7/6/2020
يبدو أن الصراع قائم و منذ الأزل بين قوى الخير و الشر , ولا تزال وستبقى الى ان يرث الله الأرض ومن عليها, فالشر بكل معانيه من الحقد والكراهية والفساد والتدمير وسفك الدماء و أرتكاب المعاصي يمثل الداء، و يقابله في الجانب الآخر الخير وكل ما يحمله من مفاهيم الإصلاح و البناء و سلوك الطريق المستقيم و الاقلاع عن الذنوب .
البشر أصناف ثلاثة , إما مصلحاً لنفسه ولغيره وهو يمثل القنديل الذي ينير دروب الانسان و يرسم و يسلك طريق النجاة , و هناك الصالح الذي يكون صالحاً لنفسه و لا يستطيع ان ينقل به الى غيره , و يكتفي لأسباب تتعلق به , أما الثالث فهو الفاسد الذي ينشر الفساد و الخراب بتصرفاته و لا يريد الخير لاحد , فهم على درجات .
الانسان هو الاساس و القاعدة المتينة لبناء الحياة و يمثل العمود الفقري و من أجله سخر الله ما في الارض جميعاً ليعيش هنيئاً مطمئناً , لذا فمن الأولى له ان يبني حياته على أفضل قوام و يصلح ما يفسده افراداً من جنسه , و لكن عملية الاصلاح شاقة و صعبة و مستمرة لأنه الدواء الذي غالباً ما يكون طعمه مراً , و لكن لا مفر منه، و الفساد و المفسدين هم الداء و المتطفلين على قوت الشعب و يستغلونه، لذا , فإن على قدر صعوبة و مرارة الفساد و يكون الإصلاح مؤلماً ولكنه طريق الإنقاذ و الوصول الى بر الأمان .
المصلحون هم الفئة و النخبة النقية الصافية الذين يشعرون بالمسؤولية و يحاولون إدخال السرور الى النفوس و على أكتافهم تبنى الأوطان والأمم , المجتمع الكوردستاني ليس ببعيد عن ما ذهبنا اليه فهو يعاني من ألم الفساد والمفسدين والإقرار بوجودهم يمثل بداية التشخيص و تحديد العلاج المناسب له ،و أن الشعب قد يأس منه، وموضوعاً ليبدأوا به بنقد الحكومة والقيادة .
حكومة الإقليم في بداية تشكيل الكابينة الوزارية التاسعة برئاسة السيد مسرور بارزاني أعلن عن برنامج اصلاح واسعة من اجل حياة افضل للمواطنين، و لكن المصالح الذاتية و الحزبية الضيقة تحاول ايقاف عجلة عمل ما يهدف اليه هذا البرنامج الذي يمثل قوة الانطلاق للحكومة و من ثوابتها , لذا فانها تحتاج الى ارادة فولاذية وقيادة رشيدة و قرارات صائبة و مسؤولية تضامنية و فريق عمل منظم ولكن الاولى من كل هذا، مجموعة من المصلحين المخلصين القادرين على قول الحقيقة و نقلها و صامدين امام موجات الاغراءات و االتهديدات و حب الذات و ما اكثر هذه النماذج الذي يفتخر به الشعب الكوردستاني، و لكن الظروف حالت دون ان يقوموا بواجبهم او ان الفرصة لم تأت بعد و الامل كل الامل لهم مع هذه الحكومة ليتولوا المناصب المناسبة لهم و يؤدون دورهم المنشود في اصلاح مؤسسات الحكومة من داء الفساد ويضربون بيد من حديد هؤلاء المفسدين، لانه من غير المنطق ان يقوم المفسد بالاصلاح و انما الاصلاح بالمصلح ينجح .
عبدالله جعفر كوفلي /ماجستير قانون دولي