اصبحت السياسة بدون قيم واخلاق ومبادئ , بل هي براعة في تناول فن الكذب والدجل والضحك على ذقون الجهلة والمغفلين . فلا غرابة ان يذرف الذئب المسعور دموع التماسيح على القطيع التي نهش لحملها وقتلها في مخالبه الدموية . فلا غرابة من الجلاد الذي مارس عمليات القتل وقطع الاعناق , ان يذرف دموع التماسيح على ضحاياه المقتولة , واللص والحرامي يذرف دموع التماسيح على الذين سرقهم ونهب اموالهم وممتلكاتهم , وكما العاهرة تذرف دموع التماسيح على شرفها الذين ينتهك كل يوم , ولكن مهما ذرف هؤلاء من دموع التماسيح على ضحاياهم . لن يخدعوا احداً في دموعهم البلاستيكية . مهما كانت سخريات القدر الاسود , الجاثم على صدر العراق منذ 17 عاماً من سنوات العجاف والخراب . ان تستنكر المليشيات المجرمة عملية قتل لمواطن واحد , وهي التي مارست القتل والاجرام بحق المئات من المتظاهرين السلميين , واصابت عشرات الآف بالجراح , والكثير منهم اصبح معوقاً بسبب العنف الدموي الوحشي من هذه المليشيات المجرمة , التي تأتي اليوم لتذرف دموع التماسيح على الوحشية الامريكية في قتل مواطن واحد . بينما كان ضميرهم في سبات عميق بقتل مئات الابرياء بدم بارد . لان الابرياء مارسوا حقهم الشرعي في التظاهر السلمي . والمطالبة بوطن يوفر الحرية والخبز وفرص العمل . ولم يخرجوا عن سلميتهم عن القانون والنظام . ولكنهم قمعوا من قبل المليشيات المجرمة التي احتلت مقام الدولة ومؤسساتها الامنية . وعاثت قتلاً وخرابأ وحرقاً , من اجل تكميم الافواه وعدم المطالبة بالحقوق المشروعة . نجدها اليوم من سخرية الاقدار اللعينة . تلبس ثوب الرحمة والشفة على قتل مواطن واحد , وهذه الرحمة المزيفة ماتت عندما مارست القتل والاجرام بحق العراق والعراقيين . نجدهم في دور السخرية والمهزلة في الادانة على مقتل مواطن على حكاية , بأن صاحب المحل ابلغ الشرطة بوجود عملة مزيفة من فئة ( 20 دولار ) عند احد الزبائن , وجاءت الشرطة ومارست العنف دون اخلاق بدوس على رأس المواطن ومات بالاختناق . رغم ان هذا العمل الاجرامي , ادين من كل الاطراف من الحكومة والمعارضة , وقدم الشرطي القاتل الى المحكمة بتهمة القتل المتعمد . ولكنه اعتبر العمل عنصري ضد البشرة السوداء , وقامت القيامة بالاحتجاجات العنيفة , وممارسة التخريب بالنهب والسلب وحرق المحلات وممتلكات الدولة . حتى وصل المحتجون على عتبة البيت الابيض .
اذا كانت ايران شجبت هذا الاجرام , لانها لديها حسابات خاصة مع امريكا في استغلال الحادثة . ولكنها بشكل سفيه ومضحك . اعطت الضوء الاخضر الى مليشياتها المجرمة في العراق ان تمارس نفس فعل الادانة والشجب , ان تدين الوحشية الامريكية . بينما هذه الوحشية هي قطرة من البحر , مقابل وحشيتهم البشعة بحق المتظاهرين السلميين , الذين قاموا بالتظاهر السلمي , ولم يقوموا بأي باعمال تخريبية , في السلب والنهب وحرق المحلات . وكل كل نشاطهم وفعالياتهم هي للوطن وبأسم الوطن . ولكن هذه المليشيات التي فقدت الضمير والاخلاق مارست الوحشية في حقهم . ولكن اين يذهبوا من عدالة السماء والارض . وكيف سيواجهون رب العالمين , وبأي حساب وايديهم ملطخة بدماء الابرياء . فيا للمهزلة في ادنتهم المضحكة والهزيلة , في اشباع رغبة أيران في الادانة
جمعة عبدالله