يوماً بعد آخر، ينقشع الضباب عن المكيدة التي تعرّض لها مقاتلو فصائل «الجيش الوطني السوري» عندما رضوا أن يكونوا أداةً بيد تركيا لتحقيق طموحاتها التوسّعية في #ليبيا.
وبعيداً عن الأخبار اليومية التي ترد حول أعداد الأسرى والقتلى السوريين على يد الجيش الليبي، يبدو أن دماء السوريين تُزهق هباءً دون مقابل، فحتى الرواتب التي وعدت بها #تركيا لهؤلاء، ذهبت مع الريح.
ففي آخر تسجيلٍ صوتي نشرته (العربية الحدث) لمقاتلٍ من #المعارضة_السورية في ليبيا، حسب قولها، يبدو أن ما مَنّ مقاتلو #الجيش_الوطني أنفسهم به، لم تكن سوى وعودٍ فقط.
صوت المقاتل في التسجيل الذي تابعه (الحل نت)، يختصر كل شيء لما يحصل لهؤلاء في ليبيا، بعد أن أكّدوا على أنفسهم صفة «الارتزاق» من خلال ترك محاربة مَنْ خرجوا ضده قبل 9 سنوات، ووجّهوا فوهات بنادقهم لأناسٍ لا تربطهم بهم أية علاقة هناك في ليبيا.
يناشد المقاتل: «تحدث مذابح بحق السوريين ولا أحد يهتم، وعدونا بأن الأتراك معكم يداً بيد وفي صفٍ واحد، ولكن لم نشاهد أي جنديٍ تركي يخوض المعارك معنا، حتى أنهم لم يمدّونا بالذخيرة والآليات، لدينا نقصٌ كبير».
ويقول: «لم نعد نريد أي شيء من تركيا، لقد وعدتنا بإجازة كل 3 أشهر، ولكن مضى على وجودنا هنا في ليبيا أكثر من 5 أشهر، حتى الرواتب كذّبوا علينا، كان الاتفاق 2000 دولار، لكن لم نقبض سوى 6000 ليرة تركيّة، ومن لديه واسطة يقبض 8000 ليرة تركيّة».
وتحاول تركيا عن طريق قيادات «الجيش الوطني السوري»، تجنيد أكبر عددٍ ممكن من عناصر فصائل المعارضة وطمعهم بالرواتب العالية، لإرسالهم للقتال إلى جانب حكومة (الوفاق) الليبية ضد المشير “خليفة حفتر”.
ويبدو أن تركيا، من خلال تجنيد مقاتلين سوريين وشرائهم بالمال، ترغب بتشكيل جيشٍ مما يوصفون بـ «المرتزقة» لتحارب بهم وتوسّع بدمائهم نفوذها خارج حدود الدولة.
دعمُ #أنقرة للمعارضة السورية أولاً، وللفصائل المسلحة ثانياً، منذ بداية الاحتجاجات الشعبية في سوريا ربيع 2011، بدت أهدافها واضحةً أكثر من ذي قبل.
فمن عملية #درع_الفرات للسيطرة على مناطق شمالي #حلب، مروراً بعملية #غصن_الزيتون للسيطرة على #عفرين وريفها، انتهاءً بعملية #نبع_السلام في #راس_العين و#تل_أبيض ضد التواجد الكردي، كلها كانت خارج الأهداف التي نادى بها متظاهرو سوريا.
لكن كل تلك العمليات العسكرية التي نفّذتها تركيا ببنادق سوريين ضد سوريين آخرين، كانت فقط خدمةً لطموحات أنقرة التوسّعية، بتأييدٍ سياسي من المعارضة السورية المتمثّلة بالائتلاف السوري، وصمتٍ دولي.