.
أرسل رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي إلى البرلمان، قائمة تضم أسماء مرشحين لشغل سبع حقائب وزارية ما زالت شاغرة، مع قائمة أخرى بوزراء مرشحين لمنصب نائب رئيس الوزراء.
وضمت قائمة الكاظمي المرسلة إلى البرلمان، ترشيح إحسان عبدالجبار لحقيبة النفط، وفؤاد حسين لحقيبة الخارجية، ومحمد كريم لحقيبة الزراعة، وإيفان فائق لحقيبة الهجرة، وعلاء الجبوري لحقيبة التجارة، وحسن ناظم لحقيبة الثقافة، والقاضي سالار عبدالستار لحقيبة العدل، فيما ضمت قائمة المرشحين لمنصب نائب رئيس الوزراء، وزير الخارجية فؤاد حسين الكردي نائبا لرئيس الوزراء لشؤون العلاقات الدولية، ووزير التخطيط خالد بتال السني نائبا لرئيس الوزراء لشؤون الخدمات والنازحين، ووزير المالية علي علاوي الشيعي نائبا لرئيس الوزراء لشؤون الاقتصاد والطاقة.
وبرغم الصبغة التحاصصية التي طغت على مناصب نواب رئيس الوزراء، إلا أن الملاحظ أنهم جميعا بعيدون إلى حد ما عن دوائر التأثير
الإيرانية، ومتحمسون لعلاقات وثيقة مع دول الخليج والغرب والولايات المتحدة، ما يعني تطابقا تاما مع رؤية الكاظمي. لكن اللافت هو اختفاء اسم الشاعر والناشط المدني البارز فارس حرام من قائمة المرشحين، بعدما قالت مصادر واسعة الاطلاع إنه سيرشح لحقيبة الثقافة.
وعلمت “العرب” أن حرام، وهو أحد أبرز وجوه الحراك الاحتجاجي الذي انطلق في العراق مطلع أكتوبر الماضي، وينحدر من محافظة النجف المقدسة لدى الشيعة الاثني عشرية في العراق والعالم، رفض التفاهم مع حركة عصائب أهل الحق، التي كانت وزارة الثقافة ضمن حصتها في الحكومة السابقة برئاسة عادل عبدالمهدي.
وقالت مصادر مطلعة إن حركة العصائب التي يقودها قيس الخزعلي، المطلوب للولايات المتحدة بتهم تتعلق بالإرهاب، طالبت حرام بحماية مصالحها في وزارة الثقافة في حال تولاها، لكنه رفض ذلك صراحة.
وتضيف المصادر أن ضغوطا كبيرة مورست على الكاظمي في اللحظات الأخيرة، لاستبدال حرام بالمرشح الحالي حسن ناظم، وهو أستاذ جامعي من مدينة النجف أيضا، تم إعدام شقيق له في زمن النظام السابق بتهمة العمل السياسي ضمن حزب الدعوة الإسلامي.
ويعد ناظم من الأسماء المؤثرة في الوسط الثقافي والأكاديمي، وقدم إسهامات في مجال حوار الأديان وشغل كرسي منظمة اليونسكو في جامعة الكوفة، ضمن محافظة النجف.
وعمل ناظم في التدريس الجامعي في ليبيا وطلب اللجوء السياسي بعدها في أستراليا وحصل على جنسيتها وانتقل للعيش في الولايات المتحدة، وعاد إلى العراق بعد الاحتلال عام 2003، وكان وثيق الصلة بالمرجعيات الدينية.
وتقول مصادر مطلعة إن ليث، شقيق قيس الخزعلي، وهو مطلوب بجرائم إرهابية أيضا، أشرف شخصيا على ملف وزارة الثقافة، في عهد الوزير السابق عبدالأمير الحمداني، الذي رشحته العصائب لشغل الحقيبة في حكومة عبدالمهدي.
ووفقا لمصادر سياسية فإن البرلمان العراقي سينعقد يوم السبت للتصويت على مرشحي الكاظمي السبعة.
ويتوقع مراقبون أن يجري استبدال اسم واحد على الأقل بين المرشحين السبعة، هو فؤاد حسين وزير المالية السابق المرشح لحقيبة الخارجية ومنصب نائب رئيس الوزراء للشؤون الدولية.
وتقول مصادر إن حسين قد يواجه رفضا داخل البرلمان العراقي رغم الإصرار الكردي على التمسك به، لأنه يخرق الاتفاق السياسي العام بعدم استيزار أي شخصية من حكومة عبدالمهدي.
وكان مسعود البارزاني زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني، أكبر الأحزاب الكردية، تراجع عن قرار استبدال حسين بفوزي الحريري، مفضلا الإبقاء على وزير المالية السابق في بغداد.
لكن المصادر تقول إن البارزاني سيقوم بمحاولة أخيرة لإقناع القوى الشيعية والسنية بالتصويت لحسين وزيرا للخارجية يوم السبت، وفي حال تأكده من فشل هذه المحاولة، فقد يرشح امرأة كردية لهذا المنصب.