.
أصدرت محكمة نرويجية، الخميس 11 يونيو/حزيران 2020، حكمها بالسجن 21 عاماً على فيليب مانسهاوس، الشاب النرويجي الذي يبلغ من العمر 22 عاماً، بعد إدانته بقتل أخته غير الشقيقة، وفتح النار على مسجد بالقرب من أوسلو، في أغسطس/آب الماضي، قائلاً آنذاك إنه استوحى الفكرة من هجمات اليمين المتطرف.
وفق تقرير لصحيفة The New York Times الأمريكية، الخميس، فإن محامية مانسهاوس كانت تسعى لاستخدام حُجة الجنون في دفاعها، قائلاً إن موكلها لم يكن مسؤولاً عن أفعاله الإجرامية، لكن المحكمة أوضحت أنها اعتبرته عاقلاً في تقريرها للعقوبة، التي يمكن أن تمتد في حال اعتُبِر مانسهاوس تهديداً مستمراً للمجتمع.
الاعتراف: مع ذلك، أثارت الاستراتيجية التي وظفها فريق الدفاع عن مانسهاوس جدلاً في النرويج حول قيود استخدام حُجة الجنون وما إذا كانت الإجراءات الهادفة لحماية حرية التعبير قد سمحت لليمينين المتطرفين بنشر أيديولوجية بغيضة على منصات مواقع التواصل الاجتماعي.
فقد اعترف مانسهاس، 22 عاماً، بقتله أخته غير الشقيقة يوهان زانغجيا إيهلي-هانسن، وبمهاجمة مركز النور الإسلامي في بيروم، وهي واحدة من ضواحي أوسلو، بينما كان يرتدي خوذة مثبتاً بها كاميرا ودرع واقٍ.
فتح مانسهاوس النار داخل المسجد، لكن تمكن رجلان من التغلب عليه قبل إصابة أي أحد بالرصاص.
اعترف مانسهاوس أيضاً بأنه شنّ الهجوم، لكنه زعم أنه غير مذنب بارتكاب أي جريمة داخل قاعة المحكمة، في كلمات غاضبة أعرب فيها عن آرائه المعادية لليهود، وأطلق سباباً معادياً للمثلية، وصنع بيده علامة مرتبطة بحركة تفوق البيض.
لم يقتل سوى أخته: قال مانسهاوس في حديثه أثناء المحاكمة إن ما يندم عليه فقط هو فشله في التسبب بأذى أكبر. وزعم أنه غير مذنب بارتكاب جريمتي القتل والإرهاب، مدعياً أن أفعاله كانت “دفاعاً عن النفس” بالنيابة عن “الأوروبيين”.
يتحتم أن يقضي مانسهاوس 14 سنة على الأقل في السجن، لكن يمكن تمديد العقوبة إلى أجل غير مسمى بمقتضى ظروف معينة تعرف باسم الاحتجاز الخاص.
اعتُبر قتله لأخته غير الشقيقة، التي تبنتها الأسرة من الصين حين كانت طفلة، جريمة كراهية، إذ قال المدعون العامون إن هناك جانباً عنصرياً في قرار مانسهاوس قتلها.
متطرفون يمينيون: يحمل العنف المنطوي في هجوم مانسهاوس أوجه تشابه بهجوم وقع قبل أشهر قليلة، مستهدفاً مسجدين في نيوزيلندا، شنّه النيوزيلندي برنتون تارانت، الذي جاهر بإيمانه بسيادة البيض، والذي بث مباشرةً اعتداءه الذي أودى بحياة 51 شخصاً. وكان تارانت نشر على الإنترنت قبل الهجوم بوقت قليل بياناً يبرز آراءه المؤمنة بتفوق البيض.
أثناء محاكمة مانسهاوس، قال المتهم إن البيان المطول لتارانت المليء بالكراهية كان مصدر إلهامه. وقبل دقائق من مهاجمة المسجد، نشر مانسهاوس رسالته الخاصة على منتدى يمتدح فيها تارانت قائلاً: “كان الأمر ممتعاً”، وكتب “Valhalla awaits”، وهو شعار للعنصريين البيض.
يمثل هجوم مانسهاوس تكراراً لهجوم إرهابي آخر حدث في النرويج عام 2011، عندما فجر أندرس بريفيك قنبلة في أوسلو، وبعدها بدأ في إطلاق النار على معسكر سياسي صيفي للشباب، ما أودى بحياة 77 شخصاً. وتلقى بريفيك حكماً مماثلاً لحكم مانسهاوس، إذ عُوقب بالسجن 21 عاماً بموجب الاحتجاز الخاص.
لاحظت آني بيتش، وهي باحثة متخصصة في القومية المتطرفة أوجه التشابه بين قضيتي مانسهاوس وبريفيك، وأن كليهما حاول خداع النظام القضائي.