هناك تفاؤل و أمل من جانب بعض الدول بشأن إحتمال حدوث تغيير من داخل نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية خصوصا وإن هناك صراعا متصاعدا فيما بين الجناحين الرئيسيين في النظام حيث تتجه الانظار نحو جناح رفسنجاني ـ روحاني بإعتباره”وبحسب رأي تلك الدول” يحمل أفکارا إصلاحية و معتدلة و يطمح لإجراء تغييرات على مختلف الاصعدة.
في آب/أغسطس 2013، وعندما تم إختيار حسن روحاني لمنصب رئيس الجمهورية، إستبشر أولئك البعض بقدومه في ظل مزاعمه بشأن الاصلاح و الاعتدال متصورين بأنه سيحقق تغييرات في داخل النظام بحيث تلبي الى حد ما المطالب الدولية، لکن وبعد إنقضاء ولايته الاولى وإختياره لولاية ثانية وبعد مرور کل هذه المدة، حدث تغيير ولکن بالاتجاه المعاکس تماما، حيث تصاعدت وتيرة الاعدامات بصورة غير مسبوقة طوال الاعوام الماضية، کما إنه و طبقا لما قد أعلنت عنه تقارير المعلومات فقد إنصب إهتمام روحاني بالجوانب الامنية والعسکرية وأهمل کل الجوانب المتعلقة بتحسين أوضاع الشعب المعيشية ومايتعلق بحقوق الانسان.
المشکلة التي يواجه أولئك البعض صعوبة في فهمها و إستيعابها، تتعلق بعدم فهمهم لماهية هذا النظام و عدم وجود فهم صحيح للصراع و التنافس الدائر بين الجناحين، ذلك إن نظام ولاية الفقيه هو في نهاية المطاف مقبول لدى الجناحين ولايوجد خلاف بشأن ذلك، وإن الصراع و التنافس الدائر بين الجناحين ليس على إجراء تغييرات في داخل و بنية النظام وانما صراع على النفوذ و إستبدال المواقع و الاقصاء و التهميش، ومخطئ من صدق بأن جناح روحاني يهدف الى إجراء تغيير في بنية و محتوى النظام، حيث إن هذا الجناح يسعى بکل ماأمکن من أجل إنقاذ النظام و إخراجه من مأزقه العويص، والاهم من ذلك إن إتحادهما الظاهري الحالي هو من أجل إنقاذ النظام بعد أن شعرا بل وتيقنا من إن النظام برمته في خطر بعد الرفض الشعبي العارم له والتأکيد على إسقاطه.
علاقات نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية عموما و جناح روحاني خصوصا بالغرب، مسألة لايمکن ضمانها من جانب هذا النظام حيث إنه و کما تؤکد السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية، بأن هذا النظام ليست لديه قابلية إقامة وتحسين العلاقات مع الغرب، لأنه إذا أراد توسيع وتحسين علاقاتها مع الغرب فيجب عليه تحقيق عنصرين: الاول التراجع عن تدخلاته في بلدان المنطقة؛ وثانيا قبول حد أدنى من الديمقراطية في الداخل. هذان العنصران مستحيلان في هذا النظام. لما ذا؟ لإنهما يتحولان إلى حبل المشنقة لهذا النظام. وإن نظام لايمکن ضمان علاقاته مع الغرب و التي هي الاساس الذي يمکن البناء عليه، فکيف يمکن ضمان إجراء تغيير من داخل النظام من جانب جناح لم ينحرف قيد أنملة عن إيمانه و إتباعه عن المبادئ الاساسية للنظام؟ وفي کل الاحوال فإنه لايمکن تحقيق أي تغيير في إيران إلا من جانب الشعب والمقاومة الايرانية، وتلك هي الحقيقة الوحيدة التي يجب تقبلها.