ابادة قبيلة باسان
كيفية انقاذ المطران من الحجز
يقول الأب بولس بيرو 1 : حاول إنقاذه أحد آغوات طنزي المدعو عثمان آغا، رداً منه على المعروف الذي أسداه نحوه سيادته، وعلى الخدمات الجليلة التي قدمها له في مناسبات عدة، بالأخص لقاء ما أبداه سيادته من عطف نحو عائلة بدر خان أمير أكراد بوتان. فما أن بلغ عثمان نبأ توقيف المطران أدي شير، حتى بادر إلى إنقاذه في الحال مخاطراً بحياته، فأرسل إلى سعرت (15) من رجاله الشجعان مدججين بالسلاح.
بينما ذكر لنا السيد شمو قاسو عن والده: آدي شير استجير بعثمان عمر التنضي الذي انتفض ضد العثمانيين سابقاً، فكلف عثمان (11) شخص أكثرهم من الايزيدية الباسية ليطمئن المطران وانقذ المطران من مدينة سيرت وهم (شمو مسطو – عمو قاسو، سمو بابير ، خلات مراد – ناصر مراد) واثنان من كرفان الايزيدية هما (محو فيتو وسعيد ابراهيم) .
ارادوا جلبه ، حملنا ادوات الحفر لغرض حفر اسفل غرفته، كانت الغرفة مبنية من الكلس بينما الشبابيك مصنوعة من الحديد، كانت الحراسة مشددة وتطلق الصفاراة في الهواء من قبل الجيش العثماني والمرتزقة لم نستطع التقرب من القصر الا بعد منتصف الليل وساد الهدوء والجميع خلدوا الى النوم عدا مجموعة من الحراس ، فانتهزوا الفرصة بالوصول الى القصر تحت الظلام كانت هناك شباك خلفي ، بعد قطع حديد الشباك نزلنا منها السيد شمو مسطو لكونه طويل ، الزمناه من يداه ونزلناه وحينما وصل اسفل قدميه الى الارض سحبنا ايادينا منه، جاء بالمطران لكنه كان سميناً لم يستطيع الخروج من هذه النافذة، نزع ملابسه وأخرجناه .
وأضاف شمو : كان المطران رجل طويل القامة وسمين وهو مختبأ في قبو صغير، حاولنا إخراجه لكننا لم نتمكن فتخدش جسمه دماً وأدمت ملابسه، لبسناه الملابس البوتانية (شال وشبك) وخرجنا متنكرين، بالرغم من تواجد العسكر من دار المطرانية ، ومن ديركا 2.
لكن المطران لم يطمئن وطلب ان يرافقه رجلاً مسلحاً في الجبل فرافقه لحمايته شمو مسطو الباسي
اتى اوصمان عمر باشا ال بدرخان التنزي من قرية طنزي وبتوصية من آدي شير مسوول الدومنكان سنة 1916 بسبع قرى أرمنية (ديرك- ديرك العليا– قنياز – بهنكو – حديد) الى قرية باسان لحين 14-5-1016 (الاول من شهر أيار الشرقي)، بعد أن دفعوا ما يمتلكون من المال والذهب الى اوصمان باشا .
بينما يذكر إدمون لاسو : ارسل عثمان يوم السبت 5 حزيران 1915 أخاه محمود أغا مع (15) رجلاً مسلحاً من رجاله الأشداء خفية الى سيرت (سعرد) ومن بينهم اثنين من المسيحيين من قرية حديد لتدبير وسيلة لتهريب المطران، وعندما وصلوا سعرد الواقعة شمال طانزي بمسافة ست ساعات سيراً على الاقدام، هددوا الشرطي المكلف بحراسة المطران، دخل محمود أغا ورجاله تحت جنح الليل الى دار المطرانية والبسوا سيادته الملابس الكرديةواخرجوه من االسياج الخلفي للكنيسة، ومشوا به في طرق ملتوية كي لا يكشف أمرهم، ولكن الحارس أخبر مسؤوليه بالأمر كي يبرىء ساحته ، فلاحقتهم مفرزة من الشرطة وعندما أدركتهم جرت بينهما مناوشات تمكن فيها رجال الاغا محمود من الانفلات والهرب، وكان أحد رجاله اسمه (سمو الايزيدي) من قرية (باسان) القريبة من طنزي قد حمل المطران أدي شير على ظهرهوشده بحزامه وسار به بعيداً عن المفرزة، حتى وصل الجميع (طنزى) بعد جهد كبير ومسير طويل اجتازوا خلاله ممرات مائية، ومضايق جبلية عديدة.3
ايصاله الى مناطق الايزيدية
يقول الأب بولس بيرو 4 : اضطر عثمان آغا هو ورجاله إلى مغادرة القرية لرد هجوم قام به أعداؤه على ممتلكاته. ولحرصه الشديد على حياة المطران خبأه بكهف في هضبة ” ديري بسان “[25]. إلا أن محمد أفندي أخ النائب عبد الرزاق، ذلك المشهود له بحقده على المسيحيين وتعطشه إلى دمائهم، أبلغ السلطات بهرب المطران واختفائه. فكلف الملازم الأول حمدي أفندي بقيادة كتيبة من الخيالة، ليتعقب أثار المطران الهارب.
