بكلمة واحدة وموقف شجاع لثلة من الرجالات بقيت خالدة مدى الدهر ، يتباهى ويتفاخر به الكثيرون لأنها غيرت مجرى الأحداث والأمور،و لأنها وقفت بوجه دول عظمى وأفشلت مخططهم رغم فارق القوة وحكم الظروف ، وبنيت بسببهم دول ما زالتقائمة وشامخة ليومنا هذا .
مهمة رئيس الوزراء القادم ليست مهمة سهلة كما يعرف الجميع لأنها المهمة المستحلية في ظل ظروف البلد المعقدة للغاية، ووسط صراع محتدم بين قوى داخلية، وتدخل خارجي في أدق تفاصيل شؤون البلد .
الرئيس المرتقب للرئاسة الوزراء كيف سيكون اختياره أما ضمن نهج التوافق بين الأحزاب الحاكمة ومن يقف ورائها أو ضمن شروط المرجعية الرشيدة ومطالبات الكثيرين في تغير القائمين المعروفة من الجميع .
بطبيعة الحال إذا تكررت التجارب السابقة في اختيار رئيس الوزراء سيكون الوضع أسوء مما سبق بكثير جدا من خلال تجربة خمسة حكم الذي فشل في إدارة شؤون البلد بكافة الجوانب والنواحي .
أم أذا أتى ضمن رأي المرجعية والشارع بشروطها أو مواصفاتها في رجل رئاسة الوزراء التي تأتي من فراغ أو بدون حسابات منطقية حكيمة ، بل أنها حددت الحل الأمثل لمشاكلنا بوجود رجل قوي وشجاع يمسك دفة الحكم ليقودها نحو بر الأمان .
القوة والشجاع في شخص رئيس الوزراء لا تكفي أذا ما كانت هناك حكمة عالية يمتلكها ودراية كاملة بأدق التفاصيل لكي يعرف كيف يتعامل مع حيتان الفساد والقتل ومن يقف ورائهم لان لغتنا الرسمية في بلد اعرق الثقافات والحضارات السلاح والتهديدولغة الحوار والتفاوض البناء أصبحت من الماضي ولا يسمح بالتعامل به ضمن رؤية وفلسفة الأحزاب السياسية الحاكمة في الحكم .
وسط هذا الوضع والبلد يعيش الأزمة تلو الأخرى ،وصراع دولي وإقليميي في المنطقة وانعكاسات السلبية على أوضاعنا الداخلية ، وتدخلهم في شؤون البلد ، وتوافقهم حتى في اختيار رئيس الوزراء.
كيف يستطيع رئيس الوزراء القيام بمهامه لكي يطوي صفحة الماضي ، ويبدأ العمل بمرحلة جديدة من خلال اتخاذه عدة قرارات حاسمة لوضع حد لكثير من الملفات التي بحاجة إلى حلول جذرية لا ترقعيه كما في السابق ، وبطبيعة الحال ستكون هناكمواقف رافضة لأغلب القرارات من كل القوى السياسية لأنها لا تتناسب مع مصالحهم ومصالح حلفائهم .
ونكرر وسط هذه التعقيدات والتحديات التي ستواجهه الرئيس لابد من تكون لديه عناصر قوة لكي تكون لديه بمثابة أوراق ضغط يستخدمها وقت عند الضرورة ،و كما يعرف الجميع للحاكمين لديهم عناصر قوة ونفوذ في كل مفاصل الدولة تابعة وتأتمربأمورهم ليس وهذا وحسب ، بل لديهم اذرعه مسلحة وقواعد شعبية و عشائرية وخارجية ، ومثلما توجد قوى داخلية وخارجية لا تريد استقرار البلد وبقاء نفس الحال يخدم مخططاتها ،و في الطرف المقابل توجد قوى أخرى مستعدة للتضحية من اجل الوطن ولقد جربت في الأوقات الصعبة ومرحلة دخول داعش خير دليل ، لهذا يحتاج إلى هذه القوى المسلحة منها والعشائرية والجماهيرية وفي مقدمتهم دعم المرجعية وهنا بيت القصيد إذا رأت منه أن خطة عمله وقراراته ومواقفه تسير لخدمة مصالح البلد .
هنا تبرز شجاعة وحكمة الرئيس المرتقب في كيفية التعامل مع حيتان الفساد والقتل على حدا سواء ، ومواجهتهم بقوة وبصلابة دون خوف أو تردد أو طمع في السلطة والنفوذ ضمن لغة السلاح أو إي لغة أخرى الأهم أن تكون مصلحة البلد وأهله هي هدفهالأول والأخير ،
لا يمكن أن نقلل من قوة حيتان القتل والفساد ، لكن لو جوبهت بموقف صارم وحازم من دولة الرئيس وبدعم القوى الخيرة ، ولا ننسى أن رصيدهم الشعبي في تنازل مستمر سيكون وضعهم يرثى له , وإذا قامت ثورة الإصلاح والتغيير الحقيقية من الكل وبوجود قائد شجاع وحكيم ستزول عروشهم خلال أيام لأنها أهون من بيت العنكبوت بدليل حكم العرب الطواغيت سقطت أنظمتهم بأيام ومنهم بساعات قلائل وحالهم لا يختلف عنهم مطلقا.
لتكون المواجهة الحتمية في المرحلة الثانية مع قوى الداعمة لهم بتكاتف الجميع وقائد قوي سنكون سدا منيعا للوقوف ضد كل جهة تريد دمار بلدي ولو وصلت الأمور للمواجهة العسكرية المباشر لان قضيتنا بناء الدولة ومؤسساتها وبحلول واقعية جذرية ولا مجال لإنصاف الحلول التي ترضي طرف وتغضب الأخر لان مصلحة العراق أولا وأخيرا .
بوابة التاريخ والمجد مفتوحة على أوسعها أمام هذا الشخص الشجاع لو حققوا لنا الحدود الدنيا من مطالبنا الشرعية ويكون من اللذين يخلدهم التاريخ مدى الدهراو يكون حاله كحال حكم اليوم يلعنهم أهل البلد والتاريخ معا .
ماهر ضياء محيي الدين