوريا الديمقراطية بعد محاولة لكسر سجن غويران في الحسكة، وتضم هذه المعتقلات 12 ألف من عناصر التنظيم بالإضافة إلى مخيمات فيها أعداد كبيرة من عوائل التنظيم، مثل معتقل الهول وعين عيسى مما قد تشكل هذه العمليات خطرا كبيرا على العراق وسوريا.