شهادة الخور أسقف فيليبس شوريز[27]وفي إحدى الليالي أرسل عثمان آغا رجاله إلى دار المطرانية، وأنقذوا المطران بعد أن دلوه من فوق سور البناية متنكراً بزي كردي. وتوجهوا وإياه إلى منطقة البوتان، حيث التحق به وجهاء قرى (صدخ، قطمس، حديد، مار كوريال). واحتموا بقرية طنزي اليزيدية الواقعة إلى شمال بلق. إلا أن حكومة سعرت سرعان ما عرفت بهرب المطران فلاحقته واكتشفت موقع اختبائه،
شهادة السيد عبدو بزر: في مطرانية حلب الكلدانية وثيقة بخط الأب ( المطران ) صموئيل شوريز:
ما أن وصلنا القرية حتى سألني المطران عن رعيته في القرية. فقلت له أنهم بخير وقد صعدوا إلى الجبال مختبئين داخل المغاير. فطلب مني أن أوصله عندهم، لكنني قلت له يجب أن أوصلك إلى الموصل حتى تنجو من الموت، لأن في منطقتي أعداء كثر لي وأخاف أن يعلموا الحكومة بوجودك عندي. فرفض المطران عرضي قائلاً: طالما أن أبنائي هنا فيجب عليّ أكون معهم في هذه المحنة، ومن المستحيل تركهم لأنجو بنفسي. وقد كررت عليه طلبي مراراً، لكنه رفضه رفضاً قاطعاً. وعليه أوصلته عند جماعته في الجبل. وبعد ثلاثة أيام طلبت مني الحكومة تسليم المطران المختبئ عندي، لكنني نكرت وجوده عندي قائلاً أنه هرب هو وجماعته ولا أدري إلى أين اتجهوا. وقد نلت الكثير من الويلات بسبب موقفي هذا، فهدمت ممتلكاتي وسلبت أموالي. وفي هذا الأثناء أرسل رسول محمد آغا وهو من ألذ أعدائي رجاله إلى الجبل للتأكد من مكان المطران وجماعته. وبعد أن عرف رسول آغا مكان وجود المطران، طلب من الحكومة أن تزوده بالجنود، فذهب إلى المكان المحدد وحاطه بالجنود ورجاله حتى القوا القبض على المطران. فاقتاد رسول آغا المطران إلى قرية) تل ميشار) التي تبعد مسيرة ساعة عن قرية طنزي.
ويذكر إدمون وفقاً لمجموعة من الشهادات: بعد وصول المطران الى (طنزي) ابرقت سلطات سعرد الى سلطات الجزيرة (بوتان) ان يلاحقوا المطران ويفتشوا عنه في طنزي وهكذا جُردت سرية من الدرك والجندرمة ، طوقوا طنزي مطالبين عثمان بتسليمهم المطران والا نال العقاب، لكن عثمان أنكر الامر وقال انه هرب الى جهة مجهولة 5 .
كانت هناك خلافات بين (رسول محمد أغا البوتاني) و (عثمان أغا الشرواني) بث البوتاني رجاله المنخرطينفي الدرك العثماني في الجبل كي يعرفوا مكان اختباء المطران، وعندما عرفوا بعد أيام ابلغ رسول أغا السلطات بمخبأ المطران، فكلف الملازم حمدي أفندي بقيادة مفرزة من الخيالة لملاحقته 6.
1 الأب بولس بيرو 1 مذكرات الأب جاك ريتوري الدومنيكي ترجمة جوزيف اليشوران ص 367 _ 370
2 (مقابلة مع شمو قاسو علو يوم 7-9-2016)
3 إدمون لاسو، المطران الشهيد أدي شير (1867-1915م) ، نينوى 2015، ص13، اعتماداً على شهادات كل من (1- القس اسحق أرملة 1954 القصارى في نكبات النصارى(حريصا لبنان 1920)، 2- الشماس نوري ايشوع، مجلة بين النهرين العدد 141-142 بغداد 2008 ، 3- بول بيرو 1951 4- الخوري فليبس شوريز 1938 5- عبدو حنا بزر الارمني رواها للمطران شموئيل شوريز 1981)
4 الأب بولس بيرو 4 مذكرات الأب جاك ريتوري الدومنيكي ترجمة جوزيف اليشوران ص 367 _ 370